أمريكي في الصراع بعد أن أكدت المستجدات بان كيان الاحتلال عاجز وحده عن مقاومة إيران وما تمتلكه من ترسانة أسلحة باليستية متطورة . فقد أفادت "وول ستريت جورنال" بتحرك مدمّرة أمريكية ثالثة نحو شرق المتوسط، وحاملة طائرات ثانية نحو بحر العرب. فيما تحدثت تقارير عن أن كيان الاحتلال يمتلك خطة جاهزة لضرب منشأة "فوردو" النووية . واعتبر مندوب إيران لدى جنيف أن استهداف المنشآت النووية يمثل "حربًا على الإنسانية"، محذرًا من تسرب نووي محتمل يعرض المدنيين لخطر إشعاعي جسيم.وقد أضبطت الاستخبارات الإيرانية مخطط إرهابي تفجيري في منطقة "نواب" وسط طهران . فدولة الاحتلال تستعمل اليوم كل ما لديها من أسلحة وقوة عسكرية وأمنية واستخباراتية ودبلوماسية ضد إيران التي ترفع لواء مقاومة المشروع الصهيوني وكسر التفوق العسكري للاحتلال في المنطقة.
اصطفاف دولي
في خضم موجة من التصعيد العسكري والسياسي غير المسبوق بين إيران و"إسرائيل"، تبرز ملامح اصطفاف دولي جديد، يعيد إلى الأذهان أجواء الحرب الباردة ولكن في نسخة شرق أوسطية هذه المرة. فقد انتقلت المواجهة من ضربات جوية متبادلة ورسائل سياسية إلى بوادر صراع إقليمي قابل للاتساع نحو مواجهة دولية مباشرة.هذا وأدانت روسيا الهجمات الإسرائيلية، معتبرة إياها "غير قانونية" وتهدد الأمن الدولي، ودعت في مرحلة أولى إلى حل دبلوماسي . كما عرضت موسكو وساطتها بين طهران وتل أبيب في مرحلة أولى. لكن أمس وبعد الأنباء عن قرب تدخل أمريكا في الحرب الدائرة وجهت روسيا ، تحذيرا لواشنطن من محاولة مساعدة "إسرائيل" عسكريا في حربها ضد إيران.
وقالت المتحدّثة باسم وزارة الخارجية الروسية في بيان، "نحذر أمريكا من محاولة مساعدة إسرائيل عسكريا أو حتى التفكير بذلك".وأضافت المتحدثة، ماريا زاخاروفا، أنّ الصراع بين إيران و"إسرائيل" لا يؤدّي إلى التصعيد فحسب، بل إلى تهديد للمنطقة والعالم.
وتأتي هذه التصريحات في ظلّ أنباء تتحدّث عن استعدادات أمريكيّة لدخول الحرب ضدّ إيران، حيث دفعت واشنطن بتعزيزات عسكرية وقطع حربية بحرية أبرزها حاملة الطائرات ''نيميتز'' إلى الشرق الأوسط.في المقابل، أيدت الولايات المتحدة إسرائيل، حيث دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إيران إلى "الاستسلام غير المشروط"، مما أثار غضب طهران .وبالنظر إلى التطوّرات الأخيرة في الصراع المتفاقم بين إيران وإسرائيل، وتزايد احتمالات تدويل هذا النزاع، فإن تصريحات روسيا الأخيرة وملامح الاصطفاف الدولي تكشف عن تحول دراماتيكي في موازين القوى الإقليمية والدولية، بما قد ينذر بمرحلة جديدة وخطيرة في الشرق الأوسط.
مشهد جيوسياسي مضطرب
ويأتي تحذير موسكو الصريح لواشنطن – على لسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا – بمثابة تحول في موقف روسيا من وسيط دبلوماسي إلى طرف مهدد بخيارات مفتوحة. هذا التصريح اللافت لا يحمل فقط لغة التهديد السياسي، بل يُقرأ أيضا في ضوء استعداد روسي ضمني لممارسة الضغط وربما التدخل غير المباشر لصالح طهران في حال تخطت واشنطن خطوطًا حمراء في دعمها العسكري لتل أبيب.
