في مهرجان البندقية السينمائي الدولي توثيق لملحمة حرية في "سودان يا غالي" لهند المدب

"في السودان يعد إلقاء الشعر أمرا طبيعيا مثل التنفس، وبالنسبة للسودانيين يعتبر الشعر أداة للمقاومة،

حيث يتجلّى في الأحاديث وفي المظاهرات وعلى الجدران". اختارت المخرجة التونسية هند المدب هذا التوصيف لتقديم فيلمها الوثائقي الجديد "سودان يا غالي" في توثيق لرحلة حرية من أجل الفن والحياة. وعلى شاشات العرض في المهرجانات السينمائية العالمية، كان العرض الأول لهذا الفيلم قبل أن يصافح جمهوره في تونس.

بفيلمين، أحدهما وثائقي وآخر روائي تسجل تونس حضورها في الدورة الـ81 لمهرجان البندقية السينمائي الدولي ( إيطاليا ) الذي انطلق يوم 28 أوت الفارط ليتواصل إلى 7 سبتمبر 2024 . وقد حظي كل من فيلم "سودان ياغالي" لهند المدب و"عايشة" لمهدي البرصاوي " بدعم صندوق البحر الأحمر.

من الاعتصام إلى المنفى

إلى السودان، اختارت المخرجة التونسية هند المدب أن توّجه عدسة الكاميرا وأنظار جمهور السينما لاكتشاف الوجه الآخر للخرطوم في توثيق لقصة "أربعة نشطاء سودانيين في العشرينيات من العمر يكافحون من أجل الحرية من خلال الفن والاحتجاج، وتوثق المخرجة هند المدب نضالهم من الاعتصام الذي استمر 57 يوما إلى قرار نفيهم في النهاية."
ونقلا عن منصّة "إن جبت" تقدم المخرجة هند المدب فيلمها، فتقول: هم شباب سودانيون في العشرينات من عمرهم، ناشطون سياسيا ومبدعون فنيا... هذا الفيلم عبارة عن جوقة سينمائية، صورة جماعية لجيل يناضل من أجل الحرية بكلماته وأشعاره وأناشيده، وفي مواجهة جيش فاسد مذنب بارتكاب جرائم حرب في دارفور وكردفان والنيل الأزرق، كان لدى هؤلاء الأفراد كل الأسباب لفقدان الثقة. ومن دون الحلم الذي يرشدهم وقوة الخطاب الشعري، لم يكن بإمكانهم أبدا الإطاحة بالنظام السابق. منذ التقيت بهم في الاعتصام الثوري الذي استمر 57 يوما في مقر الجيش بالخرطوم، كنت أصور كل خطوة من رحلتهم. لقد نجوا من مجزرة 3 جوان 2019، عندما هاجم الجيش مكان الاعتصام، مما أسفر عن مقتل مئات الأشخاص في ساعات قليلة فقط. لقد قاوموا الانقلاب العسكري في أكتوبر 2021، حتى بدأت الحرب، وتسببت في الموت والدمار في كل مكان، مما اضطرهم إلى اتبّاع طرق المنفى".
تقول المخرجة التونسية هند المدب: "إنّ السودان يقع على مفترق طرق العوالم التي ترددت عليها منذ الطفولة. غادرت والدتي المغرب وأبي تونس في السبعينيات هرباً من الدكتاتورية، بحثاً عن الحرية في فرنسا، لقد مرت ثلاثة أجيال من محاولات إنهاء الاستعمار لتغيير الأنظمة القمعية في إفريقيا والشرق الأوسط، والتي لا تزال دون جدوى إلى حد كبير. يدور فيلم "سودان ياغالي" حول كيفية مواجهة هذا التغيير المستحيل".

 

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115