قد كشف عن نهج مزدوج، يتضمَّن دعمًا علنيًا لإسرائيل من خلال الأوامر التنفيذية، بينما يتم الضغط على «نتنياهو» خلف الكواليس بشأن صفقة الرهائن ولبنان.
بالنسبة لـ«نتنياهو»، فإن هذه الثنائية ستُشكِّل تحديًا، كما إن ذلك لا يعني أن إدارة «ترامب» متوافقةٌ مع «نتنياهو» وحكومته. كما أن الضغوط التي مارسها «ترامب» على «نتنياهو» من خلال ستيف ويتكوف، مبعوثه إلى الشرق الأوسط، للمضي قدمًا في صفقة الرهائن، تُظهر أن مشاكلات «نتنياهو» السياسية مع ائتلافه لا تهُم «ترامب» كثيرًا، عندما يتعلَّق الأمر بما يعتبره «ترامب» مصالحه أو مصالح أمريكا.
علي الرغم من دعم «ترامب» لإسرائيل، فإن مصالح البلدَين عادةً ما تتداخل في كثيرٍ من الأحيان، وسيكون من المُثير للاهتمام رؤية ما إذا كان «نتنياهو» قادرًا على الوقوف في وجه «ترامب» بالطريقة نفسها التي كان فخورًا بها في الوقوف في وجه أسلافه الديمقراطيين.
ونشرت صحيفة '' معاريف '' نتائج استطلاع للرأي أجرته الأسبوع الماضي علي عينة تمثيلية للبالغين في إسرائيل ( تريد أعمارهم عن 18 عاماً ) ، وأظهر الإستطلاع أن 62% من الإسرائيليين يتعقدون أنه يجب علي نتنياهو تقديم استقالته - علي غرار رئيس الأركان - بسبب مسئوليته عن 7 أكتوبر ( جاء في نص استقالة هاليفي إلي وزير الحرب أن الجيش قد فشل في صباح 7 أكتوبر - تحت قيادتي - في مهمة حماية مواطني إسرائيل ) . وكشفت نتائج الاستطلاع عن توقع 28٪ فقط من الإسرائيليين أن صفقة الرهائن سيتم استكمالها في حين يتوقع 39% أنها لن تنجز تماماً .
هذا ، ولم يدخر وزراء الائتلاف الحكومي جهداً في الإدلاء بتصريحات أشبه بالبكائيات حيث بدأ وزير الدفاع '' كانتس'' تصريحه بأن أمة بأكملها متأثرة وأنه لا راحة ولا استسلام حتى يعود جميع الرهائن - سواء كانوا أحياءً أم لا - إلي إسرائيل . كما التزم وزير المالية ''سموتريتش'' بخطه القومي المتشدد منوهاً بأن عودة المجندات أثارت مشاعر الوطن بأكمله ومجدداً لمعارضته وقف إطلاق النار، وكان سموتريتش قد علق مرحباً علي تنصيب ترامب وأنه علي ثقة أن هناك مزيد من الأخبار الجيدة من واشنطن بشأن قضايا تمتد من إيران إلي المستوطنات في الضفة الغربية.
على جانب أخر ، لم تكن تصريحات ''ترامب ''بشأن نقل الفلسطينيين من غزة إلى دول الجوار غائبة عن تصريحات اليمين المتطرف ، ورحب ''بن غفير '' رئيس حزب القوة اليهودية بتصريحات ترامب وأن أحد المطالب المهمة من نتنياهو هو تشجيع الهجرة الطوعية .
يبدو أن ترامب لديه رغبة في تحفيز عدة ملفات خارجية في الـ100 يوم الأولي من ولايته ، وحظوظ منطقتنا بتفاعلاتها وجذبها لانتباه الرأي العام الدولي جعلها بيئة خصبة لكل رئيس أمريكي يسعي لضمان تأييد اللوبي الصهيوني في بلاد العم سام ، وتثبت الإدارات الأمريكية المتعاقبة أنها تقع أسيرة في عدم فهم السياق التاريخيّ والجغرافي للشرق الأوسط وكل التصريحات التي تصدر عن المسؤولين في واشنطن تعكس عدم إدراك للقضية الفلسطينية وجذورها، وكل الأفكار التي تطرح لتمرير مشروعات تهجير الفلسطينيين لا تدرك إن انتقال صاحب الأرض إلي خارج أرضه يحمل مخاطر متعددة وأهمها امتداد الصراع إلي المنطقة بأكملها . ومن أهم التعليقات التي إستوقفتني ما ذكره دكتور أحمد الباز - الباحث في الشؤون الدولية - على صفحته بتطبيق ''فيسبوك'' أنّ العرب جميعاً يجب عليهم التحسب من تلك التوجهات الخاصة بالتهجير ، بالنظر إلى أن العرب جميعاً في نظر الولايات المتحدة والساسة الأوروبيين مجرد حمولة زائدة من المفيد التخلص منها . لذا فإن التنبه لتلك المخططات يجب أن يمتد من المحيط إلى الخليج وليس فقط في نطاق دول جوار فلسطين ويصبح فرض عين على الجميع وليس فقط دول بعينها فالقضية الفلسطينية يجب أن تبقى القضية المركزية للوطن والشعوب العربية لأجيال متعاقبة ..