قمة عربية متزامنة مع حرب غزة دعوة لعقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط وآمال بنتائج "استثنائية"

انطلقت في مملكة البحرين أمس الخميس قمة جامعة الدول العربية في دورتها الثالثة والثلاثين في العاصمة المنامة.

وتأتي القمة كفرصة للدول العربية للتباحث والتعاون في ملفات مختلفة، ومناقشة محاو هامة حول القضايا الإقليمية والدولية وسبل تعزيز التعاون العربي. ومن المتوقع أن تكون حرب غزة ،الدائرة منذ أكثر من نصف عام، حاضرة في القمة التي تجمع الزعماء العرب لمناقشة القضايا الإقليمية والدولية، بالإضافة إلى التوقيع على اتفاقيات وإعلانات مشتركة .

وناقشت القمة صياغة موقف عربي موحد تجاه القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني مع استمرار الحرب على قطاع غزة لأكثر من 7 أشهر، والأزمة الإنسانية في السودان، بالإضافة إلى القضايا المتعلقة بالعمل العربي المشترك، في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأمنية.وتضم الجامعة العربية 22 دولة، ومنذ بدء القمم العربية العادية والطارئة في القاهرة عام 1946، تستضيف المنامة للمرة الأولى اجتماع مجلس جامعة على مستوى القمة (القادة) في دورته العادية الـ33.
وطالب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في كلمته خلال أعمال القمة، بأن يضطلع المجتمع الدولي في دوره لـ"وقف العدوان الغاشم على الأشقاء الفلسطينيين".وقال إن "السعودية أولت اهتماما بالغا بالقضايا العربية وتطوير العمل العربي المشترك"، مشدداً على ضرورة أن يضطلع المجتمع الدولي بدوره في "وقف العدوان الغاشم على الأشقاء الفلسطينيين ودعم جهود وقف إطلاق النار في غزة".
ودعت البحرين وجامعة الدول العربية، أمس الخميس، إلى عقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط.جاء ذلك في كلمتين لعاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، والأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، في الجلسة الافتتاحية للقمة العربية بالمنامة.
وقال ملك البحرين، إنه يدعو لعقد مؤتمر دولي للسلام في الأوسط ودعم إقامة الدولة الفلسطينية.وأكد أبو الغيط، دعمه لإقامة مؤتمر دولي للسلام بالشرق الأوسط، مطالبا بـ"إسكات أصوات البنادق" في السودان فورا.وقال أبو الغيط: "الأوهام تحكم تفكير عدوان إسرائيل بغزة وقدمت الدول الغربية غطاء لها وأقرب أصدقائها (في إشارة إلى الولايات المتحدة) عاجز عن كبح جماحها".
ووصف "العدوان" الإسرائيلي على غزة "بالمتوحش" وقال: "لن تنسى الشعوب العربية هذا العنف الأعمى".في سياق متصل، دعا رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي في كلمة له إلى "وقف الحرب في غزة وإعمال مبدأ حل الدولتين".
"مراجعة علاقات الدول العربية مع إسرائيل"
من جهته طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس الخميس ، "الأشقاء" العرب والأصدقاء بمراجعة علاقاتهم مع دولة "الاحتلال"، وربط استمرارها بوقف حربها المفتوحة على الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته، والعودة لمسار السلام والشرعية الدولية.
وقال عباس ، في كلمة أمام القمة العربية الـ 33 المنعقدة في العاصمة البحرينية المنامة اليوم ، "قرّرنا استكمال تنفيذ قرارات المجلس المركزي لمنظمة التحرير بخصوص العلاقة مع دولة الاحتلال، أمام الرفض الإسرائيلي للسلام ومبادرة السلام العربية، واستمرار العدوان على شعبنا في قطاع غزة، وتدمير مؤسسات دولة فلسطين، واعتداءات الاحتلال وإرهاب المستعمرين في الضفة بما فيها القدس".وأضاف أن "نحو 120 ألف فلسطيني غالبيتهم من النساء والأطفال، ارتقوا شهداء وجرحى، على مدار أكثر من سبعة أشهر، بغطاء ودعم أمريكي يتحدى الشرعية الدولية، وينتهك الأعراف والأخلاق، فيما تواصل دولة الاحتلال اعتداءاتها على شعبنا وأرضه ومقدساته الدينية في الضفة الغربية بما فيها القدس، من خلال جيشها ومستوطنيها الإرهابيين".
وقال عباس إن "موقف حماس الرافض لإنهاء الانقسام والعودة إلى مظلة الشرعية الفلسطينية، خدم المخطط الإسرائيلي الذي كانت حكومة الاحتلال تعمل على تنفيذها قبل السابع من أكتوبر الماضي لتكريس فصل قطاع غزة عن الضفة والقدس، حتى تمنع قيام دولة فلسطينية، وتضعف السلطة الوطنية ومنظمة التحرير الفلسطينية".وأضاف أن "العملية العسكرية التي نفذتها حماس بقرار منفرد في ذلك اليوم، وفرت لإسرائيل المزيد من الذرائع والمبررات كي تهاجم قطاع غزة، وتمعن فيه قتلا وتدميرا وتهجيرا"، مجددا الموقف الرافض لاستهداف المدنيين بشكل مطلق، مؤكدا أنّ "الأولوية الأولى الآن الوقف الفوري للعدوان، وزيادة وصول المساعدات الإنسانية، ومنع تهجير شعبنا من غزة أو الضفة، والبدء فورا بتنفيذ حل الدولتين المستند للشرعية الدولية".

