وجعلت غزة أمام خطر المجاعة . فالاحتلال يواصل ابتلاع وقضم المزيد من الأراضي التي تشكل المصدر الرئيسي للزراعة والغذاء في خان يونس إضافة الى التأثيرات الكارثية على البنية التحتية وتفاقم أزمة المياه في القطاع.
فغزة باتت على أعتاب انهيار شامل في مختلف القطاعات الصحية والحياتية مما يفاقم الأوضاع الإنسانية وسط دعوات أممية للمجتمع الدولي للتدخل العاجل لتوفير الوقود والمساعدات الطارئة.
تصعيد أمني خطير
وبالتزامن شنّت الطائرات الحربية الإسرائيلية، سلسلة غارات عنيفة على مناطق متفرقة من قطاع غزة، أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والشهداء، معظمهم من المدنيين، في تصعيد ميداني متزامن مع إعلان جيش الإحتلال الإسرائيلي فرض "طوق أمني" شامل على نحو ثلث مساحة القطاع، ما يشي بتحوّل استراتيجي في تكتيكات الحرب المتواصلة منذ أكثر من عام ونصف. وتبدو الأيام المقبلة مفتوحة على مزيد من التصعيد، وسط استمرار الغارات، وتشديد الحصار، وتوسّع الطوق الأمني الذي بات يغيّر الخريطة الميدانية لغزة يوما بعد يوم. وفي غياب أي تقدم حقيقي في جهود التهدئة، تتزايد المخاوف من أن تتحول مناطق واسعة من القطاع إلى "سجون مفتوحة" ضمن استراتيجية أمنية قسرية، تُفرض بالقوة الجوية والقصف والتجويع.
واستهدفت الغارات الإسرائيلية عدة مناطق في مدينة غزة، وشرق خان يونس، وشمال دير البلح، حيث أفاد شهود عيان بأن الطائرات نفذت ضربات متتالية على أحياء مكتظة بالسكان، ما أدى إلى تدمير منازل فوق رؤوس ساكنيها. وأعلنت فرق الإسعاف والدفاع المدني عن صعوبة في الوصول إلى بعض المناطق بسبب كثافة القصف وركام المباني، فيما لا تزال عمليات البحث عن ناجين تحت الأنقاض مستمرة حتى ساعات الفجر.
ووفق وزارة الصحة في غزة، فإن عدد الضحايا مرشح للارتفاع بسبب الإصابات الحرجة وحالات الاختناق والانهيارات الجزئية في المباني، وسط نقص حاد في الطواقم الطبية والمستلزمات العلاجية.
طوق أمني
في بيان عسكري صدر فجر أمس، أعلن جيش الإحتلال الإسرائيلي أنه "أتمّ فرض طوق أمني محكم على مناطق واسعة تمثل قرابة ثلث مساحة قطاع غزة"، مشيرا إلى أنّ الهدف من هذه الخطوة هو "منع تنقل المقاتلين الفلسطينيين وتعطيل البنية التحتية للمنظمات المسلحة".
وبحسب مصادر أمنية إسرائيلية، فإن المناطق المعنية تشمل أجزاء كبيرة من شمال القطاع ومحيط مدينة غزة، إضافة إلى ممرات إستراتيجية تربط جنوب القطاع بشماله. ويشمل "الطوق الأمني" نشر قوات برية، ونقاط تفتيش مؤقتة، واستخدام الطائرات المسيّرة في عمليات المراقبة والاستهداف اللحظي.
ويفسّر مراقبون هذه الخطوة باعتبارها مقدمة لمحاولة فرض تقسيم ميداني دائم داخل غزة، عبر إنشاء "مناطق عازلة" ونقاط فصل بين الشمال والجنوب، بما يعيد إلى الأذهان سيناريو "الشريط الأمني" في جنوب لبنان خلال الاحتلال الإسرائيلي السابق.
ويعتقد خبراء عسكريون أنّ ''إسرائيل'' تسعى لتطبيق إستراتيجية مشددة على مناطق واسعة، تسمح لها بالتحكم عن بعد في خطوط الإمداد والمقاومة، دون الدخول في مواجهات مباشرة مكثفة، وهو ما ينسجم مع نمط الحرب المعتمد على الطائرات المسيّرة، والأسلحة المتطورة، والضربات الاستباقية.
تداعيات إنسانية كارثية
في ظلّ استمرار القصف واتساع الطوق الأمني، تتفاقم الأوضاع الإنسانية في غزة بشكل غير مسبوق. التقييد المتصاعد لحركة المدنيين، وانقطاع الإمدادات الطبية والغذائية في المناطق المحاصَرة، ينذر بكارثة صحية وإنسانية شاملة.