حيث لم تنكر الولايات المتحدة تحركاتها العسكرية الأخيرة، فقد أكدت تقارير استخباراتية ودبلوماسية دفع إدارة الرئيس الأمريكي بحاملة الطائرات "نيميتز" إلى شرق المتوسط، في خطوة اعتبرت رسالة مزدوجة فهي من جهة طمأنة إسرائيل، ومحاولة لردع إيران.
لكن هذا الحضور العسكري البحري لا يمكن فصله عن التصريحات التي صدرت عن البيت الأبيض، والتي أشار فيها مسؤولون رفيعو المستوى إلى أن "الولايات المتحدة لن تسمح لإيران بالانتصار في هذه الحرب الإستراتيجية".
وفي هذا السياق يتساءل مراقبون هل يعني هذا أن واشنطن ستتدخل عسكريا بشكل مباشر؟ حتى اللحظة، تدرك إدارة بايدن أن استمرار التصعيد قد يفرض خيارات لم تكن مدرجة على الطاولة سابقا، خاصة إذا تعرضت المصالح الأمريكية في المنطقة لأي تهديد مباشر من إيران أو وكلائها.
وبالتالي لا يمكن قراءة التحذير الروسي من التدخل الأمريكي في الحرب بمعزل عن الطموحات الروسية الجيوسياسية، خصوصا بعد الحرب في أوكرانيا.إذ ترى موسكو في الشرق الأوسط ساحة مهمة لموازنة نفوذ واشنطن، وقد تستغل هذا النزاع لتعزيز تحالفها مع إيران واستعادة نفوذها في المنطقة.وفي حال دخلت واشنطن فعليًا الحرب، فليس من المستبعد أن تستخدم موسكو أدوات غير مباشرة سياسية أو عسكرية لموازنة الكفة، ربما عبر دعم لوجستي لإيران أو حشد الحلفاء في مجلس الأمن.
ويرى محللون أن العالم اليوم بات منقسما وهذا الانقسام ستظهر مؤشراته من الحرب الحالية، التي تعكس صراعا أعمق حول إعادة تشكيل النفوذ في المنطقة، من أمن الخليج، إلى مستقبل البرنامج النووي الإيراني، وحتى مستقبل القضية الفلسطينية وأمن الطاقة .فما يجري اليوم في الشرق الأوسط لم يعد نزاعا بين إيران ودولة الاحتلال فحسب، بل هو اختبار لقواعد الاشتباك الدولية في عالم ما بعد أوكرانيا، وعالم ما قبل إعادة تشكيل النظام العالمي الجديد.
على الصعيد العربي، عبرت دول مثل السعودية، قطر، العراق، سلطنة عمان، والإمارات عن إدانتها للهجمات الإسرائيلية، معتبرة إياها انتهاكا لسيادة إيران ومخالفة للقانون الدولي، ودعت إلى ضبط النفس لتجنب التصعيد .
من جانبها قالت وزارة خارجية باكستان في بيان أن ''باكستان دولة نووية مسؤولة، وبرامجها النووية والصاروخية مخصصة فقط للدفاع والأمن الوطنيين". وتابع البيان ''لم تُصدر باكستان أي بيان بشأن هجوم نووي على إسرائيل. هذه المعلومات المضللة والكاذبة قد تضر بالمصالح الوطنية''. وأضاف إن التعليقات غير المسؤولة والأخبار الكاذبة حول هذه القضايا الحساسة لا تُضلل الرأي العام فحسب، بل قد تؤثر أيضًا على سمعة باكستان دوليا'' داعية جميع الجهات توخي الحذر والاعتماد على المعلومات الموثوقة.
