في ظل انقسام داخل حكومة الاحتلال " إسرائيل" تدرس الانتقال إلى المرحلة الثالثة وتأثيرها المحتمل على غزة ولبنان الأونروا تحذّر من نزوح 250 ألف فلسطيني من خان يونس

اطلقت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، امس الثلاثاء،

تحذيرات جديدة بشأن اضطرار 250 ألف فلسطيني إلى النزوح مجددا من مدينة خان يونس، رغم عدم وجود مكان آمن في قطاع غزة. يأتي ذلك في ظل تصاعد سياسة التهجير القسري مع انذار جيش الاحتلال الإسرائيلي عدة مناطق شرق مدينة خان يونس بالإخلاء "الفوري" . ورغم قرارين من مجلس الأمن الدولي بوقف الحرب فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح رفح، الا ان حكومة الاحتلال تواصل الإبادة الشاملة والحصار الممنهج بلا هوادة.

وفي خضم ذلك يبرز الانقسام داخل حكومة الاحتلال على خلفية سياسة الحصار ، ففي الوقت الذي اعلن فيه وزير الحرب عن إعادة امدادات الكهرباء للقطاع ، اعرب وزير المالية عن معارضته لهذا القرار . كما ان الساحة السياسية والعسكرية داخل كيان الاحتلال، تشهد صراعا حادا بين القادة العسكريين وصناع القرار السياسيين، وذلك بسبب الخلافات الكبيرة التي تدور حول عدم وجود خطط واضحة لنهاية الحرب على قطاع غزة، وما يعرف بـ"اليوم التالي". وفيما لا تزال جهود وقف النار وتبادل الأسرى في غزة تراوح مكانها وسط عمليات عسكرية إسرائيلية مستمرة في القطاع الفلسطيني، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية ، أن التطورات تشير إلى أن الإعلان عن نهاية الحرب بشكلها الحالي سيتم خلال 10 أيام.فقد ذكرت القناة 13 الإسرائيلية أنّ التقديرات تشير إلى أن الإعلان عن نهاية الحرب بصورتها الحالية سيتم خلال 10 أيام بعد ذلك سينتقل جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى المرحلة الثالثة من الحرب، وتبدأ المفاوضات من أجل التسوية على الحدود الشمالية مع لبنان.
وتعتبر خطط "اليوم التالي" نقطة توتر رئيسية في النقاش الإسرائيلي الراهن، حيث يضغط القادة العسكريون على السلطات السياسية للاعتماد على هذه الخطط، والانتقال إلى المرحلة الثالثة من العمليات العسكرية ضدّ حركة حماس.ووفقا لتقارير وسائل الإعلام الإسرائيلية، فإن هذه المرحلة ستتميز بالعمليات المحدودة داخل القطاع، بهدف الحد من قدرة حماس على التنظيم وإعادة بناء قوتها.
التأثيرات المحتملة للمرحلة الثالثة من القتال على صفقة تبادل الأسرى تثير أيضا الكثير من التساؤلات. إذ يتوقع خبراء الشؤون أن تُحسن هذه المرحلة فرص التقدم نحو إبرام اتفاق بين إسرائيل وحماس، مع تزايد التوترات والمفاوضات المحتملة التي قد تجري مستقبلا.
كما تؤكد تقارير أخرى وجود صراع في إسرائيل بين القادة العسكريين وصناع القرار السياسي بسبب خلافات تتعلق بـ"عدم وجود خطط واضحة لنهاية الحرب على غزة"، ومرحلة "اليوم التالي"، وهو ما انعكس على اجتماع أمني شابه توتر عُقد، وضم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الحرب يوآف غالانت، ورئيس أركان الجيش هيرتسي هاليفي.وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أن القادة العسكريين يضغطون لاعتماد خطط "اليوم التالي" للحرب، والانتقال إلى المرحلة الثالثة من العمليات العسكرية التي تقول إسرائيل إنها ستكون "أصغر نطاقاً"، وتهدف لـ"الحد من قدرة حركة (حماس) على تنظيم صفوفها".
ووفق هيئة البث الإسرائيلية، يعتقد قادة الجيش أن عملية رفح جنوب قطاع غزة قاربت على نهايتها، وبالتالي فإن المستوى السياسي عليه اتخاذ قرارات بشأن "اليوم التالي" للحرب. وذكر مسؤولون عسكريون خلال الاجتماع، أن "خطط (اليوم التالي) جاهزة بالفعل، وكل ما تبقى هو الموافقة عليها"، مؤكدين وجود "عدة خطط مختلفة".وأشارت هيئة البث الإسرائيلية، إلى أن المحادثات جرت بطريقة "غير معتادة"، وذلك على خلفية التوتر القائم بين جالانت ونتنياهو، وبين الصفين السياسي والعسكري.