وقد أكدت منظمة الصحة العالمية أنّ أكثر من 70% من مستشفيات القطاع خارجة عن الخدمة، بينما حذّرت وكالة الأونروا من "تجويع ممنهج" يهدد السكان، ووصفت الوضع الإنساني بأنه "الأكثر خطورة منذ بداية الحرب".
وفي كلمة أمام مجلس الأمن، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش:إن ما يجري في غزة ليس فقط كارثة إنسانية، بل انتهاك خطير للقانون الدولي الإنساني، حيث يتحول المدنيون إلى أهداف مباشرة لحرب لا ترحم".
من جهتها، قالت مفوضة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فولكر تورك، إن "فرض الطوق الأمني على مناطق مكتظة بالسكان المدنيين يمثل شكلًا من أشكال العقاب الجماعي، المحظور دوليًا".
المقاومة: "الطوق لن يكسر إرادة غزة"
في المقابل، أكدت فصائل المقاومة الفلسطينية استمرارها في التصدي للتوغلات الإسرائيلية، معتبرة أن فرض الطوق الأمني "محاولة يائسة لتركيع الشعب الفلسطيني".
وقالت كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، إن "العدو لن ينعم بالأمان داخل مناطق التوغل، وإن المقاومة ستستنزفه في حرب عصابات طويلة"، فيما تحدثت سرايا القدس عن تنفيذ عمليات نوعية ضد آليات إسرائيلية في محيط جباليا وبيت لاهيا، مؤكدة سقوط قتلى وجرحى في صفوف الجيش.
على الصعيد الدولي، تباينت المواقف تجاه التطورات الأخيرة. ففي حين أدانت عدة دول أوروبية التصعيد الإسرائيلي، ودعت إلى وقف فوري لإطلاق النار، جددت الولايات المتحدة دعمها لما أسمته "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، لكنها طالبت بـ"اتخاذ المزيد من التدابير لتقليل الأضرار بين المدنيين".
أما في المنطقة، فقد دعت مصر والأردن إلى اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية، فيما حذرت قطر من أن "استمرار التصعيد الإسرائيلي بهذه الوتيرة سيؤدي إلى تقويض أي أمل بعودة المفاوضات، ويدفع المنطقة نحو انفجار شامل".
نتنياهو يعرقل التفاوض
من جانبها أكدت حركة حماس،أمس الخميس، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يرفض الإفراج عن أسراه "دفعة واحدة" من أجل "أهداف سياسية شخصية".
وتقدر تل أبيب وجود 59 أسيرا إسرائيليا بقطاع غزة، منهم 24 على قيد الحياة، بينما يقبع في سجونها أكثر من 9500 فلسطيني، يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وقال رئيس حماس بالضفة الغربية المحتلة زاهر جبارين، في كلمة متلفزة إن "العدو (إسرائيل) لن يفلح في اقتلاع شعبنا من فوق أرضه إما أن نعيش فوق أرضنا كرماء أو نموت شهداء".وأضاف أن "الإبادة التي ينفذها العدو سيدفع ثمنها عاجلا أم آجلا.. وهو اليوم يدفع ثمنها من رصيد سياسي وأخلاقي في العالم، إن كان أصلا عنده أخلاق".
جبارين أكد أن حماس "حريصة كل الحرص على وقف العدوان وإنهاء الحرب والانسحاب الكامل (للجيش الإسرائيلي) من غزة".واستدرك: "والمفارقة أن نتنياهو هو مَن يرفض الإفراج عن كل الأسرى، وعبر صفقة تبادل شاملة تشمل كل الأسرى" وفق الأناضول.
ومنذ أسبوع، وقَّع أكثر من 100 ألف إسرائيلي، بينهم عسكريون متقاعدون واحتياط، عشرات العرائض لمطالبة نتنياهو والجيش بإعادة الأسرى "دفعة واحدة" من غزة، ولو مقابل وقف الحرب.وأردف جبارين: "هو (نتنياهو) في قراره العودة إلى الحرب والتجويع يترك أسراه في غزة للموت جوعا وبردا أو مرضا أو نتيجة القصف المتعمد من هذا الجيش المجرم ليقتل أسراه".وتابع جبارين أن نتنياهو "يرفض خروجهم دفعة واحدة من أجل أهداف سياسية شخصية ومن أجل بقائه في الحكم".وبالنسبة للضفة الغربية المحتلة، قال جبارين: "إننا اليوم نواجه تحديات مصيرية، مع محاولات فرض مشروع الحسم والضم على الضفة الغربية وحرمان شعبنا من أرضه، وتهويد المسجد الأقصى".ودعا إلى "مشروع نضالي شامل وواضح وجاد يحمي الضفة الغربية والمشروع الوطني، ويمنع ضمها (الضفة) إلى الكيان المجرم الغاصب".