وأكد عباس أن "الوقت أصبح ملحا لتفعيل شبكة الأمان العربية، لتعزيز صمود شعبنا، ولتمكين الحكومة من القيام بواجباتها" ، مشددا على "ضرورة مطالبة الولايات المتحدة، بالضغط على دولة الاحتلال للإفراج عن أموالنا المحجوزة، وأن تتوقف هي نفسها عن استعمال الفيتو ضد شعبنا، وأن تلتزم بالقانون الدولي، وتتوقف عن سياسة ازدواجية المعايير".وأشاد عباس بـ "ما يشهده العالم خاصة الجامعات في أمريكا وأوروبا، من احتجاجات مناصرة لحقوق شعبنا، ورافضة للعدوان وللاحتلال الإسرائيلي"، معربا عن تقديره للدول التي صوتت لصالح رفع مكانة فلسطين في الجمعية العامة إلى دولة كاملة العضوية، مشيدا بالدول التي اعترفت مؤخرا بدولة فلسطين.

نقاشات مستمرة
ويحتل الشق السياسي نحو 70% من الملفات المطروحة في القمة، التي تركز بالمجمل على التطورات في غزة، كما تتناول مختلف القضايا المتعلقة بالعمل العربي المشترك في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإعلامية والأمنية، ومجالات التعاون العربي مع التجمعات الدولية والإقليمية.
ويقول المتحدث باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية جمال رشدي وفق ''بي بي سي'' إن "وقف إطلاق النار والحرب في غزة سيحتل مكاناً متقدماً على أجندة القمة بكل تأكيد". ويجد الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية عمرو موسى أن القمة المنعقدة حالياً، فرصة لقادة ورؤساء العرب للحديث مع الفلسطينيين في "مسألة لم الشمل، وأيضاً فرصة للعرب أنفسهم للم شملهم، أعتقد أن اجتماع جامعة الدول العربية ووجودها شيء مهم في هذا الصدد"، إضافة لمساعي إقامة الدولة الفلسطينية.
وستتناول القمة العربية في البحرين العديد من الملفات الاقتصادية والسياسية المهمة، وأهمها التكامل الاقتصادي العربي، إذ يرى مراقبون أنّ القمة ستركز على دعم التكامل الاقتصادي بين الدول العربية وتعزيز التعاون في المجالات المالية والتجارية والاستثمارية. علاوة على التحديات الاقتصادية التي تواجهها الدول العربية مثل التضخم، والبطالة، وتأثير جائحة كوفيد-19 على الاقتصادات العربية. بالإضافة إلى أهمية تعزيز التنمية المستدامة في الدول العربية، وخصوصًا في مجالات البنية التحتية، والطاقة المتجددة، والتعليم، والصحة.
وتطغى الأزمات السياسية الإقليمية التي تؤثر على الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، مثل الصراعات المسلحة والصراعات السياسية خصوصا الحرب التي تشهدها غزة منذ أكتوبر المنقضي.
توتّرات المنطقة
تتزامن القمة هذا العام مع ما يشهده الشرق الأوسط من أزمات سياسية خاصة حرب غزة التي تؤثر على الأمن والاستقرار في المنطقة، بالإضافة للحرب الأهلية في سوريا و الصراع المستمر في سوريا منذ عام 2011، والذي تسبب في مأساة إنسانية هائلة، وتداعيات أمنية وسياسية كبيرة على المنطقة بأسرها مع العلم أن الرئيس السوري يسجل مشاركته هذا العام في أشغال القمة . بالإضافة للنزاع في اليمن والحرب الأهلية المستمرة في اليمن بين الحكومة المعترف بها دولياً والحوثيين، والتي أدت إلى أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
هذا وتتزامن القمة أيضا مع التوترات الإيرانية السعودية، والتي تتجلى في التنافس الإقليمي والنفوذ في الشرق الأوسط، وتأثيرها على الأمن والاستقرار في المنطقة. علاوة على الصراع المستمر في ليبيا بين الأطراف المتنافسة على السلطة والموارد، والذي أدى إلى تدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية في البلاد.والتوترات السياسية والأمنية في العراق، بما في ذلك الصراعات الطائفية والتحديات الأمنية المرتبطة بالتنظيمات المتطرفة.
من حضر قمة البحرين ومن تغيب عنها ؟
ويحضر قمة البحرين كل من رئيس فلسطين محمود عباس وملك الأردن عبد الله الثاني ورئيس مصر عبد الفتاح السيسي ، رئيس موريتانيا محمد ولد الشيخ الغزواني ، رئيس العراق عبد اللطيف جمال رشيد ، رئيس وزراء لبنان نجيب ميقاتي ورئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن رشاد محمد العليمي ، رئيس المجلس الرئاسي في ليبيا محمد يونس المنفي ، ورئيس جزر القمر المتحدة غزالي عثمان.رئيس وزراء الصومال حمزة عبدي بري رئيس جمهورية جيبوتي إسماعيل عمر جيله أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني . ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس السوري بشار الأسد.
ويتغيب عن القمة من الزعماء العرب رئيس الجزائر عبد المجيد تبون وينوب عنه وزير الخارجية أحمد عطاف ، ملك المغرب محمد السادس وينوب عنه رئيس الحكومة عزيز أخنوش ، سلطان عمان هيثم بن طارق ويمثل السلطنة نائب رئيس الوزراء أسعد أل سعيد ، أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الصباح ويمثله رئيس الوزراء الشيخ أحمد العبد الله ، رئيس تونس قيس سعيد وينوب عنه وزير الشؤون الخارجية، نبيل عمار.ورئيس الإمارات العربية المتحدة محمد بن زايد وينوب عنه نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي محمد بن راشد .

 

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115