والفنانة التشكيلية نجلاء كبيّر أن تطأ حقلا "ملغما" مثيرا للجدل وللاختلاف وحتى للمخاوف... وهي التي حاولت في كتابها "الفن والذكاء الاصطناعي" رصد "التحولات التي يشهدها عالم الثقافة والفن في المجتمعات المعاصرة بعد اقتحمتها تكنولوجيات المعلومات والاتصال وثورة الرقمي دون استئذان ، وتعمقت بفيضان جارف من التغيير والاختراق حلّ بحلول الذكاء الاصطناعي ". وهو ما أهلّها للفوز بـجائزة الطّاهر الحداد للدراسات الإنسانية والأدبيّة في افتتاح معرض تونس الدولي للكتاب. وقد صدر "الفن والذكاء الاصطناعي" عن مخبر البحث العلمي للثقافات والتكنولوجيات والمقاربات الفلسفية/ الفيلاب بجامعة تونس ودار الكتاب تونس، في تصدير للدكتور جوهر الجموسي.
*كيف جاءت فكرة كتاب "الفن والذكاء الاصطناعي"؟ وهل الاهتمام بهذا الموضوع ذاتي أم موضوعي؟
بدايةً، فكرة الكتاب نشأت من رغبتي في استكشاف التفاعل بين الفنّ والذّكاء الاصطناعيّ، وكيف يمكن للتكنولوجيا أن تؤثر على عملية الإبداع الفني وتغيير طرق التفاعل بين الفنان والجمهور. كان اهتمامي بهذا الموضوع شخصياً وموضوعياً، حيث أردت فهم التحولات الجديدة في مجال الفنّ والتكنولوجيا وتأثيرها على الممارسات الفنية الحالية والمستقبلية.
*يرى البعض أن الذكاء الاصطناعي يتيح الفرصة لتسلق المتطفلين على الفن... ليصبحوا فنانين دون إبداع، ما رأيك ؟
صحيح، ومن أجل تفادي تسلق المتطفلين، يمكن أن يكون من الضروري تعزيز الوعي بأخلاقيّات استخدام التكنولوجيا في الفنّ وتعزيز الحوار والنقاش حول التأثيرات الإيجابيّة والسلبيّة المحتملة لتلك التقنيات. من خلال توجيه الاستخدام الفعال والمسؤول للذّكاء الاصطناعيّ، يمكن للمجتمع الفنيّ أن يحافظ على التوازن بين التقدم التكنولوجي والحفاظ على القيم الإنسانيّة والفنيّة الأصيلة.
* كباحثة وفنانة، هل يمكن أن تستخدمي الذكاء الاصطناعي في أعمالك ؟
بالتأكيد، كباحثة وفنانة، أعتقد أنّ استخدام الذّكاء الاصطناعيّ في أعمالي يمكن أن يكون مثيراً للاهتمام. آخر معرض شخصيّ لي كان بعنوان "لونيّات خوارزميّة" بدار الثقافة ابن رشيق بتونس من 08 إلى 10 فيفري 2024. قمت باستخدام مولدات الصور بواسطة الذّكاء الاصطناعيّ لإنشاء أعمال فنيّة تساعد في توليف أفكاري الإبداعية وتحويلها إلى فيما بعد إلى لوحات فنيّة. بشكل عام، يمكن أن يكون الذّكاء الاصطناعيّ شريكًا مبدعًا ومفيدًا في عملي الفني والبحثي، ممّا يساعدني على توسيع آفاقي وتحقيق إبداعات جديدة ومثيرة.