...دولة الاحتلال التي غرست بالقوة في قلب العالم العربي وحولت آحلام شعوبه الى دمار وكانت السبب الرئيسي في تعاقب النكسات وغياب أي أفق للاستقرار والنمو . الدمار الإسرائيلي والعقلية الاجرامية تبدو جلية في حرب غزة التي اختبرها العالم بصمت . وكذلك يفعل اليوم في لبنان الذي يتدمر ويقتل أبناؤه ويشردوا من بيوتهم أمام أنظار العالم وكاميراته واعلامه وكأنهم ينتظرون نهاية نفس المقاومة التي قامت من أجل الدفاع عن آخر ذرة تراب...وهي كلمات لا يفقهها من سيطر على ارض الآخرين بالقوة وعنوة وبتخطيط استعماري .
وفي ضوء الأحداث المتصاعدة في غزّة ولبنان ومخلفاتها على المنطقة، نعى حزب الله أمس الأربعاء رئيس مجلسه التنفيذي هاشم صفي الدين الذي كان المرشح الأبرز لتولي منصب الأمين العام خلفا لحسن نصرالله، مؤكدا أنه قضى كما سلفه، إضافة الى عدد من "إخوانه المجاهدين"، في غارة إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت مطلع أكتوبر.
وقال الحزب في بيان "ننعى... قائدا كبيرا وشهيدا عظيما على طريق القدس رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله سماحة العلامة السيد هاشم صفي الدين".
وأضاف أنه "ارتحل إلى ربه مع خيرة من إخوانه المجاهدين... في غارة صهيونية إجرامية عدوانية".
وتابع أن صفي الدين التحق "بأخيه شهيدنا الأسمى والاغلى سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله (...) كان أخاه وعضده وحامل رايته، ومحل ثقته، ومعتمده في الشدائد والكفيل في المصاعب"، وقدّم "جلّ حياته في خدمة حزب الله والمقاومة الإسلامية ومجتمعها وأدار على مدى سنوات طويلة من عمره الشريف بمسؤولية واقتدار المجلس التنفيذي ومؤسساته المختلفة".
وكان مصدر رفيع في حزب الله أفاد وكالة فرانس برس في الخامس من أكتوبر بأن الاتصال "مقطوع" مع صفي الدين منذ سلسلة غارات إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل الحزب، في اليوم السابق.
وكان هاشم صفي الدين من الرعيل المؤسس لحزب الله عام 1982، وكان يرأس المجلس التنفيذي منذ 1994.
وكان يخضع لعقوبات فرضتها وزارة الخزانة الأميركية منذ العام 2017، على غرار قياديين كثر من الحزب مدرجين على لائحة "الإرهاب".
في الأثناء ، يواجه المجتمع الدولي، وخاصة الإدارة الأمريكية، تحديات معقدة تتعلق بحلّ الدولتين الذي يبدو انه قبر اليوم مع آلاف الشهداء الذين سقطوا ضحية الاجرام الصهيوني. . وشهد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي مراحل عديدة من العنف والدموية. ومع تزايد وتيرة حرب الإبادة في قطاع غزة وسط عجز دولي عن وقف الانتهاكات الصهيونية، وارتفاع عدد المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، تبدو إمكانية إقامة دولة فلسطينية مستقلة أكثر تعقيدا. فهذه المستوطنات، التي تقطع أوصال المدن الفلسطينية، تشكل عقبة رئيسية أمام أي حل مستقبلي. ولكن نتنياهو يخطط اليوم لاقامة دولة فلسطينية يحكمها وفق أهوائه ومصالح الامن القومي لدولة الاحتلال ولكن صمود فصائل المقاومة أسقط هذا الرهان الصهيوني الذي يظل قائما مع الصمت الغربي والضوء الأمريكي تجاه ما يحصل من مجازر وانتهاكات فاقت الحدود.
