رواق الفنون بن عروس: معرض "تونس في الذاكرة لعمر عبادة حرزالله: الصورة تستنطق جمال تونس وتوثق ذكريات الماضي

 

سكنته الصورة والذاكرة، اختار الكاميرا وسيلته ليوثق تاريخ تونس وحكاياتها ويجمّع اقاصيصها ويقتنص جمالياتها،

فالصورة ذاكرة وجزء حقيقي من تاريخ هذا البلد وبالصورة يدافع الفنان الفوتوغرافي عمر عبادة حرزالله عن الذاكرة الجماعية لتونس والتونسيين، فمن لا يعرف ماضيه لا يمكنه الاعتزاز بحاضره، من لا يملك ملامح عن تاريخه لن يتصالح مع واقعه او يعرف مميزاته حسب تعبير الفنان.
عمر عبادة حرزالله المصور الفوتوغرافي الحامل لمشروع فني وثقافي هاجسه الدفاع عن تاريخ تونس وحكاياتها بالصورة ختار ان يتزين جدار رواق الفنون بن عروس بخمسيبن صورة فوتوغرافية بالابيض والاسود تحاكي جزء من تاريخ البلاد وتقدم لزوار اليوم جزء من الذاكرة، معالم لازالت شامخة تنبض بالحياة واخرى اضمحلت وبقيت ملامحها فقط في الصور، ابواب قديمة ومعالم تاريخية وحكايات شعبية جميعها موثّقة بصور بالابيض والاسود اختارها حرزالله من ارشيفه ليعرضها تحت عنوان "تونس في الذاكرة" المتواصل الى غاية 20جوان 2024.
فنان سلاحه الكامير، احب وطنه وأراد ان تكون صوره صوته والناقل الصادق لاختلافاته وحكاياته وجمالياته البصرية والمعمارية "اجمع البطاقات البريدية القديمة والصور الفوتوغرافية منذ خمسين عاما فالعديد من المصورين الاروبيين اشتغلوا على تونس ووثقوا للعديد من المواقع والاماكن اثناء زيارتهم لهذا البلد وفي المعرض هناك صور نادرة واماكن نادرة بعضها لم يعد موجودا، المعرض جزء من ارشيفي التوثيقي ومساحة للرحيل الى الذاكرة التونسية" حسب تصريح الفنان عمر عبادة حرزالله.
ويضيف الفنان في المعرض هناك صور لابواب تونس القديمة على غرار باب سعدون وباب الخضراء وباب البحر وصور نادرة لكنيسة باب بحر اثناء الاشغال وتعود الصور للعام 1880واخرى عن المدينة العتيقة واجمل مواقعها وملامح المدينة الساحرة، فالصور المعروضة توثق لفترة من تاريخ تونس، صفحة من صفحات تاريخ هذا البلد الضارب في التاريخ والجمال.
ليس للذاكرة حدود بالاضافة للمعالم هناك صور للمقاهي في تلك الفترة وكيفية اجتماع الناس وتجمّعات السوق ومشاهد من الحياة اليومية، صور تنقل حكايات الاجداد وسيرهم وتوثّق لحظة من الزمن لن تعود ولكنها تساعد جيل اليوم ليقرئ تاريخه فالصورة تاريخ والصورة حمّالة دلالات وقادرة على توجيه المؤرخين والباحثين ايضا.
من الصور النادرة والمعروضة في ّتونس في الذاكرة" صورة لجامع العلم او جامع القصبة اين كان يرفع العلم قبل تشييد ساحة القصبة بصورتها الحاضرة، ومحامل عديدة للذاكرة تونسية اختارها الفنان بدقة من ارشيفه الموجود بمتحفه في المنستير ليقدمها لزوار رواق الفنون ليرحلوا في تاريخهم ويتجولوا في المدينة العتيقة وابوابها بصورتها القديمة، بعض الزوار يضع امامه صورة المكان بين الحاضر والماضي ويلوّنه بالوان اليوم ويضيفه مساحة من جمال نادر، بعضهم ينصت لهرج يكاد يسمع من حكايات الرجال المتحلقين في المقاهي ويحاول استنطاق الصورة والسفر معها الى تاريخ تونس والاستمتاع بذكريات يشاهدها فقط في الصور.
تونس في الذاكرة خمسين صورة فوتوغرافية بالابيض والاسود، القليل من حكايات هذا الوطن ينقلها للجمهور عاشق الصورة والشغوف بمعالم بلده عمر عبادة حرزالله، تجربة توثيقية جميلة تنقل جماليات تونس وعمق تاريخها وسحر ماضيها ومعمارها، والصور مجموعة قليلة من ارشيف متحف "حرزالله للفوتوغرافيا" الموجود في مدينة المنستير، ويضمّ أكثر من ثمانمائة آلة تصوير، ومكتبة متخصصة في كتب التصوير فيها حوالي 1500 بين كتب ومجلات ووثائق، و4000 بطاقة بريدية قديمة وصور أصلية لبعض أعلام الفن الفوتوغرافي.

 

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115