حرب غزة في يومها الـ273 مقترح مُعدل من حماس لإنهاء الحرب.. وإسرائيل تدرس الخيارات

في ظلّ التصعيد الأخير للحرب بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية، تتّجه جلسات الحوار المنعقدة منذ أشهر

نحو إمكانية التوصل إلى اتفاق يتضمن تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة. وتزامنا مع تصريحات وزير الحرب الإسرائيلي، يوآف غالانت، بأنّ إسرائيل أقرب إلى التوصّل إلى اتفاق مع الفصائل الفلسطينية بشأن تبادل الأسرى "أكثر من أي وقت مضى"، أعلنت حركة حماس تلقيها اقتراحا لاتفاق يشمل تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، ما يعزز الآمال في حلول دبلوماسية تخفف من حدة الحرب.

وأعلنت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس، أنها أرسلت إلى الوسطاء القطريين “بعض الأفكار” الهادفة الى إنهاء الحرب في غزة.وصرح مصدر مسؤول في الحركة “تبادلنا بعض الأفكار مع الإخوة الوسطاء بهدف وقف العدوان على شعبنا الفلسطيني”، فيما أكدت إسرائيل أنها “تجري تقييما لملاحظات” حماس على الاتفاق الهادف إلى الإفراج عن الرهائن، على أن تبلغ ردها إلى الوسطاء.
وقالت حركة حماس، أن رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، أجرى اتصالات مع مصر وقطر حول الأفكار التي تتداولها الحركة معهم بهدف التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار بغزة.وقالت الحركة، في بيان: “أجرى هنية، خلال الساعات الأخيرة اتصالات مع الإخوة الوسطاء في قطر ومصر حول الأفكار التي تتداولها الحركة معهم بهدف التوصل لاتفاق يضع حدا للعدوان الغاشم الذي يتعرض له شعبنا الأبي في قطاع غزة”.وقال جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) في بيان إن إسرائيل تدرس رد حماس على اقتراح يتضمن اتفاقا على إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.وجاء في بيان أصدره مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو نيابة عن الموساد “الوسطاء في اتفاق الرهائن قدموا لفريق التفاوض رد حماس على الخطوط العريضة لصفقة الرهائن. إسرائيل تدرس الرد وسترد على الوسطاء”.

