الدورة السادسة لمهرجان سينما الجبل: الايام فرصة حقيقية للتغيير ودعمها مسؤولية الجميع

تشعّ الحياة بأسلوب مختلف، تشرق شمس الاحلام بجماليات الحب المنفلت وتنطلق الرغبة

في التجديد من حضن الطبيعة سيدة المكان في عين دراهم، التي احتضنت احلام السينمائيين والباحثين عن مدى الجمال وعمق التجربة الانسانية ضمن ايام سينما الجبل، الدورة التي راهنت على المنجز الثقافي والانسان وخاضت غمارها جمعية احباء دور الثقافة المنظمة للأيام.
نواة صغيرة نجحت في ايصال السينما الى عين دراهم ومعتمدياتها وانفتحوا على اغلب الفضاءات للدفاع عن حق اطفال الجهة وأبنائها في الفن السابع، لتكون الايام لبنة تأسيسية لثقافة المقاومة عبر السينما والدفاع الفعلي عن لامركزية الثقافة وليس مجرد الاكتفاء بالشعارات.
المدينة تتنفس سينما واحلاما اوسع من الجغرافيا
الحقوق لا تهدى، الحقوق تفتك بإصرار وعزم بهذا الشعار يعمل فريق ايام سينما الجبل للدفاع عن جهتهم في الفرجة والسينما، نواة صغيرة عدد افرادها قليل لكن احلامهم تتجاوز حدود السماء وتتسع اكثر من الجغرافيا، وللجمهور، للباحثين عن فرجة مغايرة وللراغبين في عوالم جديدة قدّمت فعاليات الدورة السادسة للايام.
السينما فعل للمقاومة، السينما وسيلة للتغيير وكم من فيلم اثّر في المتفرج ودفعه ليغير افكاره او وجهات نظره وفي عين دراهم كان الموعد مع افلام تشاكس المجتمع والسلطة والعادات، افلام اختلفت مواضيعها لكنها انتصرت جميعها للحقوق للانسان.
كبر الحلم وأصبح حقيقة، تشاركنا الاحلام ليكون للجهة مهرجان سينما وها انّ الافكار ترى النور والايام تنجز وتتجول بين ربوع عين دراهم اميرة الجبل وصداه، هكذا يتحدث اكرم القروي مدير الدورة السادسة، عن حلم سكنهم وها انه يتحول الى فعل ثقافي سينمائي يقاوم المركزية ويسعى لتحقيق العدالة الثقافية، ايام سينما الجبل فعل ثقافي نضالي، منذ البداية اخترنا العمل على سينما المؤلف ايمانا بقيمة هذه السينما ودورها في التأثير، وأيا كانت واقعية او تعبيرية فهي تنقل افكار المؤلف واختياراته الحقوقية لذلك لازلنا نحافظ على نفس التمشي حسب تعبيره.
ايام سينما الجبل لبنة للتغيير وفرصة لاجتماع ابناء الجهة، التجربة ثقافية انسانية وعين دراهم تستحق ان يكبر رهانها الابداعي ويكبر استحقاقها الثقافي والسينمائي خاصة، فالمدينة الساحرة بتنوعها الجغرافي وامتدادها الحضاري يمكن ان تكون وجهة مميزة للمصورين السينمائيين، فغاباتها المتلاحمة وأسرارها المخفية فيها تستحق المغامرة.
انفتح المهرجان في دورته السادسة على فضاءات مختلفة، انتصر لهدفه الثقافي والانساني وما اجمل تلك الفرحة اثناء عرض فيلم "فرحة" الفلسطيني في المركز المندمج بالمدينة، لقاء امحت فيه كل التقنيات وحضرت فقط الانسانية في ابهى تجلياتها، وكم ساحر تلك الدهشة في عيون اطفال دار الشباب حمام بورقيبة وهم يشاهدون الافلام ويلتقون بمخرجيها ويعايشون معا لحظة منفلتة من الحب والصدق ومغامرة هي الالى لاطفال ربّما سيختار بعضهم السينما والكاميرا في فترات العمر القادمة، لان الدهشة الاولى تترك بصمتها في الانسان.
هل تستجيب السلط لمزيد دعم الايام لإشعاع اكبر؟
الايام كانت فرصة للقاء، للحوار حول السينما والقيم الكونية التي يدافع عنها كل مخرج، اغلب الافلام دافعت عن الحريات، عن الحق في العمل، الحق في التعليم، الحق في الصحة والحق في الحياة والحق في الدفاع عن الذاكرة عبر الفن، لقاءات في فضاءات فكرية وإبداعية تمازجت لتقدم عين دراهم مدينة للسينما والفن.
اختتمت الفعاليات مع امال معلقة لتصبح عربية ثم عالمية فجمهور المدينة وأريافها يستحق حقه في اكتشاف سينما مغايرة ورؤى ثقافية مختلفة، الايام في صيغتها المحلية ناجحة جدا وتستحق مزيد دعم وزارة الاشراف والسلط المعنية بالثقافة والطفولة، لان السينما فنّ انساني والتظاهرة تمس جميع الشرائح المجتمعية وعين دراهم مدينة مناضلة تحتاج ان تكون قبلة حقيقية للسينمائيين ولكل الحالمين والباحثين عن فضاءات الجمال اللامتناهية ورغم صعوبة تحقيق فكرة العالمية فليس للأحلام حدود.
عين دراهم مدينة دون دار ثقافة، لان الفضاء المستغل حاليا في حالة اشغال ورغم صغر القاعة وكراسيها البلاستيكية الا انّ طاقة الحب والرغبة في انجاز الايام وتوفير كل سبل العروض للجمهور ميزت جميع المساهمين في تنظيم الايام والحريصين على حق ابناء المدينة في تظاهرة سينمائية تقدم مادة ابداعهية مميزة.
عيد دراهم المدينة المتربعة فوق الجبل، حارسة الذاكرة والحريصة على شموخ الفرنان والزان، مدينة منعشة تشجع على ثقافة الحياة وتحفّز روح المغامرة تستحق ان تكون وجهة للسينمائيين وحاملي سلاح الحقيقة.

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115