نوادي المسرح بدور الثقافة والشباب لبنة اولى لبناء جيل مثقف رغم المصاعب المالية

تنظم الادارة العامة للعمل الثقافي سنويا فعاليات المهرجان الوطني لنوادي المسرح بالمؤسسات الثقافية والشبابية،

المهرجان الوطني هو المرحلة النهائية بعد تصفيات الجهوي ثم الاقليمي، والمهرجان يبرز اعمال النوادي وابداعات روادها في المؤسسات الشبابية والمهرجان من اهم التظاهرات لانه يسلط الضوء على ابداعات منخرطي النوادي في كامل تراب الجمهورية، كما انه يمنح الشباب فرصة العرض امام جمهور متنوع وفي مسارح مختلفة.

ومهرجان دور الثقافة والشباب لبنة للبناء ولنشر ثقافة المسرح والحياة لدى رواد هذه النواد في هذا الوطن العزيز حسب تصريح السيد ذاكر العكرمي مدير ادارة العمل الثقافي التابعة لوزارة الشؤون الثقافية والمنظمة للمهرجان منذ مرحلة الوطني الى الاقليمي وصولا الى الوطني، كما تهدف النوادي الى تعزيز الفنون الركحية ودعم مواهب الشباب ما يعكس روح التنوع الثقافي الذي تزخر به البلاد.
2767 شابا وشابة يتعلم المسرح في النوادي