وكانت الحركة قد أوضحت مرارا أن لديها مطالب محددة من أجل الوصول لأي اتفاق وهي وقف إطلاق نار دائم، وانسحاب كامل للجيش الإسرائيلي من غزة، وتحقيق إعمار القطاع بعد انتهاء الحرب، وتبادل الأسرى، وتوفير الإغاثة.وبوساطة مصر وقطر، ومشاركة الولايات المتحدة، تجري إسرائيل وحماس منذ أشهر مفاوضات غير مباشرة متعثرة لإبرام اتفاق لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار.
وتتضمن خطة وقف إطلاق النار المقترحة التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي جو بايدن في نهاية ماي ، إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في غزة بشكل تدريجي وانسحاب القوات الإسرائيلية على مرحلتين.وتقترح أيضا إطلاق سراح أسرى فلسطينيين، مع إعادة إعمار غزة وإعادة رفات المحتجزين الإسرائيليين المتوفين في مرحلة ثالثة.
ضغط داخلي
وتعتبر عائلات الرهائن الإسرائيليين في غزة أحد أوراق الضغط على حكومة الاحتلال، حيث تهدد بتنظيم مظاهرات مليونية إذا لم تفلح حكومة بنيامين نتنياهو في التوصل إلى صفقة تبادل جديدة. يأتي ذلك في سياق تصاعد المطالبات الداخلية بإجراء انتخابات مبكرة وضرورة إبرام اتفاق يلبي مطالب أسرهم. ومن المتوقع أن يعقد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي مشاورات أمنية لبحث التطورات الأمنية والسياسية المتصلة بالمفاوضات، يأتي هذا في وقت تستمر فيه الدبلوماسية الإقليمية في التدخل للتخفيف من التوترات وتعزيز الاستقرار في المنطقة.
ومنذ بداية الحرب في أكتوبر الماضي، قدرت الأمم المتحدة أن أكثر من 125 ألف فلسطيني قد أصيبوا أو قتلوا، معظمهم من الأطفال والنساء، بينما تم تدمير العديد من المنشآت والبنى التحتية في غزة، مما أدى إلى مجاعة قاتلة.
التحديات والخلافات
مع ذلك، بقيت هناك عدة نقاط متنازع عليها، بما في ذلك مسألة الحدود وإعادة النازحين وشروط وقف النار. يصر نتنياهو على ضرورة إمكانية استئناف الحرب في حالة خرق حماس للشروط المتفق عليها، بينما تطالب حماس بالتزامات إضافية من إسرائيل لضمان تنفيذ الاتفاقات.وبينما يتمسك نتنياهو بإمكانية استئناف الحرب، تُصر حماس على إنهائها، وانسحاب الجيش الإسرائيلي، وحرية عودة النازحين إلى مناطقهم، ضمن أي اتفاق لتبادل أسرى.
ومع مساندة أمريكية مطلقة، تسعى الوساطات الدولية إلى تسوية النزاع، مع تأكيدات على ضرورة إنهاء الحرب رغم التعنت وعدم الانصياع من الجانب الإسرائيلي. ومع ذلك، تبقى الأسئلة حول إمكانية إيجاد حلول مستدامة.وتظل الآمال معلقة على تحقيق تقدم في المفاوضات الجارية.
مشاهد لإيقاع قوة إسرائيلية في كمين
من جانبها أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة “حماس”، الأربعاء، قتل وجرح عدد من الجنود الإسرائيليين في هجوم شنه مقاتلوها على مقر قيادة عمليات الجيش المتوغل في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.وقالت القسام، في بيان مقتضب نشرته على منصتها في “تلغرام”: “تمكن مجاهدونا وبإسناد ناري من الهجوم على مقر قيادة عمليات قوات الاحتلال المتوغلة في حي الشجاعية شرق مدينة غزة بالأسلحة المناسبة مما أدى إلى إيقاع عدد من أفراد الموقع بين قتيل وجريح”.
وأضافت أن مقاتليها رصدوا هبوط طيران مروحي لإجلاء الجنود.وفي وقت سابق، قالت “القسام” في بيان إن مقاتليها قصفوا “قوات العدو المتوغلة في الشجاعية بقذائف الهاون”.

 

والخميس، بدأ الجيش الإسرائيلي عملية برية في الشجاعية، هي الثالثة من نوعها منذ بدء الحرب، والتي قالت هيئة البث العبرية حينها إنها “تهدف إلى تفكيك البنية التحتية لحركة حماس التي لا تزال نشطة هناك”.وفي جنوب القطاع، قالت القسام إنها “استهدفت دبابتين صهيونيتين من نوع ميركافاه بقذيفتي (الياسين 105) في المخيم الغربي بحي تل السلطان غرب مدينة رفح”.وفي 6 ماي الماضي، أعلن الجيش الإسرائيلي بدء عملية عسكرية في رفح، متجاهلا تحذيرات دولية من تداعيات ذلك على حياة النازحين بالمدينة، وسيطر في اليوم التالي على معبر رفح الحدودي مع مصر.
مليونا فلسطيني بغزة يعانون انعدام الأمن الغذائي
حذر برنامج الأغذية العالمي امس الخميس، من أن مليوني فلسطيني بقطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة يعانون من انعدام الأمن الغذائي.
وأعرب عن "قلقه" إزاء تقليص حجم عمليات تقديم المساعدات لغزة جراء "عرقلة النزاع المستمر الوصول إلى معبر كرم أبو سالم".
وقال البرنامج الأممي في بيان على منصة إكس: "مليونا فلسطيني في قطاع غزة يعانون من انعدام الأمن الغذائي".وأرفق البرنامج مقطعا مصورا يظهر الطرود الغذائية التي يرسلها من مستودعه في قرية أبو رواش بمحافظة الجيزة المصرية إلى الفلسطينيين في غزة.
ومنذ 9 أشهر تشن إسرائيل حربا مدمرة على غزة بدعم أمريكي مطلق، خلفت أكثر من 125 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.
=
رئيس المعهد العربي لحقوق الانسان عبد الباسط بن حسن لـ" المغرب ":

