بعد مجزرة رفح.. وفيما مجازر الخيام تتواصل الإتحاد الأوروبي يبحث فرض عقوبات على "إسرائيل" لحثها على الالتزام بقرارات العدل الدولية

"إسرائيل تستهدف خيام النازحين في رفح للمرة الثالثة خلال 48 ساعة"

رغم الانتقادات الدولية والإقليمية التي طالت تل أبيب على خلفية القصف

الذي استهدف مخيم النازحين في تلّ السلطان، عادت الطائرات الإسرائيلية واستهدفت فجر أمس الثلاثاء مناطق في رفح، ممّا أسفر عن مقتل 16 فلسطينيا وإصابة آخرين، وفق تصريحات مصادر طبية في المستشفى الإماراتي غرب رفح.ونُفذت غارات الثلاثاء، بالتزامن مع توسيع التوغل البري غرب المدينة لتسيطر القوات الإسرائيلية على ثلثي محور فيلادلفيا وتقترب من فصل حدود القطاع جغرافيا عن مصر، رغم أوامر محكمة العدل الدولية بالوقف الفوري للهجوم على رفح .

وأثارت الغارة تنديدا من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي وفرنسا والصين، فضلا عن الولايات المتحدة ومصر وقطر، الدول الوسيطة في جهود التوصل لوقف لإطلاق النار في الحرب الدائرة منذ نحو ثمانية أشهر، بالإضافة إلى عدد كبير آخر من دول العالم.ودعت واشنطن حليفتها إسرائيل إلى "اتخاذ كل الاحتياطات الممكنة لحماية المدنيين". وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي إن "الصور الكارثية... تفطر القلب" بعد الغارة التي "أسفرت عن مقتل عشرات الأبرياء الفلسطينيين" .
ويعقد مجلس الأمن الدولي، جلسة مشاورات مغلقة طارئة بطلب من الجزائر، لبحث تطوّرات الأوضاع في مدينة رفح، جنوب قطاع غزة بناء على التطورات الخطيرة بالأراضي الفلسطينية المحتلة، بعد إقدام المحتل الإسرائيلي على مهاجمة مخيمات النازحين برفح . ويعكس عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن بعد وقوع "مجزرة رفح" القلق الدولي الشديد بشأن الأحداث الدامية والعنف الذي يعانيه الفلسطينيون منذ مايقارب الـ8 أشهر .
.ومساء الأحد، استشهد 45 فلسطينيا وأصيب 249 آخرون، أغلبهم أطفال ونساء، في قصف إسرائيلي استهدف خيام نازحين في منطقة تل السلطان شمال غرب مدينة رفح. ومن المحتمل أن يتم خلال الاجتماع اتخاذ قرارات أو إصدار بيان يعبر عن موقف المجتمع الدولي وقلقه إزاء الوضع، وقد يتضمن دعوات لوقف العنف والتحقيق في الأحداث بشكل كامل وشفاف. وذكرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أمس الثلاثاء أنّ نحو مليون شخص فروا من الهجوم الإسرائيلي على رفح منذ أوائل ماي.
من جانبها أعلنت منظمة العفو الدولية أن الهجوم العشوائي الذي شنه الجيش الإسرائيلي على مخيم للنازحين الفلسطينيين في رفح "جريمة حرب" ويجب التحقيق فيها.جاء ذلك في بيان للمنظمة على منصة "إكس"،أمس الثلاثاء، تعليقا على المجزرة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي على مخيم برفح جنوب قطاع غزة.وأكدت المنظمة على أن "الضربات الجوية المرعبة على المدنيين في رفح كانت آخر الهجمات التي تنفذها القوات الإسرائيلية في قطاع غزة المحتل متجاهلة القانون الدولي".وأضافت: "مثل هذه الهجمات العشوائية التي تقتل أو تجرح المدنيين هي جرائم حرب ويجب التحقيق فيها".
إمكانية فرض عقوبات على إسرائيل
من جهة أخرى وزير الخارجية النرويجي ووزير الخارجية الإسباني ووزير الخارجية الأيرلندي مايكل مارتن في مؤتمر صحفي في بروكسل . وقال مايكل مارتن، وزير الخارجية الأيرلندي الإثنين، إن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي أجروا للمرة الأولى مناقشات "مهمة" حول إمكانية فرض عقوبات على إسرائيل بسبب عدم امتثالها للقانون الإنساني الدولي. وتزايدت الدعوات في بعض الدول الأوروبية ومنظمات المجتمع المدني لفرض عقوبات اقتصادية أو دبلوماسية على إسرائيل بسبب السياسات التي تتخذها تجاه الفلسطينيين، خاصة فيما يتعلق بالاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة والعمليات العسكرية المستمرة والمجازر المرتكبة من قبل الإحتلال مؤخرا في مدينة رفح. ويُعتبر النقاش حول فرض العقوبات على إسرائيل موضوعا حساسا ومعقدا على الصعيد الدولي إذ يشمل العديد من العوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية بين تل ابيب وحلفاءها الغربيين.
