قبل أن تغزو التكنولوجيا تفاصيل الحياة، فتنزع عن الجدّات ثوب الحكاواتيات وتسرق من الفداوي هيبة الكلمات !
حتى لا تندثر الحكاية الشعبية في المغرب وفي العالم العربي عموما، يراهن مهرجان مراكش الدولي لفن الحكاية على توثيق هذا الموروث الشفهي والخروج به من سياق المحلية إلى العالمية.
80 ساعة و35 دقيقة من الحكي المتواصل
في ساحة "جامع الفنا" التاريخية والشهيرة، كانت الحكاية سيّدة الزمان والمكان . تحت شعار "موسم الحكايات - حكايات البهجة"، راهن مهرجان مراكش الدولي للحكاية في نسخته الثالثة التي تواصلت من 19 إلى 26 جانفي 2025 في المدينة الحمراء على تحطيم الرقم القياسي العالمي لموسوعة غينيس لأطول جلسة حكايات عبر التاريخ .
في تأكيد على مكانة مراكش كعاصمة للحكاية وعلى حاجة المجتمعات أهمية الحكايات كوسيلة للتعبير عن الفرح وخلق روابط ثقافية بين الشعوب، استضاف المهرجان 106 حكواتيا وحكواتية من 30 دولة سردوا حكايتهم بلسان 21 لغة أمّ وعدّة لهجات محلية.
قدم الحكواتيون القادمون من مختلف أنحاء العالم، أبهرت الجمهور المحلي والدولي، الذي تفاعل بحرارة مع العروض السردية.
وقد نجح الحكاواتيون على مدار خمسة أيام من رواية قصصا مختلفة وحكايات متنوعة شدّت الجمهور إليها بكل ما تضمنه من عبر ومواعظ ودروس ومُثل .. استطاع المشاركون في مهرجان مهرجان مراكش الدولي للحكاية تقديم عروض سردية استمرت لمدة 80 ساعة و35 دقيقة دون انقطاع، ليحطموا بذلك الرقم القياسي العالمي لأطول جلسة متواصلة في فن الحكي ويدخلوا موسوعة غينيس للأرقام القياسية.
كان الحكواتي التونسي هشام درويش من بين الحكواتيين الذين تمكنوا من تسجيل رقم قياسي عالمي لأطول حلقة حكائية في التاريخ دون انقطاع.
وقد بلغت مدة السرد الفعلي للحكايات 80 ساعة و35 دقيقة، مع توقف قصير لا يتجاوز دقيقة واحدة بين كل حكاية وأخرى. وذلك تحت إشراف لجنة ممثلة لموسوعة غينيس.
إلى جانب سلسلة الحكايات بأكثر من لغة وأكثر من ثقافة، برمج مهرجان مراكش الدولي للحكاية 230 ورشة عمل في فن الحكي داخل المدارس المغربية، استفاد منها نحو خمسة آلاف متعلما من الشباب. وقد أشرف الحكواتي التونسي هشام درويش على تأطير أربع ورشات عمل داخل مدارس ابتدائية وثانوية جامعية . وقدّم ماستر كلاس لطلبة كلية اللغة العربية بمراكش.
لا يقف الحكواتي هشام درويش عند عتبة الخرافة التونسية بل يفتح على الحكاية العالمية ليعيد "تونستها" وسردها باللهجة العامية. وقد أصدر سلسلة من 20 كتابا صغير الحجم تحت عنوان "سلسلة حكايات درويش".