فدولة الاحتلال التي استأنفت حملتها العسكرية على القطاع الشهر الماضي بعد انهيار وقف إطلاق النار مصرة على عدم انهاء الحرب قبل ابعاد حماس ونزع سلاحها .كما تذكر تقارير بأن إسرائيل تسعى لتحرير نحو عشرة رهائن بدلا من خمسة كانت حماس قد وافقت من قبل على إطلاق سراحهم.
يأتي ذلك فيما تتواصل الهجمات الإسرائيلية الأعنف منذ انهيار وقف إطلاق النار . ففي أحدث جرائم الإبادة الصهيونية ، سيطر جيش الاحتلال على محور موراج مما يحوّل المنطقة الممتدة بين محور فيلادلفيا وموراج إلى جزء من الحزام الأمني الإسرائيلي . وهذا المحور يقسم قطاع غزة من الشرق إلى الغرب بطول 12 كيلومترًا، ويفصل بين مدينتي خان يونس ورفح .
وهدد وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس، بجعل قطاع غزة "أصغر وأكثر عزلة". وتعكس تصريحات وزير الحرب، المخططات الصهيونية القادمة لغزة والهادفة لجعلها أكثر عزلة مع اجبار مئات الآلاف من السكان على مغادرة مناطقهم، وتحويل مساحات كبيرة من القطاع إلى مناطق أمنية خاضعة لسيطرة إسرائيلية". كما أصدر الجيش الإسرائيلي عددا من إنذارات الإخلاء القسري في مناطق بيت لاهيا وبيت حانون وجباليا.
رفض الحرب
ويزداد الضغط الداخلي على نتنياهو مع مطالبة عائلات الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة رئيس الحكومة بوقف الحرب لإعادة جميع الأسرى دفعة واحدة فورا.
وحذرت العائلات في بيان، من أن "الإطلاق الجزئي للأسرى يشكل مفهوما خطيرا، ويهدر وقتا ثمينا، ويعرض جميع الرهائن للخطر".
وتابعت: "يواصل كبار المسؤولين الحكوميين الحديث عن زيادة الضغوط العسكرية من أجل إطلاق سراح جميع الرهائن".
واستدركت: "بينما في الواقع المفاوضات متوقفة، والرهائن في خطر الموت".
كما دعا زعيم حزب "معسكر الدولة" المعارض بيني غانتس، امس الاثنين، إلى إبرام اتفاق يعيد جميع الأسرى.
وفي خضم ذلك تتوالى العرائض الإسرائيلية التي تحمل توقيع جنود احتياط ومتقاعدين تطالب الحكومة بإعادة الأسرى من غزة، حتى على حساب وقف الحرب، وهذه المرة صدرت عن عسكريين في لواءي المظليين والمشاة وآخرين من جهاز الاستخبارات العسكرية، وفق إعلام عبري.
وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، وقّع أكثر من 1600 من قدامى الجنود في لواءي المظليين والمشاة، رسالةً تدعو إلى إعادة جميع الرهائن، حتى لو كلّف ذلك وقف الحرب.
كما اكدت مصادر وتقارير إن نحو 170 خريجا من برنامج "تلبيوت" التابع للاستخبارات العسكرية وقّعوا رسالة طالبوا فيها بإطلاق سراح الرهائن عبر إنهاء الحرب، دون دعوة لرفض الخدمة الاحتياطية.
واكد الموقعون على العريضة بان هذه الحرب تخدم في المقام الأول المصالح السياسية والشخصية أكثر من كونها احتياجات أمنية"، وهو ما يؤكد عليه الموقعون على رسائل مماثلة. في إشارة الى بنيامين نتيناهو الذي يواصل التلكؤ والهروب من نفيذ باقي مقررات الهدنة .
في حين اعتبر رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، هذا التحرك بأنه "رفض" للخدمة بالجيش . وتوعد نتنياهو ووزراء بحكومته بفصل موقعي هذه العرائض، معتبرين أنها "تقوي الأعداء في زمن الحرب"، ناعتين إياها بـ"التمرد" و"العصيان".
ويبدو ان نتنياهو يواجه ضغوطات بالجملة داخليا وخارجيا ، فاضافة الى رفض جنود الاحتياط مواصلة الحرب ، انتقد نتيناهو تصريحات ماكرون بشأن احتمال اعتراف فرنسا بدولة فلسطين.
وكتب نتنياهو أن ماكرون يرتكب "خطأ جسيما" إذا واصل الترويج لفكرة إقامة دولة فلسطينية، لافتا إلى أن إسرائيل "لن تعرض وجودها للخطر من أجل أوهام بعيدة عن الواقع"، ولن تقبل بإلقاء "موعظة أخلاقية" بخصوص إنشاء دولة فلسطينية من شأنها تهديد وجود إسرائيل.