ووفق مراقبين قد تعمل هذه الدعوة على زيادة الضغط الدولي على إسرائيل بهدف وقف الحرب ضدّ الفلسطينيين وحثها على الالتزام بقرارات العدل والجنائية الدوليتين.
وأوضح مارتن للصحفيين إن "هناك إجماعاً واضحاً للغاية حول ضرورة دعم المؤسسات القانونية الإنسانية الدولية".وكانت محكمة العدل الدولية قد قضت الجمعة بأنه يتعين على إسرائيل أن توقف فوراً هجومها على مدينة رفح وأن تفتح المعبر الحدودي للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وقال مارتن: "للمرة الأولى في اجتماع للاتحاد الأوروبي، رأيت، بطريقة حقيقية، مناقشة مهمة حول العقوبات.. كان هناك نقاش قوي حول الأوامر المؤقتة الصادرة عن محكمة العدل الدولية مع وجهات نظر واضحة للغاية مفادها أن إسرائيل يجب أن تلتزم بهذه الأوامر المؤقتة لفتح المعبر الحدودي مع رفح ووقف عملياتها العسكرية في رفح".
ويناقش وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على إسرائيل في إطار النقاشات الدائرة بشأن السياسة الخارجية الأوروبية تجاه الشرق الأوسط والصراع الفلسطيني الإسرائيلي نتيجة لتصاعد التوترات في المنطقة خاصة حرب الإبادة التي تشنها سلطات الإحتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ أشهر. ومع ذلك، تبقى عملية اتخاذ القرار معقدة ومرهونة بعدة عوامل بما في ذلك العلاقات الدولية، والمصالح الاقتصادية والسياسية للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، فضلاً عن تأثيرات محتملة على الأمن والاستقرار في المنطقة.ورغم أنه لا يمكن التنبؤ بشكل دقيق بنتائج هذه المناقشات، لكنها تعكس الحرص والاهتمام الأوروبيين بالتصعيدات في المنطقة والتزامهم بحل الصراع في إطار قواعد القانون الدولي التي تستمر إسرائيل في إنتهاكها.
مجازر جديدة
من جهته ندد رئيس كولومبيا غوستافو بيترو، بالمجزرة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في مخيم للنازحين الفلسطينيين بمدينة رفح جنوب قطاع غزة.وقال الرئيس الكولومبي في منشور على منصة "إكس"، إن إسرائيل تواصل ارتكاب "مجازر" في مدينة رفح.
وانتقد في منشوره الذي أرفقه بمشاهد للمجزرة ضد النازحين، صمت "الدول التي تسمى قوية وديمقراطية أمام هذه المجزرة".وأضاف أن صمت هذه الدول إزاء مجزرة كهذه لا يعرض للخطر وجود الشعب الفلسطيني فقط، بل وجود الديمقراطية والإنسانية.وتابع: "أصحاب رؤوس الأموال والبنوك المصرفية أيضا يلتزمون الصمت، لأنهم يقفون في نفس الصف مع داعمي المجازر".
وكانت كولومبيا قد أعلنت في 3 ماي الجاري، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل بسبب حربها على الشعب الفلسطيني.
واستشهد فلسطينيون وأصيب آخرون أمس الثلاثاء، بقصف إسرائيلي استهدف مخيما للنازحين بمنطقة المواصي بمدينة رفح جنوب قطاع غزة.وقال شهود عيان وفق الأناضول: "شهداء ومصابون بقصف إسرائيلي استهدف خياما للنازحين في منطقة المواصي الساحلية غرب رفح".وأكد الشهود انتشال عدد كبير من الإصابات والجثامين من موقع القصف، فيما عُثر على أشلاء بشرية متناثرة.وسبق أن حدد الجيش الإسرائيلي منطقة المواصي على أنها "آمنة"، ولم يطلب من النازحين إخلاءها.وحسب مصادر محلية فلسطينية، فإن الخيام المستهدفة تقع على بعد نحو 100 متر من المستشفى الميداني الأمريكي غرب رفح.
وهذا هو ثالث استهداف لخيام النازحين في المدينة خلال 48 ساعة، في قصف إسرائيلي استهدف خيام نازحين في منطقة تل السلطان، رغم أنها كانت ضمن المناطق التي زعم الجيش الإسرائيلي أنها آمنة ويمكن النزوح إليها.

إسبانيا وأيرلندا والنرويج تعترف رسميا بالدولة الفلسطينية

هذا وأعلنت إسبانيا وأيرلندا والنرويج -أمس الثلاثاء- رسميا اعترافها بدولة فلسطينية مستقلة، بينما تبحث دول أوروبية أخرى اتخاذ خطوة مماثلة.
ففي كملة ألقاها رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز بمدريد، أعلن أن اعتماد قرار الاعتراف بالدولة الفلسطينية يتماشى مع القرارات الأممية وغير موجه ضد أي طرف، قائلا إن اعتراف بلاده بدولة فلسطينية مستقلة خطوة تاريخية تتيح للفلسطينيين والإسرائيليين تحقيق السلام.