الحرب في السودان بكل انتهاكاتها وتوحشّها لا تلقى جهدا دوليا واقليميا حقيقيا من أجل ايقافها
ملايين السودانيين يقفون على حافة انعدام الأمن الغذائي المطلق ومخاطر كبيرة لحدوث مجاعات

آن الأوان لان تكون المنظومات الاقليمية قادرة على احلال الأمن في المنطقة

حاورته : روعة قاسم

دعا رئيس المعهد العربي لحقوق الانسان عبد الباسط بن حسن الدول الأعضاء في الأمم المتحدة للتحرك بشكل حقيقي وفاعل من أجل الوقف الفوري لحرب السودان التي زاد اشتعالها مع فتح جبهات جديدة. وان تضغط بقوة في سبيل ايقاف هذا الصراع وايجاد حل سلمي يسمح بالإغاثة وبالدخول في نوع من المسار السياسي التفاوضي الذي يعيد الأمل للسودانيين والسودانيات في عودة المسار الديمقراطي الذي بدأ في فترة معينة ووقع الانقلاب عليه .
واعتبر في حديثه لـ" المغرب " أن ما يحصل في السودان هو مأساة كبرى تنضاف الى مأساة الابادة الحاصلة في فلسطين وفي منطقتنا والتي لا يقع التعامل معها ومع مآسيها بجدية ولا يقع الى حد الآن مبادرات لإيقاف هذا النزيف . وقال ان هناك أكثر من 6 مليون نازح سوداني في الداخل ومليوني لاجئ فروا عبر الحدود واستقروا تقريبا في 7 دول افريقية كبرى ويتعرضون في بعض منها الى أشكال من انتهاكات حقوق الانسان .

 

كيف تنظرون الى الوضع الحقوقي والإنساني في السودان ؟

في الحقيقة فإن مأساة السودان مضاعفة فهي مأساة الحرب المدمرة التي يعاني منها الشعب السوداني وكذلك مأساة اللامبالاة والتجاهل . فالحرب بكل انتهاكاتها وتوحشها لا تلقى جهدا دوليا واقليميا حقيقيا من أجل ايقافها .
بعثة تقصي الحقائق بشأن السودان للأمم المتحدة صرحت في افريل الماضي بأن الوضع الانساني هو وضع كارثي وهناك آلاف القتلى من المدنيين وتدمير للبنية التحتية واستهداف للمستشفيات والمدارس واستهداف للقوافل الطبية وقوافل الاغاثة الانسانية . هناك أكثر من 6 مليون نازح في الداخل ومليوني لاجئ فروا عبر الحدود واستقروا تقريبا في 7 دول افريقية كبرى. وفي فرارهم يتعرضون الى أشكال عديدة من انتهاكات حقوق الانسان وانعدام الأمن وقلة الموارد الاغاثية ويقعون فريسة للعصابات التي تستهدفهم . الوضع خطير اليوم فهناك ملايين من السودانيين والسودانيات يقفون على حافة انعدام الأمن الغذائي المطلق وهناك مخاطر كبيرة لحدوث مجاعات ، ورغم هذا فلا توجد محاولات حقيقية لإيقاف كل هذه الانتهاكات وايقاف هذا النزيف الكبير . مثلا حتى مجلس الأمن الدولي الذي دعا الى وقف فوري لإطلاق النار بمناسبة شهر رمضان المعظم لم يستجب لهذا النداء طرفا الصراع ولم تقع اتاحة الفرصة للشعب السوداني حتى الى هدنة انسانية مؤقتة من أجل السماح بالإغاثة وبوصول المساعدات الانسانية وغيرها من المسائل . وهي مأساة كبرى تنضاف الى مأساة الابادة الحاصلة في فلسطين وفي منطقتنا التي لا يقع التعامل معها ومع مآسيها بجدية ولا يقع الى حد الآن مبادرات لإيقاف هذا النزيف . صحيح ان هناك مجهودات ولكنها لا تكفي أمام هذه المأساة الانسانية الكبرى .

