بالتزامن مع القمة العربيّة - الإسلامية في الرياض الاحتلال يعلن توسيع غزوه البري لجنوب لبنان

احتضنت الرياض أمس فعاليات القمة العربية الإسلامية الثانية في وقت تتواصل فيه حرب الإبادة والجرائم الصهيونية على غزة ولبنان .

ورغم الدعوات المتكررة لوقف الحرب إلا أن شيئا لم يتحقق على ارض الواقع في ظل التعنت الإسرائيلي ومواصلة سياسة التدمير المُمنهج . ولعل الرسالة العسكرية الأهم التي بعث بها الاحتلال للمجتمعين في الرياض هي مواصلة الحرب من خلال قرار توسيع الغزو البري للبنان إلى مناطق جديدة في الجنوب .

وتلقي عودة ترامب إلى البيت الأبيض بظلالها على قضايا المنطقة وسط تراقب للسياسة الترامبية الجديدة التي سينتهجها البيض الأبيض فور تسلم ترامب الحكم رسميا يوم 20 جانفي وهذه الفترة الانتقالية هي المهلة التي منحها ترامب لنتيناهو بحسب تقارير إعلامية لإنهاء الحرب والتوصل لصفقة قريبا .

دور القمة العربية والإسلامية
ويرى مراقبون أن القمة التي عقدت في الرياض ، التي جددت التزامها بالقضية الفلسطينية وأعلنت عن دعمها للحقوق الفلسطينية لم تخرج عن إطار التوقعات المعتادة ، لكن السؤال يبقى: هل ستنجح هذه الاجتماعات في إيجاد آليات عملية حقيقية للضغط على الاحتلال الإسرائيلي؟ أم أن الكلمات ستظل حبرا على ورق في وقت تزداد فيه المعاناة الإنسانية في غزة ولبنان؟ الإجابة على هذا السؤال تتطلب تضامنا أكبر على المستوى السياسي والاقتصادي بين الدول العربية والإسلامية، وهو أمر لا يزال يفتقر إلى التنسيق الجاد والمثمر.
هذا وتجعل الضغوط الاقتصادية والسياسية على الدول العربية في ظل الأزمات الداخلية والمخاوف من الانزلاق إلى صراعات جديدة ، تجعل من الصعب على كثير من الدول اتخاذ مواقف أكثر صرامة في مواجهة التحركات الإسرائيلية.إذ ما يزال تأثير الفاعلين الدوليين، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، يشكل عائقا كبيرًا أمام اتخاذ قرارات عربية متشددة ضد الاحتلال.في الوقت نفسه، يبدو أن بزوغ فجر ولاية ثانية لدونالد ترامب في البيت الأبيض يضيف بُعدا جديدا على الصراع القائم. ترامب، الذي أعاد توجيه السياسة الأمريكية بشكل كبير خلال فترة ولايته الأولى، يأتي إلى الحكم مرة أخرى في وقت حساس جدا للمنطقة. وتتحدث التقارير الإعلامية عن أنّ ترامب منح رئيس وزراء الإحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "مهلة" حتى نهاية ديسمبر لإنهاء الحرب أو الوصول إلى اتفاق قريب، ما يعني أن الضغط الأمريكي على إسرائيل قد يتغير بشكل كبير، لكن هذا التغيير قد يصب في صالح إسرائيل أكثر من أي شيء آخر.فعودة ترامب قد تعني استئناف سياسة دعم الاحتلال الإسرائيلي في مواجهته مع الفلسطينيين، وهو ما قد يفاقم من الأوضاع في غزة ولبنان. وفي ظل التحديات السياسية والاقتصادية التي تواجهها معظم الدول العربية، فإن استمرار الدعم الأمريكي لإسرائيل قد يقيد حركة هذه الدول في اتخاذ مواقف حازمة.
وتواجه المنطقة العربية تحديات غير مسبوقة مع استمرار التصعيد الإسرائيلي، وتوسع الحرب إلى لبنان.ووفق مراقبين قد تكون القمة العربية - الإسلامية نجحت في توحيد المواقف السياسية ضد الاحتلال، لكنها لا تزال تعجز عن إيجاد حلول ملموسة على الأرض. في الوقت ذاته، تضاف إلى هذه الصورة معادلة جديدة تتمثل في عودة ترامب إلى البيت الأبيض، التي قد تغير من ديناميكيات المواجهة بشكل يعكس تحولات خطيرة على المستويين الإقليمي والدولي.
دعوة لتعليق عضوية إسرائيل بالأمم المتحدة
ودعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس الاثنين، مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة إلى تعليق عضوية إسرائيل في المنظمة الدولية، " ما لم تلتزم بالقانون الدولي"، جاء ذلك خلال كلمته في افتتاح أعمال القمة العربية الإسلامية المشتركة التي انطلقت بالرياض.
وقال عباس إن "المجتمع الدولي فشل في وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة".وأكد أن "الاعتداءات الإسرائيلية وحرب الإبادة في غزة تتواصل بالدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة الأمريكية".
وشدد على "وجوب تنفيذ قرار مجلس الأمن بوقف العدوان الإسرائيلي، وإيصال المساعدات لغزة وانسحاب الاحتلال".ودعا مجلس الأمن والجمعية العامة إلى "تعليق عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة، ما لم تلتزم بالقانون الدولي".
قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إن الواجب العربي والإسلامي، "يفرض علينا أن نتحلى بأعلى درجات التضامن والتعاون، في ظل فشل المجتمع الدولي، بوقف العدوان وحرب الإبادة الجماعية، التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني، منذ أكثر من عام"، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا).
وأضاف عباس في كلمته أمام القمة العربية الإسلامية المنعقدة في العاصمة السعودية الرياض، اليوم الإثنين، أن "جرائم الاحتلال، تتطلب منا جميعا العمل على تحقيق تنفيذ قرار مجلس الأمن 2735، القاضي بوقف العدوان وتأمين وصول الاحتياجات الإنسانية، وانسحاب الاحتلال من القطاع، ورفض مخططات فصله عن الضفة، وتولي دولة فلسطين مسؤولياتها السيادية".
ودعا الرئيس الفلسطيني الدول العربية والإسلامية إلى مطالبة مجلس الأمن والجمعية العامة بتعليق عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة، "ما لم تلتزم بالقانون الدولي وبتعهداتها الموثقة وتنهي جرائمها ضد الشعب الفلسطيني".
وأرجع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الحالة الصعبة التي آلت إليها الأوضاع في غزة إلى عجز الدول الإسلامية، على عكس دول غربية تقدم إلى إسرائيل سائر أنواع الدعم.جاء ذلك في كلمة ألقاها، خلال مشاركته في "القمة العربية والإسلامية غير العادية" المنعقدة في الرياض.
وأشار الرئيس التركي إلى "استشهاد 50 ألف فلسطيني حتى الآن، 70 بالمائة منهم أطفال ونساء، في مجازر إسرائيل بغزة وبقية الأراضي الفلسطينية".
وتابع: "بينما تقدم حفنة من الدول الغربية كل أنواع الدعم لإسرائيل تعجز الدول الإسلامية عن إبداء رد فعل ما أدى إلى وصول الوضع (في غزة) لهذا المستوى".
من جهته دعا عاهل الأردن الملك عبد الله الثاني ، إلى تكثيف الجهود على 4 مسارات رئيسية، في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان.جاء ذلك خلال كلمة له بالقمة العربية الإسلامية في دورتها غير العادية، بالعاصمة السعودية الرياض، تابعها مراسل الأناضول.
وأشار أن القمة "تنعقد والمنطقة تعيش مأساة لا يمكن السكوت عنها، وتستدعي تحركا فوريا لوقفها".وتابع "أكثر من عام مضى منذ شنت إسرائيل حربها على غزة. عام من الدمار، وقتل الأبرياء، وخرق القانون الدولي، وقرارات الشرعية الدولية".
وأوضح أن "المجتمع الدولي لم يوقف إسرائيل، فتمادت في تصعيدها ضد الشعب الفلسطيني بالضفة الغربية، وعلى المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وأشعلت حربا على لبنان الشقيق".
ومضى "هذه الحروب يجب أن تتوقف فورا، لنحمي الأبرياء، وننهي الدمار، ونمنع دفع المنطقة نحو حرب شاملة، سيدفع الجميع ثمنها".
هذا وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إن بلاده ستقف ضد كل المخططات التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، مؤكدة إدانتها لـ"حملة القتل الممنهج التي تُمارس بحق المدنيين في قطاع غزة"جاء ذلك في كلمة في القمة العربية الإسلامية غير العادية التي تعقد بالرياض.