وأضاف أن إسبانيا لن تعترف بأي تغيير لحدود عام 1967 دون اتفاق الإسرائيليين والفلسطينيين على ذلك، مشددا على أن المسار الوحيد للسلام هو حل الدولتين.ودعا رئيس الوزراء الإسباني إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية، وإطلاق سراح المحتجزين لدى الفصائل الفلسطينية في القطاع، وأشار إلى أن الأولوية الآن هي وضع حد للأزمة غير المسبوقة في غزة، داعيا إلى فتح المعابر.وردا على تصريحات سانشيز، قال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن رئيس وزراء إسبانيا "متواطئ في التحريض على قتل الشعب اليهودي باعترافه بدولة فلسطينية".من جانبها، قالت يولاندا دياز، نائبة رئيس الوزراء الإسباني، اليوم إن المهم الآن وقف إطلاق النار في غزة ومحاكمة مرتكبي جرائم الحرب ووقف الإبادة الجماعية.
كما أعلنت أيرلندا اعترافها رسميا بالدولة الفلسطينية، وقررت إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين دبلن ورام الله، ودعا وزير الخارجية الأيرلندي مايكل مارتن إسرائيل لاحترام قرار الدول الديمقراطية ذات السيادة بالاعتراف بدولة فلسطين.
بدورها، أعلنت النرويج أنها تعترف رسميا بدولة فلسطين، وقال وزير الخارجية إسبن بارث إيدي إن هذا اليوم الخاص يعد نقطة تحول في العلاقات النرويجية الفلسطينية.

قصف إسرائيلي على رفح
ميدانيا تعرضت مدينة رفح في جنوب قطاع غزة أمس الثلاثاء لغارات جوية وقصف إسرائيلي، غداة تنديد عالمي بالضربة التي استهدفت مخيما للنازحين في المدينة وتسبّبت بمقتل 45 شخصا، وفق وزارة الصحة التابعة لحركة حماس.
وأفاد مراسلون وشهود في رفح عن قصف مدفعي وغارات جوية على وسط وغرب مدينة رفح المحاذية للحدود المصرية. وسيطرت القوات الإسرائيلية في السابع من ماي على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، وتنفّذ عمليات عسكرية في المدينة التي تعتبرها آخر معقل رئيسي لحركة حماس في القطاع المحاصر وفق '' ا ف ب''. وقبل دخوله رفح، دعا الجيش الإسرائيلي سكان الأحياء في شرق المدينة الى الانتقال الى "المنطقة الآمنة" في المواصي. وتقول المنظمات غير الحكومية والوكالات الدولية إن المنطقة غير مجهزة بالماء والبنى التحتية ولا تصلح للنزوح.
في باريس، تظاهر قرابة عشرة آلاف شخص، حاملين أعلاما فلسطينية ولافتات كتب عليها "كفى قصفا! فلسطين حرة!".وندّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بالضربة الإسرائيلية على رفح، قائلا في منشور على منصة "إكس"، "لا يوجد مكان آمن في غزة. يجب وضع حد لهذه الفظائع".وقال مدير العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة مارتن غريفيث "القول إن الأمر يتعلّق بخطأ لا يعني شيئا للذين قتلوا وللذين يحاولون إنقاذ الأرواح".

''اللحظة «الفارقة»''

من جهته وصف وزير الخارجية النرويجي إسبن بارث إيدي، اعتراف بلاده بدولة فلسطين بأنه لحظة "فارقة"، بينما وجه أيضا انتقادات لإسرائيل.وقال إيدي في بيان صدر عن وزارة الخارجية النرويجية أمس الثلاثاء: "لقد كانت النرويج منذ أكثر من 30 عاما، واحدة من أقوى المدافعين عن دولة فلسطينية. واليوم، بينما تعترف النرويج رسميا بالدولة الفلسطينية، فإن ذلك يعد علامة فارقة في العلاقة بين النرويج وفلسطين".
وكانت النرويج أعلنت إلى جانب أيرلندا وإسبانيا، الأسبوع الماضي، أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية سيدخل حيز التنفيذ، اليوم الثلاثاء. وتأمل الحكومات في أن يعطي الإجراء زخما جديدا للنقاش بشأن حل الدولتين.وقال إيدي إن الاعتراف بالدولة الفلسطينية هو تعبير واضح عن دعم القوى المعتدلة بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وأكد أنه واثق من أن الحكومة الفلسطينية ستضع الأسس من أجل تشكيل حكومة في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، بعد وقف إطلاق النار في الحرب المستمرة منذ السابع من أكتوبر الماضي.

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115