الكرة الطائرة عاد إلى مكانه الطبيعي نسر الهوارية صرح لن يموت

وسيدافع عن حظوظه في البقاء في مكانه الطبيعي بعد أن حقق الصعود إلى الوطني "أ" عن جدارة واستحقاق بعد غياب تواصل لأربع سنوات، عودة تؤكد مجددا أن نسر الهوارية صرح لا يموت وأنه قادر على الانقاذ رغم الصعوبات الكبيرة التي تعترضه على كل المستويات وما انفك يمر بها مع مطلع كل موسم وأنه سيظل منبعا للمواهب مهما عصفت به المشاكل خاصة المادية منها.
حقق نسر الهوارية الصعود وعاد بين فرق النخبة وهو المكان الطبيعي الذي يستحقه فريق في قيمته المنبع للمواهب والمدرسة الكبيرة في التكوين على حد السواء، عودة كانت نتاج صبر كبير وتضحيات أكبر من كل الأطراف المحيطة بالفريق الذي لم يستطع الحفاظ على استقراره بسبب المشاكل التي يعرفها مع مطلع كل موسم ولولاه لكان هناك اليوم حديث عن نتائج أفضل في نسر الهوارية الذي هو من أبرز وأفضل الفرق في البطولة الوطنية رغم ما يمر به.
لم يقدر نسر الهوارية على العودة طيلة أربعة مواسم بين فرق النخبة بسبب عجزه عن توفير ما هو ضروري من الناحية المادية خاصة اضافة إلى اشكال القاعة الذي يهدد الفريق ان لم يتم ايجاد حلول في الفترة القادمة، نسر الهوارية لا يملك الموارد المالية الكافية وهو ما جعل هيئته المديرة تضطر في كل مرة إلى التفريط في ركائز الفريق إلى أندية منافسة حتى تحافظ على ديمومته وتجنبه مصير عديد الفرق التي لم تعد موجودة اليوم رغم قيمتها والامثلة على ذلك عديدة.
فرط نسر الهوارية في عديد الركائز لكنه رغم ذلك ظل صامدا واستطاع في الموسم الحالي تحقيق المطلوب منه بالعودة بين فرق النخبة رغم المنافسة بفضل المجموعة الشابة الموجودة في صفوفه وهذا يقيم الدليل مجددا على العمل الكبير الذي يبذل فيه بخصوص التكوين كما هو الحال مع الأولمبي القليبي وفتح حمام الأغزاز، نسر الهوارية لو حافظ على لاعبيه ولو وجد الدعم الكافي من المحيطين به لكان من أبرز الفرق في البطولة اليوم وربما لحقق ما حققته مولدية بوسالم أو أفضل من ذلك لكن الفريق خانته الامكانات المادية وجعلته يكتفي بتسجيل الحضور مراوحة بين الوطنيين "أ" و"ب" دون سواها.
عمل كبير في الانتظار
كسب نسر الهوارية خطوة ايجابية تحسب للمجموعة الشابة الموجودة في صفوفه، تلك الخطوة لا يد من الحفاظ عليها مستقبلا لتجنب سيناريو موسم (2019 – 2020) وتحقيق ذلك يتطلب عملا كبيرا منذ الآن حتى يكون الفريق جاهزا من كل النواحي وتجنب أي مفاجأة قد تحدث وتحول بين الفريق وبين تحقيق أهدافه.
ستكون الهيئة المديرة لنسر الهوارية ملزمة منذ الآن بالبحث عن الموارد المالية الكافية التي تخول لها وضع استراتيجية واضحة للموسم القادم وتمكنها من دعم الفريق بالعناصر التي تقدم له الإضافة وتدعم جهود المجموعة الشابة التي كسبت الرهان في البطولة الحالية، الاستشهار ملف مهم ونسر الهوارية إن أراد النجاح مستقبلا فإنه ملزم بجلب أكثر من مستشهر يساعده على النفقات الكبيرة التي تنتظره سواء في الأكابر أو في الأصناف الشابة التي هي الأساس وإن نجح في هذا الجانب فإن موسمه القادم سيكون مميزا.