وفي ظل التصعيد العسكري المستمر في غزة، تتجه الأنظار نحو المواقف الدولية وتوجهات الدول بشأن "اليوم التالي" للحرب، حيث تكشف هذه التوجهات عن مدى دعمها أو معارضتها لخيار حل الدولتين. وفي هذا السياق، عبّرت وزارة الخارجية الفلسطينية عن قلقها من استمرار فشل المجتمع الدولي، وخاصة مجلس الأمن، في وقف ما تصفه بـ"حرب الإبادة" ضد الشعب الفلسطيني.
وحمّلت الخارجية الفلسطينية أمس مجلس الأمن مسؤولية التداعيات الناجمة عن صمته، معتبرة أن فشله في اتخاذ إجراءات حاسمة يعكس تجاهله لمعاناة الفلسطينيين. وأكدت الوزارة أن "توجهات الدول بشأن اليوم التالي تكشف حقيقة موقفها من حل الدولتين"، مما يطرح تساؤلات حول الالتزام الدولي بتحقيق السلام في المنطقة.
وحذرت الخارجية الفلسطينية من أي مخططات قد تهدف إلى تكريس الفصل بين شطري الوطن الفلسطيني، مما يهدد بإفراغ فكرة الدولة الفلسطينية من مضمونها. زتشير هذه المخاوف إلى أن الاحتلال الإسرائيلي ليس لديه الأهلية لوضع ''فيتو'' على إدارة مؤسسات الدولة الفلسطينية في قطاع غزة، وأنه يجب عدم السماح له بذلك. هذا التحدي يتطلب تعزيز الشرعية الفلسطينية المعترف بها دوليا كسبيل وطريق لحل الأزمة.
في خضم هذه التطورات، أدلى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بتصريحات قبل مغادرته تل أبيب أمس، حيث أكد على رفض بلاده لأي احتلال إسرائيلي لغزة، في الوقت الذي يتجاهل فيه فظائع الحرب الجارية. ويبدو أن الموقف الأمريكي لا يزال يتسم بالتعاطف مع إسرائيل، رغم الآثار الكارثية للحرب على المدنيين الفلسطينيين.
ومن جهة أخرى، يستمر رئيس وزراء الإحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الحديث عن "إطار الحكم في غزة" بعد الحرب، دون تقديم خطة واضحة. وتشير التحركات الإسرائيلية إلى رغبتها في إنهاء حكم "حماس" .
بلينكن والتطبيع الصهيوني
ووصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أمس الأربعاء إلى السعودية لدفع مباحثات التطبيع بين المملكة ودولة الاحتلال الصهيوني ، ضمن جولة إقليمية .
وحط بلينكن في الرياض آتيا من "إسرائيل" حيث استهل جولة إقليمية هي الحادية عشرة له منذ بدء الحرب في قطاع غزة قبل أكثر من عام، هدفها الدفع باتجاه وقف النار في غزة واحتواء التصعيد العسكري في المنطقة.وقال بلينكن لصحافيين في مطار بن غوريون قرب تل ابيب قبيل توجهه إلى السعودية "رغم كل ما حدث، لا تزال هناك فرصة عظيمة في هذه المنطقة للتحرك في اتجاه مختلف تماما".
ونوّه إلى أن "السعودية ستكون في قلب التغيير ".وبعد لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ومسؤولين إسرائيليين كبار، قال بلينكن إن "الوقت حان لإنهاء الحرب في غزة".وذكر بلينكن، الذي التقى برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومسؤولين كبار آخرين ، أمس الثلاثاء أنه ضغط على إسرائيل للسماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة وأكد مجددا تحذيره من أن الفشل في القيام بذلك يمكن أن يؤدي إلى تقليص في المساعدات العسكرية الأمريكية.وأضاف "لقد تم إحراز تقدم، وهذا أمر جيد، لكن هناك حاجة إلى مزيد من التقدم" على هذا الصعيد .
تصعيد الوضع في جنوب لبنان
على صعيد متصل وبعد أكثر من ثلاثة أسابيع من بدء جيش الإحتلال الإسرائيلي محاولاته للتوغل برا داخل الأراضي اللبنانية، لا يزال الوضع في جنوب لبنان متوترا، حيث لم يتم الإعلان عن أي تمركز فعلي لقواته في أي قرية جنوب البلاد في حين برهنت المقاومة على صمود وتفوق في الحرب البرية .
