بعد مرور 270 يوما على العدوان المقترح التعديلي هل سيكون كاف لإنهاء حرب الإبادة ؟

270 يوما مرت على انطلاق العدوان الصهيوني مع تعثر في جهود الوساطة الدولية لوقف اطلاق النار في غزة .

وقدمت الولايات المتحدة الأمريكية تعديلا جديدا على مقترح إسرائيلي سابق لهدنة في قطاع غزة بعد مرور قرابة 9 أشهر من الحرب، وتركز بشكل خاص على تغيير كلمة واحدة في المادة 8 من الاتفاقية المقترحة، والتي تتناول المفاوضات الخاصة بالمرحلة الثانية من الاتفاق، بما في ذلك شروط إطلاق سراح المختطفين والأسرى. هذا التعديل يأتي في سياق محاولات الضغط للعودة إلى طاولة المفاوضات قبل انتهاء الحرب الدائرة في القطاع. ووفقا للتقرير، فإن حماس عبرت عن تحفظاتها على الصياغة الجديدة التي اقترحتها الولايات المتحدة، خاصة فيما يتعلق بعدد السجناء الذين سيتم إطلاق سراحهم وبالشروط الإضافية المطروحة من قبل إسرائيل كشرط لإتمام الصفقة.يأتي هذا في ظلّ استمرار التوترات والمعارك في غزة التي بدأت منذ السابع من أكتوبر 2023، وأسفرت عن خسائر كبيرة في الأرواح الفلسطينية، إضافة إلى دمار هائل ومجاعة تهدد حياة السكان في القطاع.

وبالرغم من جهود الوساطة الأمريكية وتعديلاتها المقترحة، تبقى المفاوضات في مرحلة حرجة ومعقدة، حيث لا يزال هناك تردد كبير من جانب حماس بشأن القبول بالشروط المطروحة، مما يجعل مصير الصفقة غير واضح في الوقت الراهن.
وفي ظل هذه التطورات، يستمر الحديث في كيان الاحتلال حول تداعيات المفاوضات المحتملة على الوضع السياسي والأمني، وعلى تحقيق أهدافها الصعبة في القطاع ، مما يجعل المشهد السياسي المستقبلي غير محسوم بعد.فيما يبقى السؤال الملحّ حول ما إذا كانت الشروط المعدلة ستكون كافية لإنهاء حرب الإبادة ؟