وقبل 10 أيام، ذكرت وسائل إعلام محلية، أن إسرائيل تستعد لإعلان الانتقال إلى المرحلة الثالثة من القتال في غزة، والتي ستشمل عمليات محدودة داخل القطاع.
ولم تسفر جهود مصر وقطر في الوساطة بدعم من الولايات المتحدة من الوصول إلى اتفاق بين تل أبيب و"حماس" التي تتمسك بضرورة أن تضمن أي صفقة على "إنهاء الحرب" و"الانسحاب من قطاع غزة"، بينما تقول إسرائيل إنها "لن توافق إلا على وقف مؤقت لإطلاق النار"، مشددة على أن هدفها "القضاء تماماً على الحركة".
ووفق تقارير تستعد إسرائيل لاختبار نموذج تجريبي لإدارة غزة في مرحلة ما بعد الحرب، من خلال إنشاء سلسلة من "التجمعات" تكون خالية من "حماس"، لكن الخطة قوبلت بشك كبير.لكن الجيش الإسرائيلي يعتقد، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن المرحلة الثالثة ستستمر لعدة أشهر، كما سيتم خلالها الحفاظ على وجود عسكري في منطقة محور فيلادلفيا ورفح على الحدود مع مصر، مع التركيز على تصفية كبار المسؤولين، وتدمير البنية التحتية لـ"حماس".
لبنان والحرب القادمة
في الآونة الأخيرة، تزايدت التكهنات حول إمكانية إعلان إسرائيل حربا على جنوب لبنان، بزعم سعيها لإبعاد حزب الله إلى منطقة شمال "نهر الليطاني". هذه التوقعات لم تأت عفوياً، بل اعتمدت على تحليلات متعددة ومؤشرات متنوعة، بما في ذلك تصريحات من دبلوماسيين تحدثوا لصحيفة "بيلد" الألمانية، مما أثار تساؤلات واسعة حول تطورات الأوضاع الإقليمية المستقبلية.
ووفق مراقبين ستحمل المرحلة الثالثة التي تسعى إسرائيل إلى الانتقال إليها تغيرا في إستراتيجية جيش الاحتلال الإسرائيلي بشأن العمليات العسكرية في منطقة غزة والمناطق المحيطة. هذا التحول سيشمل وفق مصادر إعلامية نقل القوات إلى الحدود مع لبنان كجزء من الاستعدادات لمواجهة أي تهديدات محتملة من هذا الاتجاه.ومن الممكن أن تعكس هذه الخطوات أيضا تحولا في الإستراتيجية العسكرية الإسرائيلية نحو تفادي الاشتباكات المباشرة في غزة والتركيز على الغارات الموجهة. ومع ذلك، يبقى الوضع دقيقا ومعقدا، وسيكون لهذه الخطوات تأثيرات كبيرة على الوضع الإقليمي بأسره.
تصاعد الاشتباكات
في الأيام الأخيرة، أعلنت حركة "حماس" و"الجهاد الإسلامي" مسؤوليتهما عن عدة هجمات صاروخية على إسرائيل، في حين ردت إسرائيل بعمليات عسكرية استهدفت منصات إطلاق الصواريخ ومواقع إستراتيجية في قطاع غزة. هذه التطورات الأخيرة زادت من التوترات والتحديات التي تواجه إسرائيل، حيث تستمر في إستراتيجيتها لمواجهة "حماس" والمقاومة التي تمتلك قدرات صاروخية وهجومية قوية.على صعيد السياسة الداخلية، أشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى استمرار العمليات العسكرية بحثا عن "النصر النهائي" المزعوم على "حماس"، في حين يعارضها بعض المحللين العسكريين الذين يشير بعضهم إلى أن القضاء على "حماس" نهائيا يمثل هدفا صعب التحقيق.عمليات الجيش الإسرائيلي في منطقة الشجاعية قرب غزة، التي شهدت اشتباكات عنيفة وأسفرت عن نزوح العائلات، تكشف عن التحديات الكبيرة التي تواجه الجيش الإسرائيلي في تحقيق أهداف الحكومة بإضعاف "حماس" ومنع تجميع قواتها.
ومع استمرار الاشتباكات والتوترات، يشير معظم المحللين العسكريين إلى أن إسرائيل قد تجد نفسها عالقة في حرب طويلة الأمد مع "حماس"، التي تظهر قدرة مستمرة على المقاومة واستخدام التكتيكات العسكرية المرنة، بما في ذلك استخدام الأنفاق والهجمات الصاروخية. وتعكس هذه التطورات المتسارعة حجم التحديات التي تواجه إسرائيل، والتي قد تستلزم استراتيجيات جديدة للتعامل مع "حماس" ، لتفادي الانزلاق نحو حرب شاملة وطويلة الأمد.