وكان ماكرون صرح قبل أيام قليلة في مقابلة مع قناة "فرانس 5" بأن فرنسا قد تعترف بدولة فلسطينية في جوان المقبل. وأوضح أنه يسعى في الوقت ذاته إلى أن تعترف الدول المؤيدة للفلسطينيين بدولة إسرائيل. ولفت ماكرون إلى أنه يهدف من ذلك إلى أن يتم التوصل إلى هذا "الاعتراف المتبادل" بين عدة دول خلال مؤتمر ستقوده فرنسا والسعودية بشكل مشترك في جوان.
ماكرون وحل الدولتين
وفي منشور لاحق على منصة إكس، شدد ماكرون على موقف فرنسا الداعم لما يسمى "حل الدولتين"، قائلا: "نعم للسلام. نعم لأمن إسرائيل. نعم لدولة فلسطينية بدون حماس." كما دعا إلى وقف فوري لإطلاق النار في حرب غزة، وإنهاء فوري للحصار الإسرائيلي المفروض على إيصال المساعدات إلى قطاع غزة الفلسطيني المحاصر، وإلى السعي من أجل التوصل إلى حل سياسي للنزاع في الشرق الأوسط.
تجدر الإشارة إلى أن عدد الدول الأعضاء في الأمم المتحدة التي اعترفت بدولة فلسطين وصل إلى ما يقرب من 150 دولة ليس من بينها بعض الدول الغربية الرئيسية، ومن بين هذه الدول التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن: الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، بالإضافة إلى ألمانيا. في المقابل، لا تعترف دول مثل السعودية والعراق وسوريا بدولة إسرائيل. ويقصد بـ"حل الدولتين" إقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش بسلام إلى جانب إسرائيل. لكن نتنياهو يرفض هذا الحل.
اقتحام مستشفى جنين الحكومي
على صعيد آخر، اقتحم جيش الاحتلال الإسرائيلي، مستشفى جنين الحكومي شمالي الضفة الغربية المحتلة، واعتقل شابا فلسطينيا، وفق شهود عيان.
وقال شهود العيان لوكالة لأناضول إن قوات إسرائيلية اقتحمت مستشفى خليل سليمان الحكومي في مدينة جنين، ووصلت حتى قسمي التسجيل والطوارئ واعتقلت شابا. وأضافوا أن القوات احتجزت عددا من العاملين في المستشفى، قبل أن تنسحب.
ومنذ 21 جانفي 2025 يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانا على جنين ومخيمها، أسفر عن مقتل 36 فلسطينيا، واعتقال العشرات، وهدم مبانٍ ومنازل. فيما وسع الجيش عدوانه في مخيمي طولكرم ونور شمس بمحافظة طولكرم.
ومنذ بدئه حرب الإبادة على قطاع غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى مقتل أكثر من 947 فلسطينيا، وإصابة قرابة 7 آلاف، واعتقال 16 الف و400، وفق معطيات فلسطينية رسمية.
وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي مطلق، منذ 7 أكتوبر 2023، إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 167 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
محادثات قطرية ايرانية
في الأثناء، بحث وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن، مع نظيره الإيراني عباس عراقجي، علاقات التعاون بين البلدين وتطورات الأوضاع في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة.
وفي اتصال هاتفي تلقاه الوزير القطري من نظيره الإيراني، جرى خلاله استعراض علاقات التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها، وفق ما ذكرت الخارجية القطرية في بيان نشرته عبر منصة إكس.
ووفق البيان، ناقش الوزيران "تطورات الأوضاع في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة بالإضافة إلى عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك".
وتأتي المفاوضات بينهما تشهد المنطقة توترات متصاعدة على وقع حرب الإبادة الإسرائيلية المتواصلة ضد قطاع غزة، وارتداداتها على المنطقة، من الضفة الغربية ولبنان وسوريا إلى اليمن ومنطقة البحر الأحمر.
مسيرات تضامنية مع غزة
وفي خضم ذلك يتواصل المد الشعبي التضامني في انحاء العالم مع غزة ، حيث جاب آلاف الأشخاص شوارع مدينة جنيف السويسرية، في مسيرة تضامنية مع فلسطين. وتجمع الآلاف في شوارع جنيف احتجاجا على الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة.
ورفع المحتجون الأعلام الفلسطينية، ورددوا شعارات من بينها "الحرية لفلسطين"، و"إسرائيل مجرمة"، و"أوقفوا الإبادة الجماعية في غزة".
وطالب المحتجون بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، كما نددوا بالهجمات الإسرائيلية على لبنان وسوريا.
وانتقد المتظاهرون رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بسبب سياساته، ورفعوا لافتات تحمل رسائل دعم لفلسطين.
وتونس تعد جزءا من هذا الحراك العالمي الداعم لغزة حيث وقف المتظاهرون أمام السفارة الأمريكية بالعاصمة احتجاجا على تواصل العدوان الصهيوني بدعم أمريكي .