تبذل جهود كبيرة في نسر الهوارية حتى يحافظ الفريق على ديمومته وتضافر الجهود من كل المحيطين به مهم لتحقيق ذلك، فدعم أحبائه واسطفافهم خلف الهيئة المديرة خطوة هامة حتى يستعيد الفرق مكانته المعهود ويسير على خطى الجار فتح حمام الأغزاز وخاصة الأولمبي القليبي الذي هو اليوم بصدد تحقيق نتائج طيبة رغم المنافسة الكبيرة في الوطني "أ".
أرقام متميّزة في الشبان
لم يستطع نسر الهوارية تحقيق نتائج طيبة في الأكابر لكنه حقق المطلوب في الشبان، الفريق تمكن ورغم الصعوبات من رفع 3 بطولات و6 كؤوس في الأصاغر و5 بطولات و5 كؤوس في الأداني بينما حصد في المدارس 6 بطولات وبطولتان في الأشبال ومثلها بالنسبة لفريق الدنيوات الذي رفع 4 كؤوس.
حصد فريق الصغريات بطولة و3 كؤوس وفي الأواسط يملك ثلاثة تتويجات والحصيلة مشرحة لما أفضل بما أنه شبانه سيراهنون على ألقاب الموسم الحالي أيضا، تتويجات مستحقة تقيم الدليل على العمل الذي سيبذل في نسر الهوارية على مستوى التكوين القاعدي في انتظار خطوات مماثلة في فريق الأكابر الذي يظل يستحق الدعم.
25 موسما في الوطني "أ"
سجل نسر الهوارية الحضور في الوطني "أ" لـ 25 موسما استطاع فيها الحصول على المركز الرابع في سنوات 1999 و2003 و2010 و2012 وحل تاسعا في 2005 و2015 وعاشرا في 1984 و2013 وأنهى ثامنا في 2000 و2001 و2002 و2004 و2007 و2008 و2009 و2011، نسر الهوارية حل في المركز 12 في أربع مناسبات كانت في سنوات 1976 و1989 و1993 و2020 وهو الموسم الذي غادر فيه إلى الوطني "ب" بعد أن عجز عن الدفاع عن حظوظه وذاك السيناريو مطالب بتفاديه في البطولة القادمة تأكيد البقاء والشروع في تحقيق الأفضل مثل السعيدية ومستقبل المرسى والمولدية ونادي حمام الأنف والبقية.
هؤلاء مرّوا من هنا
أنجب نسر الهوارية أفضل اللاعبين الذين مروا من البطولة الوطنية وعلى سبيل الذكر وليس الحصر عامر بوحديد الذي كان اول لاعب احترف في البطولة الفرنسية مع نادي مونبلييه ونجم الكرة الطائرة التونسية نور الدين حفيظ وأيضا نبيل الميلادي وصدام الهميسي وأمان الله الهميسي ومحمد علي بن عثمان وهيكل الجربي وهؤلاء جميعهم تألقوا مع المنتخب الوطني وشاركوا معه في الأولمبياد والمونديال وكأس العالم على حد السواء، وفي الجيل الجديد سيكون هناك من سيكتب التاريخ مجددا ما دام نسر الهوارية محافظا على وجوده وممولا للفرق والمنتخبات الوطنية على حد السواء.
أبطال الصعود
ساهمت في عودة نسر الهوارية إلى مكانه الطبيعي في الوطني "أ" مجموعة ضمت اللاعبين محمد الشريف الطبيب وجاسر حفيظ ومازن بن فضل وحسان القابسي وعامر بن فرج وياسين بوساق ومحمد الميلادي وحمزة بن ظافر وأنس بالحاج صالح وهيثم الشايب وقصي القراري وأنور العروسي وشاهين الشيخ ورائد السويسي وعزيز شاقور، مجموعة شابة ينتظرها عمل كبير في الفترة القادمة بمعية الهيئة المديرة والإطار الفني للإعداد كما يجب للموسم الجديد الذي تنتظر فيه نسر الهوارية منافسة كبيرة لضمان البقاء بين فرق النخبة وتفادي عودة سريعة إلى الوطني "ب" الذي انتظر أربع سنوات لمغادرته.