مقارنة بشهر أوت من العام الماضي ويأتي هذا الارتفاع في وقت تشهد فيه أسعار الغذاء في العالم تراجعا وفق مؤشر أسعار الغذاء العالمي لمنظمة الأغذية والزراعة.
تظهر بيانات المعهد الوطني للإحصاء المتعلقة بمؤشر أسعار مجموعة التغذية تواصل ارتفاع المواد الغذائية سنويا و شهريا وخاصة المواد الفلاحية المتأثرة بتراجع مردود جل المنظومات فقد ارتفعت أسعار الدواجن واللحوم بكل أصنافها بأعلى نسب في مجموعة التغذية كما ارتفعت أسعار الخضر الطازجة ، ويرجع الخبراء هذا الارتفاع المتواصل والذي يبدو انه سيتواصل باعتبار استمرارا العوامل المؤثرة إلى عوامل مناخية وهي احتباس الأمطار وشح مياه الري وارتفاع تكاليف الإنتاج. هذا بالإضافة إلى ارتفاع الأسعار العالمية،
وارتفاع أسعار المواد الغذائية بحساب الانزلاق السنوي يعود أساسا إلى ارتفاع أسعار لحم الضأن وأسعار الزيوت الغذائية وأسعار لحم البقر وأسعار التوابل وأسعار الأسماك الطازجة وأسعار الدواجن.
فرغم ما تم تسجيله من تراجعا في نسبة التضخم التي اتخذت منحى تنازلي منذ مطلع السنة الجارية إلا أن الغذاء مازال مرتفعا بصفة ملحوظة رغم الإجراءات التي تم لاتخاذها منذ بداية موجة الارتفاع من تسقيف للأسعار وتكثيف لدوريات المراقبة.
وقالت منظمة الأغذية والزراعة بأنّ مقياس الأسعار العالمية للسلع الغذائية الأساسية تراجع بشكل طفيف في أوت المنقضي وتم تسجيل التراجع في أسعار السكر واللحوم والحبوب الزيادات في أسعار الزيوت النباتية ومنتجات الألبان. ووصل متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الأغذية، الذي يتابع التغيرات الشهرية في الأسعار الدولية لمجموعة من السلع الغذائية المتداولة عالميًا، إلى 120.7 نقاط في أوت، بانخفاض طفيف عن مستواه المُراجع في جويلية ومسجلًا تراجعًا بنسبة 1.1 في المائة عن قيمته المقابلة في اوت 2023.
إن حلقة الظروف المناخية والعالمية تزيد من صعوبة الوضع بالنسبة للتونسيين فالأسعار لا تحتمل العودة الى مستويات اقل مما هي عليه وان تراجعت فإنها بشكل ضئيل يقابلها ارتفاع في مواد أخرى لتستمر بذلك حلقة الاسعار المرتفعة.