التي أكدت إحراز تقدم في شمال شرق سوريا ، أعقبها الإعلان عن زيارة يقوم بها وزير الخارجية ورئيس الإستخبارات التركية لدمشق . تواصل وسائل الإعلام الدولية إهتمامها بمواقف وردود الأفعال الدولية والإقليمية للتقلبات التي تشهدها الأراضي السورية مؤخراً . ونشرت فورين بوليسي مقالاً بعنوان " خسارة إيران في سوريا .. مكسب لتركيا" يركز على إيضاح ما يمثله السقوط السريع لـ«نظام الأسد» من لحظات مفصلية بالنسبة لسوريا والمنطقة . كما ينظر له على إنه إستعراض واضح لقدرة تركيا على المناورات وفرض قوتها من خلال توظيف ' هيئة تحرير الشام ' والقوات المتحالِفة معها لتحقيق مكاسب ميدانية نتج عنها إحلال تركيا بدلاً من روسيا وإيران ، وتمددها باعتبارها قوةً خارجية مهيمنة في سوريا ، ويلاحظ أن التقرير لم يتطرق إلى تدخلات إسرائيل في الأراضي السورية.
فيما يتعلق بإيران ، تُشكِّل خسارتها لسوريا ضربةً خطيرة لهيبتها واستراتيجيتها الإقليمية، كما أن المكاسب التركية في سوريا تُشكِّل مصدر قلقٍ مُلِحّ، إذ تنظر إيران إلي أنقرة على أنها منافساً إقليمياً في مناطق نفوذها بالشرق الأوسط و«القوقاز»، ولذلك فإن تقديم تركيا الدعم لأذربيجان لتأكيد سيطرتها على طريق التجارة في «زانجيزور»، سيربط أذربيجان بتركيا، ويقطع إيران تمامًا عن «القوقاز».
وعن معادلات التنافس بين تركيا وإيران، قد يبدو هذا بمثابة إعادة سيطرة الإمبراطورية العثمانية على «القوقاز» وبلاد الشام، التي تصارعت معها إيران بين القرنَين السادس عشر والعشرين.
في المقابل ، نشرت واشنطن بوست مقالاً يحمل عنوان ( إيران تعاني من التحولات الجذرية في الشرق الأوسط ) . ويرى كاتب المقال أن القراءات الاستراتيجية الخاطئة» لدى إيران قد أدَّت إلى توجيه ضرباتٍ مدمرة لـ«حماس» و«حزب الله»، وإسقاط حليفها «الأسد»، وكشف نقاط ضعفها في مواجهة التجسُّس والضربات الإسرائيلية بعيدة المدى.
كما ذهب المقال إلي أن إيران بحاجة إلى أن تقرر ما إذا كانت تريد أن تصبح مثل كوريا الشمالية، فتعزل نفسها بإنتاج سلاحٍ نووي، أو تريد أن تتعاون مع الغرب، وأن ' طهران' الضعيفة قد تدفع باتجاه محادثات بنَّاءة مع إدارة «ترامب»، التي تتوق لإظهار قدرتها على جلْب السلام إلى المنطقة.
وتواكب إعلان وزارة الخارجية عن قيام واشنطن بالنظر في طبيعة العلاقة التي ستربطها مع هيئة تحرير الشام ، استمرّت تقارير المراكز البحثية وتقديرات مراكز الفكر في الولايات المتحدة التي تتناول خسائر ومكاسب الأطراف الدولية والفاعلين الإقليميين نشر المركز الأمريكي للسلام تقريراً جديداً أمس 12 ديسمبر يشير إلي أن هناك عوامل رئيسيةٌ يُمكن أن تفسِّر الانهيار السريع لـ«نظام الأسد»، بما فيها سحْب حليفتَي «الأسد» الرئيسيتَين (روسيا وإيران) دعمهما، وفشل النظام في الاستجابة لمطالب - الرُعاة- بالتغيير.
كما أوضح التقرير أن سقوط «الأسد» والضربة الاستراتيجية التي تلقَّتها كلٌّ من روسيا وإيران، يُعزِّز المصالح الأمريكية في المنطقة، لكن احتمالية عودة التطرُّف قد تُخلِّف عواقب وخيمةً على مصالح «واشنطن» في المنطقة.
كما يطرح تقرير المركز السؤال الذي يمثل الهاجس الأكبر لدى المراقبين وأصحاب الآراء المحايدة ، وهو ما إذا كانت الجماعات المسلحة السورية ستبقى متماسكةً أم أنها ستنحدر إلى اقتتالٍ داخلي؛ لأن ذلك سيُحدِث فراغاتٍ خطيرةً في السلطة.