وفي 30 سبتمبر الماضي، أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، دانييل هاغاري، عن بدء هذه العمليات، مما أدى إلى ردود فعل متباينة من الجانب اللبناني. حزب الله، الذي يعتبر القوة العسكرية الرئيسية في لبنان، نفى في حينها وقوع أي توغل إسرائيلي فعلي.
وحتى الآن، لم تعلن أي جهة رسمية لبنانية عن تمكن القوات الإسرائيلية من التمركز في أي قرية أو منطقة معينة،. ويأتي هذا العدوان الصهيوني العسكري في وقت تشهد فيه المنطقة أوضاعا اقتصادية وسياسية صعبة بعد أكثر من عام على حرب إبادة تشنها إسرائيل في غزة، مما يزيد من تعقيد المشهد الأمني في المنطقة.
في ظل هذه الظروف، تظل الأنظار متوجهة نحو التطورات المستقبلية، حيث يظل حزب الله في حالة استعداد لمواجهة أي تصعيد ومنع أي تقدم لقوات الإحتلال في الأراضي اللبنانية.
نزوح جماعي من مدينة صور جنوب لبنان
ميدانيا غادر مدنيون من مدينة صور في جنوب لبنان، أمس الأربعاء، عقب إنذار من جيش الإحتلال الإسرائيلي للسكان لإخلاء أجزاء كبيرة من المدينة التي تؤوي آلاف النازحين.
وقال مدير وحدة إدارة الكوارث في صور، مرتضى مهنا، وفق فرانس براس "الوضع سيئ جدا ونقوم بإجلاء السكان".من جانبه، أفاد المسؤول الإعلامي في الوحدة، بلال قشمر، فرانس برس بأن الكثير من الأشخاص يفرون من المدينة باتجاه الضواحي.
وقال "مدينة صور بكاملها يتم إخلاؤها"، مشيرا إلى أن السكان بدأوا مغادرة المدينة فور صدور التحذير الإسرائيلي.وأوضح أن نحو 14500 شخص كانوا لا يزالون في صور ، بينهم آلاف النازحين من مناطق جنوبية أخرى.وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن "بعض العائلات التي لم تغادر مدينة صور في السابق بدأت بمغادرة منازلها، للابتعاد عن الأماكن التي هدد العدو الإسرائيلي باستهدافها".
وتشمل المنطقة المحددة باللون الأحمر مربعات سكنية تضم عشرات المباني، ويحدها من الشرق شارع الآثار (القدس)، ومن الغرب شارع جعفر شرف الدين (الأوقاف)، ومن الشمال شارع الحيرام، ومن الجنوب شارع أبو ديب.
ألمانيا تحذّر من بيروت: لبنان "على شفير الانهيار"
في الأثناء حذرت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك بعيد وصولها إلى بيروت أمس الأربعاء، من أن لبنان بات “على شفير الانهيار” في ظل تصعيد إسرائيل حملتها العسكرية التي تستهدف حزب الله.
وأكدت المسؤولة الألمانية أن أي “اعتداء متعمد على قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة يشكل انتهاكا للقانون الدولي الإنساني”.واتهمت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) قوات الاحتلال الإسرائيلية بإطلاق النار “بشكل متكرر” و”متعمد” على مواقع لها.وأكدت بيربوك “أن الالتزام بحماية قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة يسري على جميع أطراف النزاع”.وأضافت “أن جنود اليونيفيل يحظون بدعمنا الكامل. إنهم ضروريون لإيجاد حل سياسي للنزاع”.
وطلبت برلين من الحكومة الإسرائيلية “توضيح كل حادث” طال قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) و”حضتها” على توضيح ملابسات تدمير برج مراقبة وسياج في جنوب البلاد، معقل حزب الله حيث تقوم إسرائيل بقصف جوي وهجوم بري.وأكدت اليونيفيل التي تضم نحو 9500 جندي من أكثر من خمسين بلدا، أنها رغم “الضغوط التي تمارس على البعثة” ستواصل “مراقبة” الوضع عند الحدود اللبنانية الإسرائيلية و”الإبلاغ عنه”.وكانت القوة الدولية حذّرت الجمعة من “دمار واسع النطاق” لبلدات وقرى في جنوب لبنان.
