بعد زيارة سعيد إلى الصين..الحشاني يشارك في القمة الكورية الإفريقية الأولى: تواصل رحلة البحث عن "بدائل" عبر تطوير الشراكة مع كوريا والبلدان الإفريقية

تحت شعار "المستقبل الذي نصنعه معا : النمو المشترك والاستدامة والتضامن" والتي انطلقت أشغالها أمس في العاصمة الكورية سيول، قمة شارك فيها 48 دولة افريقية وتناقش سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية والتعاون مع الدول الأفريقية، وقد ترأس رئيس الحكومة أحمد الحشاني الوفد التونسي المشارك فيها والذي ضمّ كل من وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج نبيل عمّار، ووزيرة الاقتصاد والتخطيط فريال الورغي السبعي، مشاركة تأتي بعد أيام من زيارة الدولة التي أداها رئيس الجمهورية قيس سعيد إلى جمهورية الصين الشعبية توقيع اتفاقيات تعاون بين تونس والصين، مشاركات تأتي في إطار البحث عن "شركاء بدائل" لدعم الاقتصاد التونسي وتنويع الاستثمارات.
تهدف القمة الكورية الإفريقية الأولى بحسب بلاغ رئاسة الحكومة إلى تعزيز التعاون مع القارة الأفريقية، وتوطيد الروابط السياسية والاقتصادية بين البلدان الإفريقية وكوريا، خاصة في مجالات البنية التحتية، والطاقات المتجددة، والرقمنة، وقد ألقى رئيس الحكومة بهذه المناسبة كلمة تونس حول الظرف العالمي الرّاهن وتداعياته على التعاون من أجل التنمية والشراكة مع بلدان القارة الإفريقية، كلمة شدد فيها على ضرورة العمل الجماعي لإيجاد حلول مستدامة في إطار التعاون بين كوريا ومختلف البلدان الإفريقية، من أجل السلام والرخاء في إفريقيا والعالم.
مقاربة قارية شاملة تحت مظلة الاتحاد الإفريقي
شدّد رئيس الحكومة أحمد الحشاني في القمة الكورية الإفريقية على أن مراجعة النظام المالي العالمي الحالي بات ضرورة، لإضفاء مزيد من العدالة والإنصاف، و ذلك في سبيل إيجاد حلول لفائدة البلدان الإفريقية التي تشهد نسب تداين عالية، وعبر عن تضامن تونس اللامشروط مع الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. هذا وتعددت لقاءات رئيس الحكومة على هامش مشاركته في فعاليات القمة الأولى، حيث التقى رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية، رئيس الاتحاد الإفريقي محمد ولد الغزواني، ومثّل اللقاء مناسبة متجددة للإشادة بعراقة ومتانة علاقات الإخوة بين البلدين، مؤكدين حرصهما على مزيد تطوير التعاون بين البلدين الشقيقين، كما تحادث الطرفان في كيفية إيجاد الحلول لظاهرة الهجرة غير النظامية عبر مقاربة قارية شاملة تحت مظلة الاتحاد الإفريقي.
لجنة مشتركة كبرى
كما كان للحشاني لقاء مع رئيس جمهورية كينيا ويليام روتو، وذلك بحضور وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج نبيل عمّار، ووزيرة الاقتصاد والتخطيط فريال الورغي السبعي، وأكّد رئيس الحكومة استعداد تونس لمزيد تطوير علاقات التعاون مع كينيا في مختلف المجلات على غرار التعليم العالي، والصحة والرقمنة، مبيّنا في ذات السياق، أن انعقاد أول لجنة مشتركة كبرى بين البلدين مستقبلا سيكون فرصة لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين، وخلق ديناميكية اقتصادية مستدامة. من جانبه، عبر رئيس جمهورية كينيا عن تطلعه للارتقاء بمستوى التعاون مع تونس في شتى المجالات، مؤكّدا على المضي قدما في إطار المعاملة بالمثل في فتح سفارة كينيا بتونس، مثلما فتحت تونس سفارتها في كينيا، و ذلك منذ 2017. كما شدّد على مزيد التشاور والتنسيق بين البلدين في إطار الاتحاد الإفريقي لمعالجة القضايا المشتركة، على غرار سبل مكافحة التغير المناخي.
كوريا توقع 12 اتفاقية و 34 مذكرة تفاهم مع الدول الأفريقية
بحسب ما نشرته وكالة الأنباء الكورية (يونهاب)، فقد وقعت كوريا 12 اتفاقية و 34 مذكرة تفاهم مع الدول الأفريقية على هامش القمة الكورية-الأفريقية، بهدف تعزيز التعاون مع القارة الغنية بالموارد في مختلف المجالات، وتشمل الصفقات مذكرتي تفاهم بشأن التعاون في مجال المعادن الرئيسية، وست أطر لترويج التجارة والاستثمار، وثلاث مذكرات تفاهم بشأن التعاون في البنية التحتية والتنقل، واتفاقيات بشأن صندوق التعاون للتنمية الاقتصادية الذي يقدم قروضا منخفضة الفائدة. وتعهد الرئيس الكوري الجنوبي يون سيوك-يول في كلمة ألقاها في حفل الافتتاح، بالسعي لتحقيق الرخاء وتجاوز الأزمات الحالية من خلال المشاركة مع أفريقيا، وزيادة حجم مساعدات التنمية الرسمية التي تقدمها كوريا الجنوبية للدول الأفريقية ليصبح عشرة مليارات دولار حتى عام 2030، ضمن الجهود الهادفة لتعزيز التعاون مع أفريقيا.