وقضت بسجن كلّ واحد من بين المتهمين لمدة ثمانية أشهر عن كلّ قضية، علما وان الملف قد شمل أربعة عشر قضية.
بتت محكمة الاستئناف بتونس، الجمعة الفارط، في ملف "وفاة الرضع بمستشفى الرابطة"، هذا وقد قررت الدائرة الجناحية بمحكمة الإستئناف بتونس تأييد الحكم الصادر عن الدائرة الجناحية بالمحكمة الابتدائية بتونس من حيث مبدأ ادانة المتهمين. وقضت بسجن كل منهم لمدة 8 أشهر عن كل قضية من بين ال 14قضية التي شملها الملف ( أي ما يساوي 112 شهر سجن لكل متهم).
كما أقرّت محكمة الاستئناف كذلك الحكم بالغرامة المالية المقدرة بثلاثون ألف دينار لفائدة كلّ عائلة متضررة من وفاة رضيعها.
مع العلم وان هيئة المحكمة لم تقم بضم العقوبات، الصادرة في حق المتهمين الثلاثة وهم كل من مدير مركز التوليد وطب الرضيع ومدير الصيانة ومدير قسم الصيدلة، الي بعضها.
ملف الحال تعود اطواره إلى مارس 2019 حيث تم تسجيل حالات وفاة مسترابة لـ14 رضيعا حديثي الولادة بمركز التوليد وطب الرضع. وفور بلوغها العلم بواقعة الحال أذنت النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بتونس بفتح بحث تحقيقي في الغرض من أجل الكشف عن ملابسات حالات الوفاة وعهدت للفرقة المركزية بالعوينة بمباشرة الأبحاث في واقعة الحال وتعهد قاضي التحقيق بالملف.
وبعد إجراء كافة الأبحاث والاختبارات اللازمة، قرر قاضي التحقيق إحالة الملف على الدائرة الجناحية بالمحكمة الابتدائية بتونس ووجه تهمة القتل عن غير قصد بسبب عدم أخذ الاحتياط والإهمال وعدم التنبه وعدم مراعاة القوانين طبق الفصل 217 من المجلة الجزائية إلى 3 مشتبه بهم في ملف الحال وهم كل من مديرة مركز التوليد وطب الرضيع ومدير الصيانة ورئيس قسم الصيدلة بنفس المركز.
علما وان الدائرة الجناحية بالمحكمة الابتدائية بتونس كانت قد أدانت المشمولين بالبحث وقضت بسجن كل واحد منهم لمدة 8 أشهر في كل واحدة من بين الـ14 قضية شملها الملف كما قضت بتخطئة المتهمين ب30الف دينار.
وكانت لجنة تقصي ظروف وملابسات وفاة ولدان بمركز التوليد وطب الرضيع في تونس التي كونتها وزارة الصحة آنذاك قد اثبت في تقريرها أن السبب الحقيقي لوفاة الرضع تعفن جرثومي وقع على مستوى تحضير «الأكياس» بالغرفة البيضاء بين 4 و8 مارس. كما أثبت أنّ الدواء الذي تم حقن الرضع به لم يكن منتهي الصلوحيّة كما انه لم يحتوي على أيّة مواد سامّة وانه كان مطابقا للمواصفات ولشروط السلامة.
واعتبرت أن سبب وفاة الولدان تعفن جرثومي وقع أثناء تحضير المستحضر الغذائي «les poches» وذلك بالغرفة البيضاء، مؤكدا أن هذا التعفن قد وقع بين 4 و6 مارس المنقضي «enterobacter cloacae».
كما تطرقت اللجنة في تقريرها إلى العديد من الاخلالات الأخرى وخاصة منها المتعلقة بقاعة تحضير الأكياس، حيث أثبتت غياب حوكمة في التسيير ناتج عن عدم تعويض المسؤولة الأولى السابقة منذ سنوات، وتسجيل نقص في عدد الصيادلة، ذلك إلى جانب تسجيل مشاكل أخرى متعددة تتعلق اغلبها بالصيانة في القاعة المذكورة.