والتي تهدف لإقناع حماس وكيان الاحتلال الإسرائيلي بوقف لإطلاق النار واتفاق لتبادل الأسرى بعد 7 أشهر من بدء حرب الإبادة التي يشنها الإحتلال في قطاع غزة المنكوب، وسط ٱمال بالتوافق بين الطرفين خصوصا في ظل ضغوطات في الشارع يمارسها أهالي المحتجزين ضد حكومة نتنياهو .
وعلى خلفية اتهامات متبادلة بين إسرائيل وحماس ، استؤنفت في القاهرة أمس الأول السبت المحادثات بهدف التوصل إلى هدنة في غزة. ومع اقتراب الحرب من إتمام شهرها السابع، واصلت إسرائيل قصفها أنحاء مختلفة من القطاع المحاصر خصوصا رفح قرب الحدود مع مصر.
وقالت تقارير إعلامية إن حركة "حماس" الفلسطينية تتجه للموافقة على المقترح المصري لوقف الحرب في غزة، وذلك بالتزامن مع وجود وفد الحركة في القاهرة.
وأرجعت المصادر موافقة حماس إلى توافر عاملين؛ الأول هو إزالة الاعتراض الإسرائيلي على أسماء عدد من الأسرى الفلسطينيين الذين تشملهم الصفقة، والثاني ضمانات أمريكية بأن الحرب على غزة، بشكلها الحالي، ستنتهي، وأن الجيش الإسرائيلي سينسحب كلياً في نهاية المرحلة الثالثة الأخيرة من الاتفاق الذي يستمر 124 يوماً وفق مانشرته "الشرق".
وقالت المصادر إن الولايات المتحدة وضعت ثقلها وراء الاتفاق، وقدمت لحركة "حماس"، عبر الوسطاء المصريين والقطريين، ضمانات بوقف الحرب والانسحاب، لكنها أكدت في الوقت ذاته أن إسرائيل ستواصل حربها على الجناح العسكري لحركة "حماس" والقيادات المسؤولة عن هجوم السابع من أكتوبر.
ووصل وفد حركة "حماس"، صباح السبت، إلى العاصمة المصرية القاهرة لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق، وذلك بعد أن وصل في وقت سابق رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز للإشراف على تفاصيل الاتفاق، وضمان قبوله من الطرفين. ومن المتوقع أن يصل الوفد الإسرائيلي في وقت لاحق.
وقالت المصادر إن حركة "حماس" حققت في هذا الاتفاق الهدف المركزي، وهو وقف الحرب والانسحاب الإسرائيلي، مشيرة إلى أن الحركة تعرف أن جناحها العسكري سيظل مستهدفاً، وأن عدداً من قادتها سيكونون مستهدفين، لكنها تدرك أيضاً أن جناحها العسكري هو جناح سري وسيظل يعمل تحت الأرض، وأن القادة المستهدفين، خاصة رئيس المكتب السياسي للحركة في قطاع غزة يحيى السنوار، ورئيس الجناح العسكري محمد الضيف وغيرهما، يعرفون كيف يحمون أنفسهم من الاستهداف، كما فعلوا في السنوات الماضية.
مرونة في التفاوض
وأكد المسؤول السابق لملف الأسرى والمفقودين الإسرائيليين في غزة، يارون بلوم، أمس الأحد، على جدية حركة حماس في التوصل إلى صفقة تبادل أسرى مع إسرائيل.
وقال بلوم الذي شغل منصب مسؤول ملف الأسرى والمفقودين بين عامي 2017–2022 في تصريح للإذاعة الإسرائيلية العامة: "أرفض ما يقوله نتنياهو، بأن حماس غير جادة، بل إن ما رأيناه خلال الأيام الأخيرة يثبت جديتها، رأينا خليل الحية وقيادي آخر بحماس يصلان القاهرة" وفق الاناضول.
وأضاف: "تحاول حماس التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، ولا يمكنهم في إسرائيل قبول ذلك".