تعتبر نوادي الفنون في المؤسسات الثقافية والشبابية اللبنة الاولى لبناء طفل واع بحقوقه وقادر على ممارسة الفنون والتمتع بحقه الدستوري في الثقافة فرجة وممارسة، تتوزع النوادي على كل ولايات الجمهورية واغلب دور الثقافة والشباب بها ناد للمسرح او الموسيقى والفنون التشكيلية، فالنوادي التابعة لهذه المؤسسات ملجئ للاطفال ليحلموا ويبدعوا ويعانقوا جماليات فنية مختلفة، .
الصغار في تعلميات ونواد طيلة الموسم، يتعلمون الاداء واللعب والعرائس وتحريكها والرسم والوقوف على الخشبة والتعبير عن افكارهم مع مؤطريهم، ثم تشارك المؤسسة في المهرجان الجهوي ومسابقات مع نواد اخرى، وفي العام 2024 ضمت المرحلة الجهوية التي انطلقت منذ شهر جوان 192مؤسسة ثقافية وشبابية، وتنافس من خلالها 332عملا بحضور 2767مشاركا في مختلف الاختصاصات من ممثلين وتقنيين ومخرجين وكل مندوبية للشؤون الثقافية تشرف على فعاليات المسابقة الجهوية، وترشح من بينها 97عملا يمثلون 96دار ثقافة و12دار شباب الى المسابقة الاقليمية التي فيها 884مشاركا ممثلا عن الاقليم الخمسة وهي بنزرت واريانة وسليانة وصفاقس وقابس.
ويعتبر الترشح للمسابقة النهائية اي المهرجان الوطني عنوانا لتميز النادي وفرحة للمنخرطين، و تضم التصفيات النهائية عادة 23عمل مثلت 18دار ثقافة و5دور شباب و14ولاية، وكان الموعد النهائي مع 5اعمال جماعية للكهول و5اعمال جماعية للاطفال و4اعمال فردية و5اعمال مسرح الشارع و4اعمال مسرح العرائس جميعها كانت فائزة فالوصول الى التصفيات الوطنية نجاح يكشف قدرة المنخرطين من الشباب على الابداع والتميز في مختلف اقسام الفن المسرحي.
تدافع نوادي المسرح عن الهوية التونسية الثقافية والاجتماعية، وتدافع عن تمثلية المراة في امشهد الثقافي والوطني وشهد مهرجان نوادي دور الثقافة والشباب ارتفاعا في عدد المشاركات من الاناث في مجال التمثيل من 1048 الى 1131 وهو ما يعكس دور نوادي الاختصاص في دعم تمثلية المراة ودفع حضورها في التعبيرات الفنية.
نوادي الفنون تجربة للابداع رغم النقائص
نوادي الفنون والمسرح في المؤسسات الشبابية والثقافية يؤطرها اساتذة وممارسين للمهنة المسرحية يحاولون تمرير معارفهم وحبّهم للفن الرابع الى ابنائهم، منذ التدريبات الى كتابة النصوص وتقديم الشخصيات وتركيبتها، فالمسرح فعل متجدد، ويحاول كل ناد العمل على تيمة فنية مختلفة، فنادي المسرح بفندق الحدادين صفاقس الفائز بالجائزة الكبرى لافضل عمل متكامل في الدورة الاخيرة يعمل مؤطره عمر بن سلطانة على التاريخ التونسي وفي الاعمال ينبشون في الذاكرة التونسية المحلية لبراز نضالات من دفعوا الدماء لاجل ستقلال تونس، وسبق وان توج عملهم "اجراس" ثم "وطن" فالتاريخ "جزء من هويتنا وتحفيز منخرطي النادي على البحث في التاريخ المحلي ومعرفة من صنع امجاد الوطن اعتبره تيمة فنية وانسانية" كما عبّر عمر بن سلطانة مخرج عمل "وطن" ومؤطر النادي للمغرب.
منخرطي نوادي المسرح بالمؤسسات الثقافية والشبابية هم النواة الاولى للفعل الابداعي في الجمهورية التونسية، فدور الثقافة وعددها 220 اغلبها تضمّ نواد ثقافية، هذه النوادي تدافع عن قيم الجمهورية التونسية وتحفّز الطفل على الابداع وملكة النجاح، ويعتبر بعض المؤطرين خاصة من المحترفين العمل مع الشباب والهواة اكثر جمالية وله طاقة خاصة، فالعمل مع منخرطي النوادي فعل ابداعي متجدد، هم يمارسون المسرح حبّا وطاقة التطوع والرغبة في تقديم الاضافة والجماليات تضيف للمخرج والعمل مع الهواة ممتع جدا وصادق حسب قول المخرج الطاهر عيسى بلعربي الذي يؤطر نادي المسرح بدار الثقافة بير مشارقة زغوان، ونجح بلعربي في الوصول الى المسابقة النهائية والفوز بجائزة افضل اخراج عن عملهم "فنان الغلبة" التي فتحت نوافذ التاريخ عن جماعة تحت السور وفناني العشرينات.
للعرائس حضورها في النوادي، يتعلم الشباب والاطفال كيفية صنع العروسة وثم تحريكها قبل ان يلبسها من روحه "احببت العرائس وارغب في ايصال هذا الحب الى ابنائي في النادي، لاعوام نلعب، نحلم، نصنع العروسة من اللاشي ثم تتحول الى شخصية مسرحية، توج ابنائي في الجهوي والاقليمي وسبق وان توجنا بالوطني في منافسات سابقة، المهم عندي هو مدى تعلق الشباب بفن العرائس ورغبتهم في تطوير معارفهم" حسب تعبير جلال حمودي مؤطر نادي المسرح بدار الثقافة البئر الاحمر تطاوين التي شاركت بمسرحية "ميما روح الجليد"، ونادي العرائس بهذه الدار يعتبر بوابة لتعلم فن العرائس وكيفية صنعها والتعامل معها والتناص بين المحرك والدمية من اهمّ منتجات النادي واجتهادات رواده.
يعتبر مسرح الشارع من النوادي الجديدة في المؤسسات الثقافية والشبابية، هذا الفن يعتبر طاقة متفردة ومنفلتة ويعلم الشباب كيفية التعامل مع الناس في الشارع ثناء تقديم العمل كما يعلمهم المسؤولية تجاه المادة الفنية المقدمة، اعمال مسرح الشارع جميعها تنبض بنبض المواطن التونسي ومشاغله، اعمال مسرح الشارع تحوّل وجع المجموعة وحكايات المواطن الى فعل مسرحي يقدمه شباب يحلم بوطن افضل وفنّ اجمل.
نوادي المسرح بدور الشباب والثقافة مساحة للابداع والتفكير، لبنة اولى لبناء جيل واع ومثقف وقادر على قراءة واقعه وتحويله الى عمل فني، ورغم الصعوبات الكثيرة التي تعانيها اغلب دور الثقافة في الجمهورية التونسية ومنها البنية المهترئة وغياب الميزانيات (منذ حلّ المجالس الثقافية بعد 2011 والتعامل مع مراقب المصاريف) وغياب التجهيزات يبقى الرصيد البشري اهمّ المكاسب وأكثرها اشعاعا منذ الستينات الى اليوم، فالرصيد البشري عنوان للتميز في كل الفنون والإبداعات.
 

 

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115