جدل وانتقادات
في خطوة أثارت موجة من الجدل والانقسام داخل حكومة إسرائيل، أُطلق سراح الدكتور محمد أبو سلمية، مدير مستشفى "الشفاء" في غزّة، بعد احتجاز دام سبعة أشهر في سجون إسرائيلية. تلك الخطوة أدّت إلى تصاعد الانتقادات داخل الأوساط الحكومية الإسرائيلية، حيث عبّر عدد من الوزراء عن استيائهم الشديد تجاه القرار، الذي اعتبروه غير مقبول وغير مبرر ، في وقت تعجز فيه حكومة نتنياهو عن حسم الحرب لصالحها في ظلّ صمود المقاومة والعمليات النوعية التي تنفذها . القرار بإطلاق سراح أبو سلمية جاء بشكل مفاجئ صباح أمس الاثنين، بعد أن تم اعتقاله منذ نوفمبر الماضي، ودون أن يسبقه نقاش أو موافقة من قبل الحكومة الإسرائيلية أو مجلس الوزراء المصغر، مما أثار غضب الوزراء والمسؤولين الأمنيين الذين طالبوا بتحمل نتنياهو المسؤولية عن هذا القرار .
ومن بين الأصوات الرافضة للقرار كانت وزيرة الاستيطان أوريت ستروك، التي شددت على أهمية عقد اجتماع حكومي لمناقشة الأمر، في حين طالب وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير باستقالة رئيس جهاز الأمن العام "الشاباك"، الذي اتُهم بالتسبب في هذا القرار "الغير مقبول".من جهة أخرى، أثارت تصريحات وزير الاتصالات موشيه قرعي حول ضرورة تغيير قيادة أمنية جديدة في إسرائيل جدلاً واسعاً، حيث دعا إلى قيادة "تلتزم بروح وبسالة الجنود كما يلتزم بها رئيس الوزراء".
وبالتزامن مع استمرار التصعيد العسكري في قطاع غزة، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي هجماتها على حي الشجاعية شرق مدينة غزة، وسط إقرار من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بصعوبة المعارك التي تخوضها القوات الإسرائيلية في المنطقة. نتنياهو أكد أن القوات تعمل بنشاط في عدة مناطق من غزة، وتواصل محاولاتها للتصدي لعمليات المقاومة الفلسطينية، التي تشهد معارك عنيفة وسط حالة من التوتر المتصاعد.
في سياق متصل، نشرت كتائب "القسّام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، فيديو جديدا يظهر ورشة لتصنيع الأسلحة في أحد المواقع داخل قطاع غزة. يُظهر الفيديو مقاتلين يعملون على تجميع عبوات ناسفة تحمل عبارات تعبر عن الصمود والقوة، مما يعكس استعداد "القسام" للاستمرار في المواجهة.في السياق ذاته، تم استشهاد ستة فلسطينيين وإصابة آخرين بجروح جراء قصف منزل في رفح، كما تعرضت عوائل في حي الشجاعية لحصار من قوات الاحتلال، وسط استمرار لإطلاق النار والقصف العنيف.
من جهة أخرى، كشفت قناة 12 الإسرائيلية عن خطط لتوسيع منطقة العزل الأمني جنوبي قطاع غزة، وإنشاء معبر جديد في رفح بهدف التحكم بحركة التنقل، وذلك ضمن محاولات للسيطرة على الأنفاق التي تُستخدمها المقاومة الفلسطينية.في الوقت الذي يتواصل فيه التصعيد العسكري في غزة، تستمر الأطراف الدولية والإقليمية في دعواتها لوقف العنف والتوصل إلى حل سياسي للأزمة، فيما يظل الوضع على أرض الواقع متأزمًا ومحفوفًا بالمخاطر على الصعيدين الإنساني والأمني.
625 ألف طفل بغزة محرومون من الدراسة والدواء والغذاء
وفي ظل الصراع المستمر والتوترات الأمنية في قطاع غزة، أفادت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بأن حوالي 625 ألف طفل في غزة يعيشون تحت ظروف متفاقمة يعانون فيها من نقص حاد في الخدمات الأساسية مثل التعليم، الرعاية الصحية، والغذاء.
تعد هذه الأرقام صادمة وتبرز حجم الأزمة الإنسانية الخانقة التي يواجهها الأطفال في القطاع، حيث يتعرضون لخطر الإصابة والتهديد بفقدان حقوقهم الأساسية. وتشير التقارير إلى أن الأوضاع في غزة تتفاقم يوما بعد يوم، مما يجعل الوضع الإنساني في المنطقة في حالة من الطوارئ المستمرة.

وتركز "أونروا" دائما على تقديم الدعم والمساعدة للفلسطينيين في غزة، لكن التحديات الكبيرة تتطلب تعاونًا دوليًا وجهودًا إضافية للتصدي للأوضاع الإنسانية الصعبة وتوفير الحماية والمساعدات اللازمة للأطفال والعائلات المتضررة.هذا المشهد يجسّد تحديات الحياة اليومية التي يواجهها الأطفال الفلسطينيون في غزة، حيث يكافحون من أجل البقاء والحصول على الأساسيات التي تضمن لهم حياة كريمة وآمنة، وسط استمرار الحرب الإسرائيلية.
الاستجابة الإنسانية "مستحيلة" بغزة
كما قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، أمس الاثنين، إن قيود إسرائيل المشددة على وصول المساعدات لقطاع غزة تجعل تقديم الاستجابة الإنسانية "أمرا صعبا للغاية، إن لم يكن مستحيلا".
جاء ذلك وفق مسؤولة الاتصالات بـ"الأونروا" لويز ووتردج، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" حول تقييد إدخال المساعدات إلى القطاع ونشرت فحواها الوكالة الأممية على حسابها عبر منصة إكس.وأضافت ووتردج أن "القيود التي تفرضها السلطات الإسرائيلية على وصول المساعدات لغزة تجعل تقديم الاستجابة الإنسانية "أمرا صعباً للغاية إن لم يكن مستحيلا".وشددت: "نحن بحاجة إلى وصول مستمر ويمكن التنبؤ به حتى نتمكن من تقديم المساعدات المنقذة للحياة إلى غزة".وفي معرض وصفها لمعاناة فرق الإغاثة بغزة، قالت ووتردج: "نكافح للحصول على موافقة السلطات الإسرائيلية على إدخال المساعدات، وتسليمها بهدف ضمان سلامة فرقنا وسلامة المساعدات بآن واحد".
واختتمت بالقول: "لدينا أطباء وممرضين يعملون في غزة، لكن ما فائدة تواجدهم مع عدم توفر الدواء بسبب القيود الإسرائيلية المشددة".
هذا وأعلنت وزارة الصحة بقطاع غزة، أمس الاثنين، ارتفاع عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية إلى “39 ألفا و900 شهيد و87 ألفا و60 إصابة” فلسطينيا منذ 7 أكتوبر الماضي.وإلى جانب الضحايا، ومعظمهم أطفال ونساء، أسفرت الحرب الإسرائيلية التي تحظى بدعم أمريكي مطلق، عن أكثر من 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.

