عن حلول من أجل تجسيد مشروع مدينة الأغالبة الطبية في القيروان على أرض الواقع، هذا المشروع لم يجد بعد طريقا إلى التنفيذ بالرغم من مرور 4 سنوات من استكمال الدراسات الأولية وإعلان الرئيس يوم 10 جويلية 2020 عن المرور إلى المرحلة الثانية من إنجازه، وقد شدد سعيد على أن عمليات تعطيله بدأت منذ سنة 2020 ومازالت بعض الدوائر تعمل مع جهات داخلية وأجنبية حتى لا تنطلق أعمال إنجازه، تأخير فرض على رئاستي الجمهورية والحكومة البحث عن الشكل القانوني المناسب لتجاوز التعطيلات إلى جانب إيجاد التمويل الداخلي والخارجي لهذا المشروع ذو الأهمية الوطنية.
أسبوع بعد الاجتماع الذي عقده رئيس الجمهورية مع عدد من الوزراء المعنيين وبعض المسؤولين للنظر في المشروع المتعلق بمدينة الأغالبة الطبية بولاية القيروان، أشرف رئيس الحكومة أحمد الحشّاني أول أمس بقصر الحكومة بالقصبة، على مجلس وزاري مضيق لمتابعة المشروع، وذلك بحضور الوزير المستشار لدى رئيس الجمهورية مصطفى الفرجاني، ووزيرة المالية سهام البوغديري نمصية، ووزيرة الاقتصاد والتخطيط فريال الورغي السبعي، ووزير الصحة علي مرابط، ووزيرة التجهيز والإسكان والمكلفة بتسيير وزارة النقل سارة الزعفراني الزنزري.
شركة خفية الاسم تتكفل بالمشروع
أقر المجلس الوزاري المضيق في نهاية أشغاله إحداث شركة خفية الاسم ذات المساهمة العمومية تسمى "شركة مدينة الأغالبة الطبية بالقيروان" والتي ستتولى إنجاز مختلف الدراسات، وأشغال البنية التحتية، والتعريف والتسويق لمكونات المدينة الطبية، واستغلال الفضاءات المكونة لها، وذلك تحت إشراف وزارة التجهيز والإسكان. وقد أكد رئيس الحكومة في افتتاحه للجلسة على أهمية الطّابع الاقتصادي والاجتماعي والعلمي لهذا المشروع النموذجي وطنيا وقاريا، مشيرا إلى دوره المحوري في تنمية المناطق المجاورة له وفي إعطاء قدرة تنافسية في عدة مجالات على غرار الخدمات الصحية والصناعات ذات الصلة والسياحة العلاجية. وتم خلال هذا المجلس تقديم عرض حول مكونات هذا المشروع وموقع تركيزه، إضافة إلى أهم وظائفه ومختلف الاختصاصات التي سيضمها، كما عرض على الحضور مختلف أهدافه على غرار إمكانية توفيره حوالي 42000 موطن شغل، إلى جانب خلق أسواق جديدة لتصدير المنتجات المبتكرة في المجال الصحي.
553 هك مساحة الأرض في معتمدية المهيري
مشروع مدينة الاغالبة الطبية بالقيروان سيتم انجازه على أرض تمسح 553 هك بمعتمدية منزل المهيري من ولاية القيروان، ويتكون خاصة عدة فضاءات بين الخدمات الصحية والجامعية والصناعية خاصة في القطاع الصحي والسياحية والثقافية والترفيهية والرياضية والسكنية (مساكن فردية وشقق على مساحة تقدر بـ53 هك، وسيتم انجاز 100 مسكن و1000 شقة) إلى جانب الخدمات العمومية والإدارية والأمنية وفضاء لإنتاج الطاقات المتجددة على مساحة تبلغ 20 هك إضافة إلى مركز لجمع ومعالجة النفايات العادية والاستشفائية. وبالنسبة إلى المركز الطبي الجامعي فسيضمّ 13 مركز طبي مختص بطاقة استيعاب 400 سرير ومركز للأمراض النفسية ومركز التوحد ومركز المساعدات الطبية الطارئة ومصحة عسكرية متعددة الاختصاصات ونزل خاص بالمرضى وعائلاتهم.
هبات واستثمارات خارجية
مرت سنوات ومازال هذا المشروع لم يدخل بعد في مرحلة الانجاز بالرغم من أنه جاء لتعزيز القطاع الصحي في البلاد بالنظر إلى النقائص والإشكاليات التي تعاني منها المستشفيات العمومية على مستوى تقديم الخدمات الصحية التي هي في تقهقر متواصل لصالح المؤسسات الخاصة، وهذا المشروع مستقل عن وزارة الصحة وفي نفس الوقت سيكون رافدا للصحة العمومية وقطبا تنمويا ولن يكون عبئا على الدولة مثل المؤسسات العمومية ومقاربته تختلف تماما عن مقاربة الصحة العمومية، فهو عبارة عن أقطاب صحية تنموية توفر العلاج والصحة وخدمات أخرى، كالصناعة والترفيه والثقافة والتعليم، وحسب التقديرات الأولية فقد حدد حجم لاستثمارات لهذا المشروع الطبي بـ3 مليار دينار، جزء منها عبر هبات ولكن الجزء الأكبر عن طريق الاستثمارات الخارجية.
الأشغال لم تنطلق بعد
ويذكر أن رئيس الجمهورية قد أدى يوم 27 فيفري 2021 زيارة إلى منطقة منزل المهيري من ولاية القيروان حيث عاين الأرض التي سيقام عليها مشروع مدينة الأغالبة الطبية الذي ستنطلق أشغاله قريبا، وفق ما جاء في بلاغ الرئاسة. وعلى أرض الواقع لم تنطلق الأشغال حتى أن الشركة التي تمّ إحداثها ستتولى إنجاز مختلف الدراسات والحال أنه سبق وأن تمّ الإعلان عن اختتام الدراسات الأولية.