أما الاتحاد الأوروبي، فقد حذر من أن الهجمات الإسرائيلية تهدد بتوسيع النزاع الإقليمي، داعيا جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس .ومع استمرار التصعيد العسكري والتهديدات المتبادلة، يبقى السؤال الأبرز: هل ستتدخل القوى الكبرى بشكل مباشر؟
معركة أمنية إستخباراتية
من جهته قال الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي في بيان قرأه مذيع تلفزيوني أمس الأربعاء إن بلاده لن تقبل دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للاستسلام غير المشروط.وفي أول تصريحات له منذ يوم الجمعة، عندما ألقى خطابا بثته وسائل إعلام رسمية بعد أن بدأت إسرائيل قصف إيران، قال خامنئي إنه لا يمكن فرض السلام أو الحرب على الجمهورية الإسلامية.
وتابع "العقلاء الذين يعرفون إيران وشعبها وتاريخها لا يتحدثون البتة بلغة التهديد إلى هذا الشعب لأن الشعب الإيراني لن يستسلم".وأضاف "وليعلم الأمريكيون أنّ أي تدخل عسكري أمريكي سترافقه بلا ريب خسائر لا يمكن تعويضها".
في خضم التصعيد الحاد بين إيران والعدو الصهيوني، تتوالى الأحداث من الجبهات العسكرية إلى الجبهات الأمنية، حيث تشهد إيران تصاعدا لافتًا في العمليات الاستخباراتية والهجمات الجوية، بينما يصر المجتمع الدولي، ممثلا بالوكالة الدولية للطاقة الذرية، على غياب أي "جهد نووي ممنهج" من جانب طهران.
وفيما تُتهم إيران بامتلاك طموحات نووية، جاء التصريح اللافت من المدير العام للوكالة، رافائيل غروسي، ليخفف من حدة تلك الاتهامات. ففي مقابلة مع شبكة "CNN"، أكد غروسي أنه "لا توجد أدلة على وجود جهد مُمنهج لتطوير سلاح نووي في إيران"،مشيرا إلى أنّ الوكالة "لا تعلم بوجود أنشطة خفية تجري خارج نطاق التفتيش الدولي".
هذا النفي يأتي في وقت تشن فيه "إسرائيل" غارات على منشآت إيرانيّة، بحجّة التصدّي "للخطر النووي الإيراني". ففي سلسلة من العمليات الأمنية الواسعة، أعلنت السلطات الإيرانية عن تفكيك شبكات يُشتبه بارتباطها بجهاز الموساد الإسرائيلي ، ففي مدينة ري جنوب طهران، اشتبكت قوات الأمن مع خلية مسلحة كانت تخطط لتنفيذ هجمات في مناطق مكتظة بالسكان وقد نقل المتهمون إلى التحقيق بحسب وكالة "مهر".وفي خرم آباد وبروجرد ودورود، اعتُقل خمسة أفراد بتهمة تنفيذ توجيهات إسرائيلية عبر الإنترنت، تستهدف تشويه صورة النظام وتحريض الرأي العام، بحسب ما أوردته وكالة "فارس".
وفي خطوة تعكس تصاعد القلق الشعبي الايراني، أعلن رئيس مجمع المؤسسات الخيرية بمحافظة غلستان عن مكافأة قدرها 100 مليون تومان (تعادل أكثر من 110 آلاف دولار) لمن يُدلي بمعلومات تقود إلى "عناصر الموساد أو الجماعات المعادية والمنافقين"، وفق ما نقله موقع "عصر إيران".
بالتوازي مع الحرب السرية، تخوض إيران معركة مفتوحة في السماء. فقد أعلنت قوات الدفاع الجوي الإيرانية عن إسقاط طائرة مقاتلة إسرائيلية من طراز F-35 في سماء "جواد آباد" قرب مدينة "ورامين"، بالإضافة إلى تدمير طائرة مسيّرة في محيط المدينة.
كما أعلنت الشرطة عن إسقاط 14 طائرة مسيّرة في مناطق مختلفة من البلاد، أبرزها طهران وأصفهان. وتم اكتشاف مواقع لتصنيع المسيّرات والمتفجرات، إلى جانب ضبط ثلاث مركبات كانت تُستخدم في نقلها.