70 شهيدا في مجازر إسرائيلية
ميدانيا استشهد 70 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على غزة ، بينهم 57 في شمال القطاع، الذي يتعرض لهجوم عنيف تسبب بأوضاع كارثية، لدرجة أن السكان لجأوا لدفن ذويهم في الأسواق الشعبية والطرقات، ومن دون أكفان، ما دفع “الأونروا” للدعوة إلى هدنة مؤقتة.
ومن بين الشهداء ثمانية سقطوا في قصف مدفعي استهدف نازحين في منطقة العلمي في مخيم جباليا، فضلا عن عدد من الإصابات بينها إصابات خطيرة.وفي مجزرة أخرى، سقط 12 شهيدا وعشرات المصابين في قصف مدفعي استهدف مواطنين نازحين عند مفترق أبو الجديان في مشروع بيت لاهيا، فيما سقط ثلاثة شهداء في بلدة بيت لاهيا التي سقط فيها أيضا 7 شهداء في قصف على مدرسة تؤوي نازحين.كما استشهدت سيدة وأصيب عدد من المواطنين في قصف مدفعي استهدف بوابة مستشفى كمال عدوان شمالي القطاع.
وقال المسعف في جهاز الدفاع المدني في القطاع، معتز أيوب وفق” الأناضول”: “لليوم 18 يواصل الجيش غاراته (الجوية) وقصفه المدفعي على بلدة جباليا وأنحاء متفرقة من محافظة الشمال”.وأكد أن طواقم الدفاع المدني والفلسطينيين في الشمال يجدون صعوبة في الوصول للضحايا لانتشالهم، بسبب الاستهداف الإسرائيلي المتكرر لهم. واستكمل: “ما زالت جثامين الشهداء في الشوارع والطرقات”.
وبسبب صعوبة الوصول للمقابر، قال أيوب إن بعض الأهالي لجأوا لدفن ذويهم في “الأسواق الشعبية في مشروع بيت لاهيا”. أما “الشهداء” الذين ينقلون إلى المستشفى، فيتم “دفنهم (بملابسهم) دون تكفينهم لنفاد الأكفان في مستشفى كمال عدوان”، كما أردف.فيما بين محمد المقادمة، وهو نازح موجود في مشروع بيت لاهيا أن ” الاستهدافات أدت لسقوط عشرات الشهداء في الشوارع واضطر الأهالي لدفنهم دون أكفان في الطرقات العامة”.
ووفق مصادر طبية، لم تعد تتوفر أكفان في مستشفيات شمال القطاع بسبب نفادها جراء الأعداد الكبيرة من الشهداء الذين سقطوا خلال الأسابيع الماضية، وقالت حركة “حماس” إن عددهم وصل إلى 700.
وفيما طالبت ” الأونروا” بهدنة في الشمال، قال مفوضها العام، فيليب لازاريني، إن الوضع الإنساني وصل إلى مرحلة رهيبة، مشيرا إلى أن الجثث ملقاة على جوانب الطرق أو مدفونة تحت الأنقاض.وأضاف في بيان على منصة التواصل الاجتماعي إكس “الناس في شمال غزة ينتظرون الموت وحسب. يشعرون بالنبذ وفقدان الأمل والوحدة”.
وفي مدينة غزة، اقترفت قوات الاحتلال مجزرة جديدة راح ضحيتها ثمانية شهداء وعدد من المصابين، حين قصفت مجموعة من المواطنين في محيط صالة النجوم في حي الزيتون جنوب شرقي المدينة.كذلك أفادت مصادر محلية باستشهاد 4 مواطنين وإصابة آخرين، في قصف إسرائيلي استهدف عيادة جمعية التوبة في بلدة عبسان الكبيرة في خان يونس.