وتابع بلوم: "أعتقد أن هذه الحرب لا يمكن أن تتوقف إذا لم يتمكن جميع سكان الجنوب من العودة إلى منازلهم"، في إشارة إلى سكان المستوطنات المحاذية لقطاع غزة.
وفي أكثر من مناسبة، ادعى نتنياهو أن حماس "غير جادّة" فيما يتعلق بالتوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى.
فيما اتهمت المعارضة الإسرائيلية نتنياهو، السبت، بمحاولة إفشال الصفقة مع حركة "حماس" للتوصل إلى اتفاق يقضي بتبادل الأسرى، وذلك قبل وقت قصير من تلقّي رد الحركة على المقترح المصري.
ويواجه نتنياهو ضغوطا متزايدة لعدم قبول صفقة تقود لإنهاء الحرب وإلغاء اجتياح مدينة رفح جنوب القطاع رغم تحذيرات دولية متصاعدة من خطورة ذلك على المدينة المكتظة بالنازحين.
وسبق أن هدد وزيرا المالية بتسلئيل سموتريتش والأمن القومي إيتمار بن غفير بحل الحكومة حال إلغاء اجتياح رفح، بزعم أن ذلك ضروري "للقضاء على حماس" وفق ما يروّجون.
والسبت، نقلت قناة "القاهرة الإخبارية" الخاصة عن مصدر رفيع المستوى لم تذكر اسمه، أن وفدا من حماس وصل القاهرة، مشيرا إلى "تقدم ملحوظ" في مفاوضات الهدنة بغزة.
والاثنين الماضي، أعلن وزير خارجية مصر سامح شكري، في كلمة بمنتدى دولي بالرياض، وجود مقترح من بلاده على طاولة المفاوضات بشأن التوصل إلى هدنة في غزة، داعيا الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لدراسته، دون تفاصيل أكثر.
وبوساطة مصر وقطر ومشاركة الولايات المتحدة، تجري إسرائيل وحماس منذ أشهر مفاوضات غير مباشرة متعثرة للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار. وتتبنى القاهرة مقترحا قدمته مؤخرا بشأن الصفقة، بعد تكثيف اتصالاتها مع حماس وإسرائيل بشأن "نقاط خلافية" بين الجانبين، وفق إعلام مصري، الخميس.
وتقدر تل أبيب وجود 133 أسيرا إسرائيليا في غزة، فيما أعلنت حماس مقتل 70 منهم في غارات عشوائية شنتها إسرائيل التي تحتجز في سجونها ما لا يقل عن 9 آلاف و500 فلسطيني.
وتتمسك حماس بإنهاء الحرب المستمرة منذ 7 أكتوبر الماضي، وانسحاب الجيش الإسرائيلي، وحرية عودة النازحين إلى مناطقهم، وإدخال مساعدات إنسانية كافية، وإنهاء الحصار، ضمن أي صفقة لتبادل الأسرى.
في اليوم الـ212 من عدوانها على غزة واصلت إسرائيل قصف مناطق مختلفة، في حين أفادت الجزيرة بنسف جيش الاحتلال امس عددا من المنازل في المغراقة وسط القطاع.
وفي الضفة الغربية واصل الاحتلال اقتحاماته الليلية لمختلف بلدات وقرى الضفة بعد انسحاب قواته أمس السبت من بلدة دير الغصون في طولكرم إثر عملية عسكرية استمرت 15 ساعة استشهد خلالها عدد من الفلسطينيين إلى جانب 4 من مقاومي وقادة المقاومة بالضفة بعد اشتباكات عنيفة أصيب خلالها جندي إسرائيلي.
قال نادي الأسير الفلسطيني إن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت منذ أمس 25 فلسطينيا في الضفة، بينهم فتاة وأطفال، مشيرا إلى أن حصيلة الاعتقالات منذ 7 أكتوبر الماضي تجاوزت 8575 معتقلا.