وأضاف أن القمة "تأتي في ظل ظرف إقليمي شديد التعقيد وعدوان مستمر لأكثر من عام على قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان، وسط صمت مخجل وعجز فادح من المجتمع الدولي عن القيام بالحد الأدنى من واجباته، في مواجهة هذا التهديد الخطير، للسلم والأمن الدوليين".وأردف: "نقولها بمنتهى الصراحة: إن مستقبل المنطقة والعالم، أصبح على مفترق طرق، وما يحدث من عدوان غير مقبول على الأراضي الفلسطينية واللبنانية، يضع النظام الدولي بأسره على المحك".
من جهته أكد ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي الأمير محمد بن سلمان، أن المملكة ترفض الهجمات على إيران، مؤكدا أن القمة العربية الإسلامية تنعقد في ظل استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين، ومشددا على "رفض السعودية القاطع للاعتداءات الإسرائيلية في غزة"، لافتا إلى أن "فلسطين مؤهلة لعضوية كاملة بالأمم المتحدة" وفق الاناضول.
وشدد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في افتتاح أعمال القمة العربية الاسلامية في الرياض حول غزة ولبنان، "على شجب منع الأونروا من القيام بدورها"، مؤكدا "ضرورة قيام دولة فلسطينية"، لافتا إلى" أن بلاده أطلقت مبادرة عالمية لدعم حل الدولتين".وقال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان: "نجدد رفضنا الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني الشقيق".وأشار إلى أن "إمعان إسرائيل في عدوانها على الشعب الفلسطيني يعوق جهود السلام".كما أكد ولي العهد السعودي "ضرورة مواصلة الجهود المشتركة لإقامة دولة فلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية".وأدان الاعتداء على لبنان، وقال: "ندين العمليات العسكرية التي تستهدف أراضي لبنان ونرفض انتهاك سيادته ".كما أكد في كلمته أن المملكة "ترفض الهجمات الإسرائيلية على الأراضي الإيرانية".
تحديات جديدة في مسار الصراع
وفي وقت تحتضن فيه الرياض القمة العربية - الإسلامية الثانية، برزت إلى الواجهة مواقف حاسمة من جانب الاحتلال الإسرائيلي، التي أعادت تعريف المعركة في غزة ولبنان على أنها امتداد لسياسات إجرامية تقودها دولة الاحتلال، وهو ما يضع دول المنطقة أمام تحديات جديدة في مواجهة التوسع العسكري الإسرائيلي. وفيما كانت القمة العربية تعقد وسط دعوات متكررة لوقف الحرب، فإن الأرض تشهد تصعيد متزايدا في العمليات العسكرية الإسرائيلية، وهو ما يطرح تساؤلات عميقة حول مستقبل التوازنات الإقليمية في ضوء التطورات الأخيرة.
ويرى مراقبون أنّ القرار الأخير للجيش الإسرائيلي بتوسيع غزوه البري في جنوب لبنان هو رسالة واضحة ومباشرة للمُجتمعين في الرياض، تؤكد على أن إسرائيل عازمة على مواصلة حربها في المنطقة، ولا تلتفت إلى الدعوات الدولية لوقف التصعيد. ورغم أنّ هذه الحرب كان يُعتقد أنها تقتصر على غزة في البداية، إلا أن الخطوات الأخيرة تشير إلى أن المواجهة باتت أكثر تعقيدًا، خصوصا مع التوسع نحو لبنان الذي يعد جبهة جديدة ذات أبعاد إستراتيجية.
في هذه المرحلة الدقيقة، تزداد المخاوف من أن يؤدي التصعيد العسكري إلى إشعال جبهات أخرى في المنطقة، ما يهدد بتوسيع نطاق الحرب ليشمل دولا عربية أخرى، لا سيما في ظل الدعم الأمريكي غير المحدود لإسرائيل. مع ذلك، يبدو أن الرد العربي الرسمي، رغم فاعليته في بعض الأبعاد السياسية، لم يتمكن بعد من إحداث تغيير حقيقي على الأرض، ما يعزز الشعور بالإحباط والخذلان في صفوف الشعب الفلسطيني والشعوب العربية المتعاطفة مع القضية.