وقالت الوزارة في التقرير الإحصائي اليومي للضحايا: ''الاحتلال الإسرائيلي يرتكب مجزرتين ضد العائلات في قطاع غزة، وصل منها للمستشفيات 23 شهيدا و91 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية''.وأفادت بـ''ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 37 ألفا و900 شهيد و87 ألفا و60 إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي''.
وشددت على أنه ''لا زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم''.وسبق وأن أعلنت الوزارة، الأحد، ارتفاع ضحايا الحرب الإسرائيلية إلى ''37 ألفا و877 شهيدا و86 ألفا و969 إصابة''.
حصيلة الشهداء الصحفيين ترتفع إلى 153
كما أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، الاثنين، وفاة صحفي متأثرا بإصابته في قصف إسرائيلي استهدف منزله بمدينة غزة قبل يومين، ما يرفع عدد القتلى الصحفيين إلى 153 منذ بدء الحرب على القطاع قبل نحو 9 أشهر.
وقال المكتب في بيان إن "عدد الشهداء الصحفيين ارتفع إلى 153 صحفيا وصحفية منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر2023، وذلك بعد ارتقاء الزميل الصحفي الشهيد محمد محمود أبو شريعة الصحفي في وكالة شمس نيوز الإعلامية (محلية)".وأضاف: "نسأل الله تعالى للزملاء الصحفيين الرحمة والقبول والجنة، ولذويهم وللأسرة الصحفية الفلسطينية الصبر والسلوان".وحسب مصادر طبية فلسطينية، فإن الصحفي أبو شريعة أصيب بجروح خطيرة قبل يومين إثر قصف إسرائيلي استهدف منزله في حي الصبرة جنوب مدينة غزة.ولأكثر من مرة حذر المكتب الإعلامي الحكومي ومؤسسات حقوقية من أن الجيش الإسرائيلي ومنذ بدء الحرب على غزة يتعمد استهداف الصحفيين الفلسطينيين لمنع نقل "الجرائم" التي يرتكبها بغزة.
وتُظهر بيانات وإحصاءات "لجنة حماية الصحفيين" الدولية (غير حكومية مقرها نيويورك) أن الحرب على غزة أصبحت "الأكثر دموية للصحفيين" منذ بدء اللجنة في توثيق جرائم قتل الصحفيين حول العالم في عام 1992.وأعلن "المركز الدولي للصحفيين" (غير حكومي مقره واشنطن) في فيفري، أن الحرب على غزة شهدت أعلى مستويات عنف ضد الصحفيين منذ 30 عاما، ودعا إسرائيل إلى وقف قتل الصحفيين والتحقيق في حوادث قتلهم على يد قواتها.ومنذ 7 أكتوبر تشن إسرائيل حربا مدمرة على غزة بدعم أمريكي مطلق، خلفت أكثر من 124 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، ما أدخل تل أبيب في عزلة دولية وتسبب بملاحقتها قضائيا أمام محكمة العدل الدولية.وتواصل إسرائيل حربها رغم قرارين من مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح رفح، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني المزري في غزة.