العملية في رفح
في غضون ذلك، أجرى رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مناقشة مع كبار مسؤولي الجيش الإسرائيلي في القيادة الجنوبية حول نهاية العملية في رفح.وفي وقت سابق، أجرى وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت تقييما للوضع في رفح مع قائد الفرقة 162 المقدم إيتسيك كوهين وقادة الألوية المقاتلة في الميدان.
وفي محادثة مع قادة العمليات في رفح، قال غالانت: "النتائج مثيرة للإعجاب للغاية. القتال هنا في رفح يمثل شيئًا مهمًا للغاية، فنحن نغلق فعليًا المجال الجوي لحماس - معبر رفح والأنفاق".وأضاف "والنتيجة هي - ليس لديهم أي مكان. لتسليح أنفسهم، ليس لديهم مكان لتجهيز أنفسهم، ليس لديهم وسيلة لجلب تعزيزات، ليس لديهم وسيلة لرعاية ضحاياهم ونحن نرى ذلك جيدًا".
وتابع الوزير الإسرائيلي قائلا: "لقد تحطمت روحهم القتالية، والوقت في الواقع يعمل ضدهم. وعلى عكس قصص بعض الأشخاص الموجودين في الأنفاق" مشيرا إلى أن قادة حماس "يصرخون" ولكن الحركة "تتآكل عمليا".
نزوح الآلاف وسط قصف إسرائيليا

ميدانيا قصفت القوات الإسرائيلية أمس الثلاثاء مناطق عديدة في جنوب قطاع غزة وفر آلاف الفلسطينيين من منازلهم فيما قد يكون جزءا من الفصل الأخير من العمليات العسكرية الإسرائيلية المكثفة خلال الحرب المستمرة منذ نحو تسعة أشهر.
وقال مسؤولون بقطاع الصحة إن ثمانية فلسطينيين قتلوا وأصيب العشرات في حين قال الجيش الإسرائيلي إن اثنين من جنوده قتلا في اشتباك أمس.وقال مسعفون إن 17 فلسطينيا قتلوا عندما قصفت دبابة إسرائيلية شارعا في حي الزيتون المكتظ بالسكان بمدينة غزة في شمال القطاع.
وأظهرت لقطات نُشرت على بعض حسابات مواقع التواصل الاجتماعي الفلسطينية مشهدا في سوق محلية اختلطت فيها الدماء بخبز متناثر على الأرض. وكان الجيش الإسرائيلي قد أمر سكان عدة بلدات وقرى شرق خان يونس بإخلاء منازلهم أمس الاثنين قبل عودة الدبابات إلى المنطقة التي انسحب منها الجيش قبل أسابيع.
وقال سكان ووسائل إعلام تابعة لحماس إن الآلاف ممن لم يستجيبوا لهذا الأمر اضطروا إلى الفرار من منازلهم تحت جنح الظلام عندما قصفت الدبابات والطائرات الإسرائيلية القرارة وعبسان ومناطق أخرى وردت أسماؤها في أوامر الإخلاء.