محادثات حول أوكرانيا وسوريا وغزة
على صعيد متصل وصل أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إلى موسكو، اليوم الخميس، لإجراء محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن أوكرانيا والأوضاع في الشرق الأوسط، في زيارة وصفها الكرملين بأنها مهمة للغاية.
وقال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الخميس، إن إسرائيل لم تلتزم باتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه قبل أشهر، مؤكدا سعيهم لتقريب وجهات النظر من أجل التوصل إلى اتفاق ينهي معاناة الشعب الفلسطيني.جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده الأمير تميم مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، وفق الأناضول.
ويأتي المؤتمر الصحفي في أول يوم من زيارة غير محددة المدة للأمير القطري هي الأولى لروسيا منذ 7 سنوات، يبحث خلالها مع بوتين العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفق وكالة الأنباء القطرية “قنا”.وفي مطلع كلامه قال الأمير القطري إن “التعاون متواصل بين الدوحة وموسكو بالقضايا الساخنة بالمنطقة”.وأردف: “أعتقد أن من أهم القضايا هي المأساة التي نشهدها الآن في قطاع غزة والقتل اليومي الذي يجب أن يتوقف”.
وزاد أن إسرائيل لم تلتزم باتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار (بين تل أبيب وحركة حماس)، والذي تم التوصل إليه قبل أشهر.وأشار إلى مواصلة سعيهم “لتقريب وجهات النظر من أجل التوصل إلى اتفاق ينهي معاناة الشعب الفلسطيني”.وأكد على موقف قطر “الثابت بأنه لا يوجد سلام دون دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس وعلى حدود 1967، وهذا الذي سنسعى إليه”.
وتنصل رئيس وزراء الإحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المطلوب للعدالة الدولية، من بدء المرحلة الثانية من الاتفاق، واستأنف الإبادة الجماعية بغزة في 18 مارس الماضي، استجابة للجناح الأشد تطرفا في حكومته اليمينية، وفق إعلام عبري.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن الزعيمين سيجريان “محادثات جادة” بشأن مجموعة من القضايا، وسيوقعان اتفاقيات مختلفة.وقال بيسكوف للصحافيين: “من الصعب المبالغة في تقدير دور قطر ككل الآن في العديد من الشؤون الإقليمية، بل وحتى العالمية. قطر شريكنا الجيد، والعلاقات الروسية القطرية تتطور بشكل حيوي للغاية، والاتصالات بين رئيسي الدولتين متكررة جداً”.وبذلت قطر عدة محاولات للتوسط بين روسيا وأوكرانيا، وساعدت أيضاً في ترتيب عودة أطفال من كلا البلدين تم إبعادهم عن آبائهم خلال الحرب.
إعادة ضخ المياه لنحو مليون فلسطيني في غزة
أعلنت مؤسسة فلسطينية رسمية،أمس الخميس، إعادة ضخ مياه خط رئيسي لنحو مليون مواطن في أحياء مدينة غزة، بعد انقطاعها أسبوعين، جراء تدمير إسرائيلي استلزم عمليات إصلاح.
وقالت سلطة المياه الفلسطينية برام الله (حكومية)، في بيان، إن "طواقمها الفنية تمكنت من إعادة ضخ المياه لأحياء مدينة غزة".وأوضحت أن هذه الخطوة جاءت بعد الانتهاء من "عمليات الإصلاح والصيانة الطارئة لوصلة مياه ميكوروت الرئيسية (وصلة المنطار) شرق مدينة غزة".وأشارت إلى أن "هذه هي المرة الثالثة التي تقوم بها طواقم سلطة المياه بتنفيذ عمليات الصيانة والإصلاح للخط منذ بداية العدوان على قطاع غزة".
سلطة المياه تابعت أن هذا الخط "تعرض للاستهداف (الإسرائيلي) في 4 أفريل الجاري؛ مما تسبب في انقطاع تام لمياه ميكوروت المحلاة المصدر الرئيسي لمدينة غزة".