 

الجيش الإسرائيلي يقصف بلدات لبنانية
ميدانيا شن الطيران الحربي الإسرائيلي، أمس الاثنين، غارات على بلدات في جنوب لبنان، ونفذ غارات أخرى وهمية خرقت جدار الصوت بأنحاء متفرقة، ضمن قصف متبادل مع "حزب الله" منذ 8 أكتوبر الماضي.
وقالت الوكالة اللبنانية الوطنية للإعلام (رسمية) إن الطيران الحربي الإسرائيلي أغار على منزل في الحارة الشرقية لبلدة "رب ثلاثين"، وعلى بلدة بليدا بقضاء مرجعيون، واستهدف منزلا في بلدة البياضة بقضاء صور.وفجرا، نفذ الجيش الإسرائيل غارتين على بلدة كفر كلا، الأولى على حي الظهور والثانية على حي المسيل، وفق الوكالة.ومن حين إلى آخر، يشن الجيش الإسرائيلي غارات جوية وهمية على لبنان تخرق جدار الصوت وتسبب دويا هائلا يُفزع السكان.وذكرت الوكالة، أن الطيران الإسرائيلي نفذ، على 4 مرات خلال دقائق قليلة، خرقا لجدار الصوت (غارة صوتية) في سماء البقاع الغربي وراشيا شرقي لبنان.
وأضافت أنه خرق أيضا جدار الصوت على دفعتين في أجواء قرى وبلدات قضاء صور وصيدا وجزين ومرجعيون (جنوب) والشوف بجبل لبنان (وسط).
كما خرق جدار الصوت، على دفعتين، في أجواء منطقتي النبطية وإقليم التفاح (جنوب)، ما أحدث دويا هائلا، حسب الوكالة.
وفي الأسابيع الأخيرة، زاد التصعيد بين تل أبيب و"حزب الله"، ما أثار مخاوف من اندلاع حرب شاملة، لا سيما مع إعلان الجيش الإسرائيلي قبل أسبوع "المصادقة" على خطط عملياتية لـ"هجوم واسع" على لبنان.
وتتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها "حزب الله"، مع الجيش الإسرائيلي منذ 8 أكتوبر قصفا يوميا عبر "الخط الأزرق" الفاصل، خلف مئات بين قتل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني.وترهن هذه الفصائل وقف القصف بإنهاء إسرائيل حرب تشنها بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر.
بحث المصالحة الفلسطينية
بحث أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، امس الاثنين، مع وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن ملف المصالحة الفلسطينية.جاء ذلك خلال لقائهما في الدوحة وفق منشور للشيخ عبر منصة "إكس" لم يتطرق فيه إلى مدة الزيارة وتفاصيلها.
وقال الشيخ: "التقيت في الدوحة مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن، حيث تباحثنا في آخر التطورات وملف المصالحة الداخلية".وتعاني الساحة الفلسطينية انقساما سياسيا وجغرافيا منذ عام 2007، حيث تسيطر حماس وحكومة شكلتها على قطاع غزة، في حين تدير الضفة الغربية حكومة شكلتها حركة فتح بزعامة محمود عباس.
وتبادلت الحركتان الاتهامات مؤخرا، بشأن المسؤولية عن تعطيل مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي كان مقررا في العاصمة الصينية بكين نهاية جوانالماضي.
وأضاف الشيخ أن المباحثات تناولت أيضا "إجراءات إسرائيل الأخيرة (ضد السلطة)، والتحرك الثنائي والعربي والدولي، لوقف الحرب على غزة، وضرورة وجود أفق سياسي لحل شامل".والجمعة، قالت هيئة البث العبرية الرسمية، إن مجلس الوزراء المصغر الخاص بالشؤون السياسية والأمنية صادق الخميس، على خطة وزير المالية والوزير في وزارة الدفاع بتسلئيل سموتريتش، للتصدي للاعترافات بدولة فلسطينية والإجراءات المتخذة ضد إسرائيل في المحاكم الدولية.وأضافت: "حسب الخطة التي عرضها الوزير سموتريتش، يتم اتخاذ إجراءات ضد السلطة الفلسطينية، ويتم تقنين 5 بؤر استيطانية في الضفة الغربية، وسيتم نشر عطاءات (قرارات) لبناء آلاف الوحدات السكنية في المستوطنات".

 

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115