قلق دولي
وفي دلالة على تدهور الوضع الأمني بشكل خطير، أعلنت وكالة "خدمة أخبار الصين" عن إجلاء عشرات المواطنين الصينيين من طهران نحو تركمانستان برا، في خطوة تعكس القلق من انزلاق الوضع إلى حرب شاملة يصعب احتواؤها.
هذا الإجلاء، الذي جرى بشكل منسق بين السفارة الصينية والسلطات الإيرانية، يُعد رسالة واضحة بأن الأزمة لم تعد شأناً إقليميًا فحسب، بل تهديدًا دوليًا يمتد أثره إلى المصالح الأجنبية على الأراضي الإيرانية.
ويتكشف المشهد اليوم في خضم الصراع الإيراني الإسرائيلي كواحد من أعقد ملفات الشرق الأوسط، حيث تتقاطع الحرب السرية بالمواجهة المباشرة، وتتمازج المخاوف النووية بالدعاية السياسية والاختراقات الاستخباراتية. وفيما تنفي الوكالة الدولية للطاقة الذرية وجود نشاط نووي عسكري إيراني ممنهج، تؤكد طهران أنها تواجه "عدوانا صهيونيا شاملا"، بينما تمضي دولة الاحتلال في إستراتيجيتها "الاستباقية" في تحد واضح لكل المواثيق الدولية.
الترسانة الإيرانية
وسط التوترات المستمرة بين إيران ودولة الاحتلال، وتزايد الاضطرابات في الشرق الأوسط، تبرز إيران كقوة صاروخية فاعلة، بفضل برنامج تطوير بدأ منذ عقود، وفقًا لتقديرات "مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية" (CSIS). وتغطي الترسانة الإيرانية نطاقا واسعا من الصواريخ، بدءا من الأنظمة القصيرة المدى وصولاً إلى الصواريخ بعيدة المدى عالية الدقة، معتمدة على تطويرات محلية وتقنيات تم الحصول عليها في فترات سابقة.
بدأت الجمهورية الإسلامية بتطوير منظومتها الصاروخية خلال الحرب الإيرانية العراقية في الثمانينيات، حيث قدمت آنذاك صاروخ شهاب-1، وهو نسخة معدّلة عن الصاروخ السوفيتي سكود-بي (Scud-B). وعلى الرغم من بساطته التقنية مقارنة بالأجيال التالية، لا يزال هذا الصاروخ يحتفظ بمكانته ضمن قدرات الردع الإيراني، بفضل قابليته للتخزين طويل الأمد وإمكانية نقله وإطلاقه من منصات متحركة.
وفي مرحلة لاحقة، أطلقت إيران صاروخ فاتح-110 الذي يمثل تحوّلاً نوعيًا في اعتماد الوقود الصلب بدلًا من السائل، مما حسّن من سرعة التجهيز ورفع من مستويات الأمان أثناء التشغيل. وقد تم تطوير إصدارات أحدث منه، مزوّدة بأنظمة تصحيح مسار تعتمد على الملاحة الفضائية، ما أدى إلى تقليص هامش الخطأ وتحسين دقة الإصابة.
أما صاروخ شهاب-2، فقد مثّل امتدادًا للمدى التشغيلي، حيث منح إيران قدرة أكبر على استهداف مواقع قريبة من حدودها الإقليمية، مع تحديثات طفيفة في أنظمة التوجيه. كما يتمتع هذا الصاروخ بمرونة في تحميل رؤوس متنوعة، بما فيها الأنواع المخصصة لاختراق التحصينات، وإن كانت بدقة أقل نسبيًا. وجاء صاروخ ذو الفقار ليضيف عنصرا جديدا في العمليات التكتيكية الإيرانية، من خلال تقنية انفصال الرأس الحربي في وقت متأخر من مساره، ما يصعّب عملية اعتراضه من قبل أنظمة مثل "القبة الحديدية" الإسرائيلية و"باتريوت" الأمريكية. وغالبًا ما يُستخدم ذو الفقار في المناورات العسكرية للحرس الثوري، لعرض دقته العالية في إصابة الأهداف الثابتة وفق مانشرته الجزيرة في تقرير لها .