وأضافت أن هذه المياه "كانت تغطي حوالي 70 بالمائة من أحياء المدينة، بإجمالي 20,000 متر مكعب يوميا، لإمداد قرابة مليون مستفيد".وأرجعت هذا العدد إلى "تكدس السكان والنازحين من أطراف المدينة والمناطق الشمالية داخل مدينة غزة، نتيجة لأوامر الإخلاءات المستمرة لتلك المناطق"، تحت وطأة إنذارات من الجيش الإسرائيلي.
ولفتت سلطة المياه إلى أن "ذات الخط تعرض لاعتداءات (إسرائيلية) سابقة في شهري افريل وجويلية من العام الماضي".وأكدت أن "الاحتلال لا يزال يضع العراقيل والمعوقات منذ بداية الحرب أمام توريد المواد وقطع الغيار والمعدات اللازمة لأعمال الصيانة والإصلاح العاجلة لشبكات ومرافق قطاع المياه والصرف الصحي".ولفتت إلى أن إسرائيل تفعل ذلك "من خلال مواصلة إغلاق جميع المعابر التجارية، مما يؤثر سلبا على سرعة الاستجابة الطارئة لمثل هذه الأعمال".
وتحاصر إسرائيل غزة منذ 18 عاما، وبات نحو 1.5 مليون من مواطنيها، البالغ عددهم حوالي 2.4 مليون فلسطيني، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم، ودخل القطاع مرحلة المجاعة؛ جراء إغلاق تل أبيب المعابر بوجه المساعدات الإنسانية.
مخلفات احتلال محور "موراغ"
على صعيد متصل حذّر متحدث بلدية مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة صائب لقان، الخميس، من تصاعد الكارثة الإنسانية في المدينة، بعد أن قضى الجيش الإسرائيلي على ما تبقى من الموارد الزراعية شرقها إثر سيطرته على مناطق واسعة بمحاذاة محور "موراغ" والتي كانت تمثل آخر سلة غذائية متبقية للمدينة.
وقال لقّان في تصريح وفق الأناضول: "الاحتلال يواصل قضم الأحياء الشرقية والجنوبية، بما فيها حي السلام، قيزان أبو رشوان، وجزء من قيزان النجار، عبر سياسة التدمير والتهجير القسري باستخدام القذائف والضربات المدفعية، بهدف إفراغ هذه المناطق من السكان وتحقيق ما وصفه بالعمق الأمني".وبيّن أن هذه المناطق، إلى جانب منطقة المواصي الزراعية، شكّلت المصدر الرئيسي للغذاء في خان يونس، "إلا أن العدوان الإسرائيلي والتهجير الجماعي لنحو 800 ألف نازح إلى المواصي أدى إلى توقف شبه كامل للنشاط الزراعي".وأوضح أن ذلك حرم مدينة خان يونس من القدرة على إنتاج غذائها أو استيراده في ظل الحصار الإسرائيلي القائم.
وفي 14أفريل الجاري قال وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إن "الجيش خلال عطلة عيد (الفصح اليهودي) سيطر على محور موراغ الذي يقسم قطاع غزة من الشرق إلى الغرب بطول 12 كيلومترًا، ويفصل بين مدينتي خان يونس ورفح، ما يحوّل المنطقة الممتدة بين محور فيلادلفيا وموراغ إلى جزء من الحزام الأمني الإسرائيلي".وأضاف لقّان، أن الوضع "لا يقتصر على أزمة الغذاء، بل يتفاقم في قطاع المياه، مع تضرر البنية التحتية".
وأردف أن جيش الإحتلال الإسرائيلي "استهدف خط معن شرق خان يونس الذي يغذي 6 أحياء رئيسية ما تسبب في شحّ المياه لأكثر من 100 ألف مواطن، إضافة إلى توقف خط مياه (ميكروت) المغذي للمدينة".وأردف لقّان، "هذا إضافة إلى نفاد الوقود اللازم لتشغيل آبار المياه ومحطات التحلية ومضخات الصرف الصحي".وأكد أن المدينة "باتت على أعتاب انهيار شامل للخدمات، في ظل غياب أي تدخل دولي فعّال"، مشددًا على أن "الاحتلال يتعمد استهداف مقومات الحياة اليومية، من الغذاء والماء، وحتى البنية التحتية الصحية والخدمية لمفاقمة الأوضاع الإنسانية".
ودعا لقّان "المجتمع الدولي والهيئات الإنسانية إلى التدخل العاجل لتوفير الوقود والمساعدات الطارئة، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من حياة أكثر من 400 ألف نسمة يواجهون خطر الجوع والعطش في مدينة باتت معزولة ومحاصرة بالكامل".