ولأنها المطربة التي أجمع على موهبتها جمهورها العريض من المحيط إلى الخليج ، فإنّ كل حفل تحضر فيها ذكرى الفنانة ذكرى يحظى بالاهتمام ويسرق الأضواء حتى من الجيل الجديد من الفنانين.
لأول مرة في تونس، كان من المنتظر تنظيم حفل تكريم للفنانة ذكرى محمد عبر تقنية "الهولوغرام"، لولا أنّ القضاء قال كلمته ومنع العرض!
"تذكّر ذكرى" لم يحترم الملكية الفكرية!
كان عنوان العرض "تذكّر ذكرى"، كفيلا باستقطاب جمهور الفنانة ذكرى محمد من تونس وخارجها بعد اشتياق لحرارة صوتها وشدو حنجرتها ... وخاصة لاكتشاف ظهورها مجددا على الركح عن طريق الذكاء الاصطناعي وتحديدا عبر تقنية "الهولوغرام" التي لم يحدث من قبل أن تم استخدامها في تونس لإعادة إحياء فنانين رحلوا عن عالمنا.
و "الهولوغرام " تقنية متطورة "تسمح بإنشاء صور ثلاثية الأبعاد باستخدام أشعة الليزر، بحيث تطفو الصورة في الهواء كمجسم هلامي فيه طيف مـن الألوان ليتجسد على الشكل المراد عرضه، وذلك باستخدام جهاز ليزر، ومقسم للأشعة، وعدسات ومرايا، إضافة إلى فيلم هولوغرافي". وقد اُستخدمت هذه التقنية من قبل لتجسيد ظهور شخصيات شهيرة على غرار مايكل جاكسون وإلفيس بريسلي وأم كلثوم ...
وبعد أن تم برمجة حفل "تذكّر ذكرى" في سهرة الخميس 6 جوان الجاري على ركح المسرح البلدي بالعاصمة، تم منع تنظيم هذا العرض قبل حوالي أربع ساعات من انطلاقه بسبب صدور حكم استعجالي عن المحكمة الابتدائية بتونس.
وقد أعلن المحامي أحمد بن حسانة أنّ "ورثة الفنانة ذكرى اعترضوا على تنظيم حفل "تذكّر ذكرى" عبر تقنية الهولوغرام واستغلال صوتها وصورتها دون العودة إليهم واستشارتهم والحصول على موافقتهم. فقموا برفع قضية استعجالية وقرّر القضاء منع إقامة الحفل بسبب عدم امتلاك المنظمين الحقوق الفكرية".
الفنانة المغربية أسماء لزرق تثير الجدل !
كان من المقرّر أن تحيي الحفل، الفنانتان هالة مالكي من تونس وأسماء لزرق من المغرب، إلا أنه تعذّر على المطربة المغربية القدوم إلى تونس قبل أن يتم إلغاء الحفل برمته.
وكانت المطربة المغربية أسماء لزرق قد ثارت جدلا واسعا بعد أن علقت في منشور عبر حسابها على "إنستغرام"، قائلة "أعتذر من الجمهور التونسي والجالية المغربية والعربية في تونس عن عدم مشاركتي في هذا الحفل لظروف خارجة عن إرادتي، وبقرار من وزارة الثقافة التونسية بمنعي من المشاركة بحفل تكريم الراحلة ذكرى، والسبب كوني مغربية أجنبية".
وكانت وزارة الشؤون الثقافية ممثلة في إدارة الموسيقى والرقص التابعة قد أوضحت في ردها إلى الشركة المنظمة للحفل أنّ رفض الترخيص جاء "تنفيذا لمقتضيات الأمر عدد 2197 المؤرخ في 20 جويلية 2009 الذي يتعلق بإحداث لجنة استشارية للعروض الفنية التي ينشطها أجانب وضبط مشمولاتها وتركيبتها وطرق عملها والإجراءات المتبعة لديها وكراس شروط ممارسة المهنة الوساطة في إقامة الحفلات الفنية أو التعهد بها".
ولئن أعادت تقنية «الهولوغرام» نجوم الماضي إلى المسارح من جديد، فهل سيشاهد الجمهور التونسي حفلا يحيي الموتى من جديد عبر الذكاء الاصطناعي على مسارحه قريبا؟