ما مدى مخاطر التجاهل الاعلامي رغم ما تمثله حرب السودان من انعكاسات خطيرة على المنطقة ؟
الحقيقة ان التجاهل او اللامبالاة مركبة ما عدا اجتهادات بعض وسائل الإعلام العربية او الأجنبية التي ما تزال تقدم لنا المعلومات حول ما يقع من مآسي . رغم حضور منظمات المجتمع المدني والاغاثية والانسانية مثل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين وعدد آخر من المناضلين العرب والسودانيين من أجل الوصول الى حل سلمي لهذا الصراع . ورغم كل ذلك فان السودان يعاني من مأساة تخترق حياتنا وهي غياب منظومة دولية قادرة على ان تكبح جماح المتصارعين في الحروب وقادرة على ان تسهر على تطبيق القانون الدولي وقادرة على ان توقف نزيف الحرب . اللامبالاة هي نتاج لمصالح ونتاج لعدم وجود منظومة قادرة على ان توقف هذه المآسي وان تحاسب . هناك انتهاكات جسيمة لحقوق الانسان في السودان بما فيها الاعتداءات الجنسية والقتل العمد للمدنيين وغيرها من المآسي يعني مسألة مركبة مقعدة تطرح على الضمير الانساني قضية غياب منظومات قادرة على ان توقف الحروب وان تجد الحلول السلمية لمثل هذه المآسي .
وما الحلول الممكنة لوقف الحرب ؟
في الحقيقة هناك بادرة أمل تتمثل في ان تتحرك الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بشكل حقيقي وفاعل من اجل الوقف الفوري لحرب زاد اشتعالها مع فتح جبهات جديدة. وان تضغط بقوة في سبيل ايقاف هذا الصراع وايجاد حل سلمي يسمح اولا بالإغاثة. ويسمح كذلك بإعادة الاعمار وبعودة اللاجئين والنازحين الى مدنهم وقراهم وبيوتهم. ويسمح بالدخول في نوع من المسار السياسي التفاوضي الذي يعيد الأمل للسودانيين والسودانيات في عودة المسار الديمقراطي الذي بدأ في فترة معينة ووقع الانقلاب عليه . وايقاف الحرب واعادة الإعمار واغاثة الشعب السوداني والبدء في مسار سياسي متعدد الأطراف تحت اشراف الأمم المتحدة والمنظمات الاقليمية من أجل الوصول لحل عادل وشامل يعيد السودان على طريق الديمقراطية والتنمية الانسانية . فالسودان بطاقاته البشرية الكبرى يمثل مهد حضارة، وبخيراته التي يمكن ان تسمح له بالخروج من الحرب والوصول الى الاستقرار بعيدا عن الأطماع والتدخلات الأجنبية التي ساهمت في تعقيد الوضع . واليوم منظمات المجتمع المدني و كل الجهات الحقوقية تطالب بالذهاب الى منظومة أممية أكثر قدرة على احلال العدل وايقاف الحروب والوقاية منها . ولا ننسى ان السودان هو في منطقة لها منظومتان اقليميتان الافريقية والعربية في اطار جامعة الدول العربية . وآن الأوان كذلك ان تكون المنظومات الاقليمية قادرة على احلال الأمن في المنطقة والمراقبة والمحاسبة وقادرة على ان تنهض ببلداننا لخيار حضاري وهو خيار التنمية الانسانية المستدامة والديمقراطية بدلا من الذهاب دائما نحو العنف والاستبداد الذي اثبت في حالة السودان وفي حالات عديدة أنها تدمّر البلدان.

 

 

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115