"اسمعان" أول مهرجان للمالوف في القيروان: استذكار لميراث من المالوف وخروج عن المألوف !

في سفر روحي بين مقامات وموشجات، يضرب المالوف على وتر الطرب فيزهر روض الأندلس

في توثيق لخطى الموريسكيين ولموسيقاهم التي أورثوها مدنا سكنوها وآلات تركوا عليها بصماتهم . ورد في التعريفات أن أصل كلمة «المالوف» مشتقة من «مألوف» بتخفيف الهمزة في إحالة على «التوليفة» و«الألفة» و«التآلف» في «النوبة». واليوم تستعيد القيروان مكانتها العريقة باعتبارها تحتل المرتبة الثالثة في رواية المالوف بعد بنزرت وتستور بالإعلان عن ولادة "مهرجان اسمعان القيروان" المختص في فن المالوف.

تحت شعار "رصد كيوف من المالوف" يصافح "مهرجان اسمعان القيروان" جمهوره من 21 الى 24 فيفري 2025. وينتظم هذا المهرجان في دورته التأسيسية تحت إشراف وزارة الشؤون الثقافية ومن تنظيم "جمعية رنيم للفنون" بالشراكة مع المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بولاية القيروان ووكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية.

القيروان صاحبة الرواية الثالثة للمالوف

في تأثير مشابه للمالوف في غموض سحره وسمو فنه، يأتي عنوان "مهرجان اسمعان القيروان" ليستفز الفضول حول رمزية المعنى، وما المقصود بـ"اسمعان"؟ وتأتي الإجابة على لسان مدير المهرجان حاتم دربال، الذي أكد أنّه كلمّا قلبنا كلمة "اسمعان" في حقولها الدلالية وجذورها اللغوية إلاّ وعثرنا فيها على دعوة إلى السماع، سماع طرب المالوف المتجذر في أصولنا الموسيقية.هذا من حيث الدلالة، أما من حيث اللفظ فهو بلا شك يحمل جرسا موسيقيا يشد الأذن بتناغمه مع لفظي "مهرجان" و"القيروان".
ينشد "مهرجان اسمعان القيروان" الخصوصية والاختلاف ونحت الهوية انطلاقا من اختيار تسمية أنيقة اللغة وقريبة في وزنها وإيقاعها من موسيقى المالوف، وصولا إلى ضبط برمجة مختلفة وثلاثية الأبعاد تقوم على العروض الموسيقية و الندوات العلمية والورشات التكوينية.
ويطمح "مهرجان اسمعان القيروان" وفقا لمديره أستاذ الموسيقى ومؤسس فرقة "النوى" للمالوف بالقيروان حاتم دربال إلى إعادة الإشعاع لعاصمة الأغالبة ذات التقاليد العريقة في فن المالوف والتي تعتبر صاحبة الرواية الثالثة للمالوف بعد بنزرت وتستور.
في إحياء لوجه من وجوه التراث غير المادي، يحقق تأسيس "مهرجان اسمعان القيروان" أكثر من هدف مباشر وغير مباشر ومن مردودية من أهمها توثيق ذاكرة فن المالوف في القيروان واحتضان إبداعات الفنانين ومشاريع المبدعين ودفع عجلة السياحة في القيروان...
في دورته التأسيسية يكتسب "مهرجان اسمعان القيروان" بعدا مغاربيا بمشاركات جزائرية و ليبية في انتظار مزيد الانفتاح متوسطيا وعربيا ليكون دوليا .

تكريم لشيوخ المالوف ولزياد غرسة

تستأثر القيروان بمكانة بداية تاريخ الحضارة العربية الإسلامية في المغرب العربي. وفيها تم تأسيس " بيت الحكمة" الذي أنشأه إبراهيم الثاني في رقادة بالقيروان محاكاة لبيت الحكمة التي أسسها هارون الرشيد في بغداد. وفي فن المالوف، كان للقيروان أثر وتأثير في المكان والزمان. هذا الإرث الموسيقي يسعى "مهرجان اسمعان القيروان" إلى استعادته وإلى استذكاره وإلى توثيقه...
ووفاء لسيرة ومسيرة شيوخ المالوف واعترافا بمنجزهم وبإبداعهم في حفظ الذاكرة الموسيقية ، سيشهد افتتاح مهرجان اسمعان تكريما لشيوخ المالوف وتجليات موسيقية للرباب مع هشام الشيشتي وآلة العود العربي مع ضياء مقنين وتكريما للفنان زياد غرسة والأستاذة حميدة الحليوي إضافة لأداء صوتي لوليد القهواجي. ويختتم اليوم مع مجموعة نوى للمالوف بالقيروان.واليوم الثاني 22 فيفري سيخصص لندوة علمية حول المالوف ميراث من التراث ثم ورشات للتكوين في آلة الرباب وآلة العود العربي وتختتم بعرض موسيقي مع مجموعة جوق سوسة الموسيقى الأندلسية. واليوم الثالث سيشهد ندوة علمية بعنوان المالوف الحان و أشعار تأبى الاندثار إضافة إلى ورشة للعود العربي و تختتم بعرض موسيقي لمجموعة نادي الأصيل.
وفي اختتام مهرجان "اسمعان" ستنتظم مائدة مستديرة بعنوان دور الموسيقى في التنمية السياحية و التعريف بالمعالم التاريخية يليه عرض موسيقي لفرقة دار الغرناطية.
وحتى يناسب المقام المقال، وفي مناخات موسيقية أصيلة ومتأصلة في فن المالوف سيحتضن المعلم التاريخي "سيدي عبيد الغرياني" بالمدينة العتيقة بالقيروان كل عروض المهرجان في تعريف بتراث معماري ثري ومعالم أثرية تستحق الاهتمام.
يستقطب "مهرجان اسمعان القيروان" فضول عشاق المالوف والطرب الأصيل انطلاقا من اسمه الرنّان مرورا ببرمجته ذات الخصوصية وصولا إلى فلسفة تأسيسه التي تنفذ إلى ما وراء الطبوع في "رصد كيوف من المالوف".

 

 

 







المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115