أنّ زيارة وفد المقاومة الفلسطينية إلى تونس كانت بناءة وموفقة ومتوقعة من الشعب والقوى السياسية التونسية التي لطالما ساندت ودعمت القضية الفلسطينية. وأكد مزهر أنّ القمة العربية المنعقدة بالبحرين حاليا يجب أن لا تقف نتائجها عند حدود البيانات والإدانات والاستنكارات والشجب إلى قرارات وترجمة فعلية.
ماهي نتائج زيارتكم لتونس خاصة وأنها تتزامن مع الذكرى الـ76 للنكبة؟
الحقيقة الزيارة كانت موفقة وجيدة جرى خلالها العديد من اللقاءات السياسية والمجتمعية شاهدنا استقبالا وحفاوة واحتضانا من الشعب والقوى السياسية والأحزاب ، وهذا ليس بغريب عن تونس التي لطالما احتضنت المقاومة ودعمت القضية الفلسطينية وكانت دائما حتى يومنا هذا إلى جانب فلسطين وتقف صدا منيعا في مجه محاولات التطبيع .
هذا أمر يُسجَّل لتونس ولقيادة تونس وللشعب التونسي وللقوى السياسية التونسية التي أكدت مرارا وقوفها الدائم والمستمر إلى جانب الحق الفلسطيني وهذا دعم هام وهام جدا ... زيارتنا تتزامن مع ذكرى مرور 76 عاما على النكبة ، مسار طويل من الآلام والتقتيل والإبادة والمجازر نحن نعيش اليوم ظلال النكبة ، فالعدو الصهيوني للشهر الثامن على التوالي يمارس الإبادة الجماعية في قطاع غزة ويمارس القتل والتدمير والبطش والإبادة للنساء والأطفال والشيوخ في إعادة استحضار لمشاهد النكبة ، هذا العدو الإسرائيلي يعتقد واهما بحرب الإبادة والتدمير أنه يمكن أن يفرض الإستسلام على الشعب الفلسطيني أو يركعه . نحن نقول له أن الشعب الفلسطيني لن يركع ولن يرفع الراية البيضاء سيبقى يقاتل وقاوم حتى دحر هذا العدو الصهيوني ..المقاومة تسجل بطولات كبيرة في الميدان في قطاع غزة وتتصدى ببسالة وشجاعة منقطعة النظير ،كذلك الشعب الفلسطيني يسجّل صمودا أسطوريا في مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية . هذا العدو إلى زوال ..نضالنا وكفاحنا مستمر ..الرأي العام الدولي والعالمي ينقلب وتسقط إسرائيل سقوط مريع بالمعنى الأخلاقي وأصبح هناك انتصار للرواية والسردية والمظلومية الفلسطينية ونقول أنّ الشعوب العربية وتونس تقف إلى جانب فلسطين وهذا شيء يشكل عامل ورافعة مهمة للنضال الوطني الفلسطيني .. 76 عاما من القهر والعذاب والحرب والإحتلال لكن نحن نرى الأمل ونقول أن النصر سيكون بالتأكيد حليف الشعب الفلسطيني .
ماهي قراءتكم للقمة العربية المنعقدة حاليا بالبحرين ، وكيف ستكون تأثيراتها على التطورات في غزة ؟
تقف حدود نتائج القمم العربية في البيانات والإدانات والاستنكارات والشجب ، لا تتمخض عن أية قرارات وإجراءات فعلية وإن اتخذت قرارات فهي تبقى مجرد حبر على ورق ولا ترى النور ولا أية ترجمة على ارض الواقع . المطلوب هو التزام وترجمة فعلية باعتبار أن الأمة العربية لها من الإمكانيات والمقدرات التي إن استثمرتها بالطريقة الصحيحة بالتأكيد ستفرض على هذا العدو الإسرائيلي وقف هذه المذبحة ووقف العدوان الإجرامي البربري الذي يشنه ضد الشعب الفلسطيني منذ أشهر .
اعتقد أن لدى العرب الكثير من الأوراق التي يمكن استخدامها في هذه اللحظة المصيرية التي يتعرض فيها الشعب الفلسطيني إلى حرب إبادة ... فغزة وفلسطين تقاتل وتدافع عن كرامة الأمة العربية لأنّ هذا العدو الصهيوني أطماعه لا تقف ولن تقف عند حدود فلسطين أو قطاع غزة بل إن أطماعه تمتد للسيطرة على المنطقة سواء بالإحتلال العسكري المباشر أو بالإحتلال والاستعمار الأمني والاقتصادي والتكنولوجي. بالتالي عندما تدافع الأمة العربية عن فلسطين فهي تدافع عن كرامتها وأرضها وعن شعوبها فمن الواجب أن يقفوا إلى جانب الشعب الفلسطيني وهو يقاتل .
قراءتك لإنشاء أمريكا للميناء العائم في غزة ، وماهي أهدافه؟
هذا الميناء أمريكا بادرت بإنشائه لدواع إنسانية وفق ما أعلنت ، نقول أن هذا الرصيف له مخاطر كثيرة دائما الولايات المتحدة الأمريكية تدخل من الباب الإنساني لكن هو بالأساس مدخل سياسي وأمني وبالتالي يحمل مخاطر جدية على القضية الفلسطينية . وهو محاولة لإيجاد منطقة خضراء في قطاع غزة لتواجد القوات الأمريكية والإسرائيلية وهذا في حد ذاته يشكل خطرا بما يتنافى مع مطلب المقاومة بانسحاب جميع القوات من قطاع غزة وأن لا يكون هناك أية قوة لا أمريكية ولا إسرائيلية . وأيضا في حال أراد المجتمع الدولي أن يقدم المساعدات للشعب الفلسطيني يجب أن لا تكون هناك أية قوات دولية ولا إسرائيلية وأن تستلم هذا الرصيف الأمم المتحدة ، دون ذلك ستكون الهدف هو المقاومة الفلسطينية .