وقال وفق رويترز عبر تطبيق للتراسل "كل مرة الناس بترجع لبيوتها، وبتحاول تعيد بناء حياتها ولو فوق أنقاض بيوتهم، بيرجع الاحتلال بالدبابات بيدمر اللي بقي من هاي البيوت والأماكن".
وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته قصفت مناطق في خان يونس أُطلق منها نحو 20 صاروخا. وأضاف أن الأهداف تضمنت منشآت لتخزين الأسلحة ومراكز للعمليات.
وذكر الجيش أنه اتخذ إجراءات قبل الضربات لضمان عدم تعرض المدنيين للأذى من خلال إتاحة فرصة لهم للمغادرة، في إشارة إلى أوامر الإخلاء. واتهم الجيش حماس باستخدام البنية التحتية المدنية والسكان دروعا بشرية لكن الحركة تنفي ذلك.وقالت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، المتحالفة مع حماس إن مقاتليها أطلقوا صواريخ باتجاه عدة مستوطنات إسرائيلية قرب السياج الحدودي مع غزة ردا على "جرائم العدو الصهيوني بحق أبناء شعبنا الفلسطيني".
وقال شهود ومسعفون إنه يوجد ضمن المناطق الخاضعة لأوامر الإخلاء مستشفى غزة الأوروبي الذي يخدم خان يونس ورفح وإنّ المسؤولين الطبيين مضطرون إلى إجلاء المرضى والعائلات الذين لجأوا إلى المستشفى.واتجه بعض السكان غربا نحو منطقة المواصي القريبة من الشاطئ والمكتظة بخيام النازحين. ونام البعض في الشوارع لأنهم لم يتمكنوا من العثور على مأوى.
وسبق أن أشارت إسرائيل إلى أن عمليتها في رفح، الواقعة جنوب قطاع غزة والمتاخمة للحدود مع مصر، تقترب من نهايتها. وتقول إسرائيل إن توسيع عملياتها العسكرية لرفح كان الهدف منه القضاء على عدد من مسلحي حماس الذين يعتقد أنهم يختبئون في المدينة.وقال مسؤولوها إنه بعد انتهاء المرحلة المكثفة من الحرب ستركز القوات على عمليات أصغر نطاقا تستهدف منع حماس من إعادة ترتيب صفوفها.
هذا وذكرت مصادر دبلوماسية لصحيفة "بيلد" الألمانية، أن إسرائيل ستبدأ هجوما على لبنان في النصف الثاني من شهر جويلية الجاري ما لم يوقف حزب الله إطلاق النار.وبحسب الصحيفة، فإن حزب الله لا ينوي وقف هجماته على إسرائيل حتى انتهاء الحرب في غزة، مما يرجح خيار شن هجوم إسرائيلي على لبنان.وقال دبلوماسيون غربيون لـ"بيلد"، إن "إسرائيل قد تشن عملية في جنوب لبنان في الأسبوع الثالث أو الرابع من شهر جويلية الجاري".

وبسبب التهديد المتزايد، تحث العديد من الدول مواطنيها على مغادرة لبنان.
والأسبوع الماضي، قال مسؤولون أمريكيون لصحيفة "بوليتيكو" إن واشنطن أبلغت حزب الله أنها قد لا تكون قادرة على منع هجوم إسرائيلي في جنوب لبنان.
وتتبادل إسرائيل وحزب الله إطلاق الهجمات، منذ بدء الحرب في غزة في أكتوبر من العام الماضي.
وقتل المئات على الجانب اللبناني، معظمهم من المنتمين لحزب الله، بينما قتل وأصيب العشرات في الجانب الإسرائيلي.
وأدت التوترات إلى نزوح مئات الآلاف من السكان على جانبي الحدود بين لبنان وإسرائيل.
هذا وأعلنت وزارة الصحة بقطاع غزة، أمس الثلاثاء، ارتفاع عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع إلى "37 ألفا و925 شهيدا و87 ألفا و141 إصابة" منذ 7 أكتوبر الماضي.وإلى جانب الضحايا، ومعظمهم أطفال ونساء، أسفرت الحرب الإسرائيلية التي تحظى بدعم أمريكي مطلق، عن أكثر من 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.
وقالت الوزارة في التقرير الإحصائي اليومي للضحايا: "الاحتلال الإسرائيلي يرتكب 3 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، وصل منها للمستشفيات 25 شهيدا و81 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية".وأفادت بـ"ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 37 ألفا و925 شهيد و87 ألفا و141 إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي".وشددت على أنه "ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم".وسبق وأن أعلنت الوزارة، ارتفاع ضحايا الحرب الإسرائيلية إلى "37 ألفا و900 شهيد و87 ألفا و60 إصابة".

 

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115