من جهة أخرى، يتميز صاروخ قيام-1 بإلغاء الزعانف الجانبية، مما يخفض من بصمته الرادارية ويقلل احتمالات اكتشافه مبكرًا. وهو صاروخ موجّه للضربات الدقيقة ضد البنى التحتية والقواعد العسكرية، ويتميز بإمكانية تعديل الرأس الحربي بما يتناسب مع طبيعة الهدف.
في فئة الصواريخ متوسطة وبعيدة المدى، تبرز منظومة شهاب-3 ونسختاه المطوّرتان قدر (Ghadr) وعماد (Emad)، كنواة للقدرات الإستراتيجية الإيرانية البعيدة. يتميز شهاب-3 بدمجه بأنظمة تشويش إلكترونية تساعد على تضليل الدفاعات الجوية. بينما يقدم صاروخ قدر تحسينات في بنية الهيكل باستخدام مواد خفيفة مثل سبائك الألمنيوم والصلب، ما يمنحه مدى أطول ووزن إطلاق أخف.
أما عماد، فقد زُوّد برأس حربي قابل للمناورة في مرحلة العودة النهائية، مما يقلل من احتمالية إسقاطه ويزيد من دقته ضد الأهداف المحصنة في العمق المعادي.
وفي نطاق الوقود الصلب بعيدة المدى، يبرز صاروخ سجيل (Sejjil) كعلامة فارقة في قدرات إيران الإستراتيجية، حيث يعتمد على وقود صلب ثنائي المرحلة، يمنحه مرونة عالية في الحركة وتقليل زمن التجهيز للإطلاق، مقارنة بنظرائه العاملين بالوقود السائل.
الصاروخ الأحدث والأكثر تطورًا في الترسانة الإيرانية هو خرمشهر (Khorramshahr)، الذي يتمتع بسرعات تصل إلى ما بين 8 و16 ماخ وفقًا للطراز، ما يقلل من مدة تحليقه ويصعّب اعتراضه. وقد زوّد بأنظمة تحكم متقدمة في المرحلة النهائية من الطيران، مما يجعل اعتراضه شبه مستحيل في مراحله الأخيرة.
أما في فئة صواريخ كروز، فإن صاروخ سومار (Soumar) يمثل أحد أبرز النماذج، إذ تم استلهامه من الصاروخ السوفيتي Kh-55، ثم جرى تطويره ليحظى بمدى أطول ودقة أعلى في الملاحة. يتميز سومار بقدرته على التحليق على ارتفاع منخفض، مما يقلل من فرص رصده عبر الرادارات، كما أنه مزوّد بتقنيات لتقليل بصمته الصوتية.
ضمن إطار الابتكار في التوجيه والمناورة، طوّرت إيران صاروخ خيبر شكن (Kheibar Shekan)، الذي يُعد نقلة نوعية في فئة الوقود الصلب متوسط المدى. يتمتع بهيكل خفيف يتيح له تنفيذ مسارات طيران منحنية ومعقدة لتفادي أنظمة الدفاع الجوي، كما يعتمد على نظام ملاحة داخلي مضاد للتشويش، مع القدرة على تعديل مساره أثناء الطيران، ما يمنحه دقة فائقة ومرونة في استهداف الأهداف الثابتة والمتحركة.
اما الصاروخ المعروف باسم قاسم سليماني، فيصنّف ضمن فئة الصواريخ الباليستية متوسطة المدى، ويُعد تطويرًا لصاروخ قيام-1. وقد خضع لتعزيزات تتعلق بالدقة والمناورة، مما يسمح له بتجاوز نظم الدفاع المتقدمة.من خلال هذا المزيج المعقد من الصواريخ التكتيكية والإستراتيجية، القصيرة والطويلة المدى، تواصل إيران تطوير قدراتها العسكرية، لتفرض حضورها كقوة صاروخية محورية في منطقة تتسم باضطرابات مستمرة، في مشهد إقليمي ودولي يتغيّر باستمرار.