نتنياهو يقر بالمسؤولية عن تفجيرات "البيغر"
وأقر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، للمرة الأولى بمسؤولية بلاده عن تفجير أجهزة الاستدعاء “البيغر” في لبنان.وقال إن هذه العملية واغتيال أمين عام “حزب الله” حسن نصر الله، انطلقت رغم معارضة كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية.جاء ذلك في تصريحات لنتنياهو خلال الجلسة الأسبوعية للحكومة الإسرائيلية، وفق ما ذكرته القناة (12) العبرية الخاصة.وفي الجلسة، كشف نتنياهو أن “عمليتي البيغر والقضاء على نصر الله انطلقتا رغم معارضة كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية والقيادة السياسية المسؤولة عنهم”.
فيما نقلت هيئة البث الرسمية عن نتنياهو قوله: “قبل عملية البيجر أخبروني أن الولايات المتحدة ستعارض، لكني لم أستمع لهم”.وبحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت” كان نتنياهو يقصد أن من أخبره بذلك هو وزير الجيش المُقال يوآف غالانت.وهذه المرة الأولى التي يعترف فيها مسؤول إسرائيلي كبير علنا بتفجير أجهزة الاتصالات في لبنان.
وفي 17 و18 سبتمبر الماضي، استشهد 26 شخصا وأصيب أكثر من 3250 آخرين جراء انفجار آلاف الأجهزة اللاسلكية من نوع “بيغر” و”أيكوم” في عدة مناطق بلبنان، فيما اغتالت إسرائيل حسن نصر الله، في 27 من الشهر ذاته، في غارة جوية على الضاحية الجنوبية لبيروت.في السياق، قال نتنياهو إنه تحدث مع الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب ثلاث مرات خلال الأيام القليلة الماضية بهدف تعزيز التحالف القوي بين إسرائيل والولايات المتحدة.
إسرائيل تفجّر منازل في "عيتا الشعب"
ميدانيا فجرت إسرائيل،أمس الاثنين، عددا من المنازل في بلدة عيتا الشعب بمحافظة النبطية جنوب لبنان، فيما أعلن "حزب الله" تصديه لمحاولات تسلل قوات إسرائيلية إلى الداخل اللبناني.
وأفادت وكالة الأنباء اللبنانية بأن "قوات إسرائيلية تعمل منذ صباح اليوم (الاثنين) على تفخيخ وتفجير عدد من المنازل على أطراف بلدة عيتا الشعب المتاخمة للحدود مع فلسطين المحتلة ".وأشارت إلى "اعتداءات إسرائيلية استمرت طيلة الليل الفائت وحتى صباح اليوم، على قرى قضاءي صور وبنت جبيل، شملت البرغلية وحي عين التوتة ومدخل طيردبا والرمادية والجميجمة والشهابية وباتولية وقلاوية وبرج قلاوية".
وقالت الوكالة إن إسرائيل أطلقت فجر أمس الاثنين، نيران رشاشات ثقيلة باتجاه الأحراج المتاخمة لبلدات الناقورة وجبل اللبونة وعلما الشعب وطير حرفا والضهيرة وعيتا الشعب جنوب لبنان.وبالمقابل، ذكرت الوكالة أن مجموعات للجيش الإسرائيلي حاولت التسلل إلى الأراضي اللبناني من أكثر من موقع في القطاعين الغربي والأوسط.وأوضحت أن قوات "حزب الله"، دكت صباح الاثنين، تجمعات لجنود إسرائيليين في مناطق رامية والقوزح وعيتا الشعب وحققت "إصابات مباشرة".
من جهته، أعلن الحزب في سلسلة بيانات على تلغرام، أن عناصره "استهدفوا قوات لجيش العدو عند الأطراف الشرقية لبلدة مارون الراس (اللبنانية)، بصلية صاروخية".وقال "حزب الله" إن مقاتليه "قصفوا شمال إسرائيل في موقع العباد، ومدينة صفد المحتلة مستوطنة معالوت ترشيحا بصليات صاروخية، وقاعدة تدريب للواء المظليين في ‏مستوطنة كرمئيل، بصلية صاروخية كبيرة"، دون ذكر نتائج القصف.

 

 

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115