إحالة طلبها للحصول على العضوية الكاملة في المنظمة الدولية إلى مجلس الأمن "في أقرب وقت ممكن" ، في أحدث تحرك رسمي فلسطيني لتدويل القضية ووضع العالم أمام مسؤولياته الأخلاقية والقانونية في ظلّ الحرب التي يعيشها قطاع غزة منذ 180 يوما وسط عجز من المجتمع الدولي عن وقف آلة الحرب الصهيونية عن إبادة الفلسطينيين. ويرى مراقبون أنّ حصول فلسطين على عضوية كاملة في مجلس الأمن، من شأنه أن يُترجم الغضب الدولي المتزايد تجاه سياسات كيان الإحتلال الإسرائيلي.
إذ يتزامن تجديد المطلب الفلسطيني مع المساعي الدولية لإنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وفي وقت تتزايد في الضغوط العالمية من أجل استئناف جهود الوساطة للوصول إلى حل الدولتين لقيام دولة فلسطينية مستقلة.ويتعين أن يحصل طلب العضوية الكاملة في الأمم المتحدة على موافقة مجلس الأمن الدولي، الذي بوسع الولايات المتحدة فيه استخدام حق النقض "الفيتو"، ثم موافقة الثلثين على الأقل من أعضاء الجمعية العامة المؤلفة من 193 عضوا. لذلك ورغم حرب الإبادة التي تمارسها إسرائيل في غزة يبقى العائق الأكبر أمام موافقة مجلس الأمن الدولي هو الفيتو الأمريكي ، فرغم الخلافات والتصدع في المواقف بين واشنطن و"تل أبيب" إلا أن البعض يرى أن دعم أمريكا لحليفتها في الشرق الأوسط "إسرائيل" لايزال مستمرا رغم الخلافات .
وقالت البعثة الفلسطينية في الأمم المتحدة، عبر منصة "إكس"، إنها أرسلت برقية إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غويتريش "تطالب بالمضيّ في طلب العضوية لدولة فلسطين في الأمم المتحدة، مع التأكيد على ضرورة مناقشته في هذا الشهر".وجاء في طلب المراقب الدائم لفلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور: " بالإشارة إلى طلب دولة فلسطين للحصول على عضوية الأمم المتحدة بتاريخ 23 سبتمبر 2011 يشرفني أن أطلب إعادة النظر في هذا الطلب من قبل مجلس الأمن خلال شهر أفريل 2024، وسأكون ممتنا لو تفضلتم بإحالة الطلب إلى مجلس الأمن في أقرب وقت ممكن"وفق الأناضول.
وفي 29 نوفمبر 2012، أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا بمنح فلسطين صفة "دولة مراقب غير عضو" بعد تصويت تاريخي.وقال ممثل فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور إن السلطة الفلسطينية تسعى إلى أن يصوت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الشهر الجاري، على العضوية الكاملة لفلسطين في المنظمة الدولية.
صفة "دولة مراقب "
"هذا وحصلت فلسطين" حصلت على صفة دولة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة عام 2012 . وفي سياق الحرب الدائرة قال وزير الخارجية البريطاني، ديفيد كاميرون، إن بلاده "تدرس الاعتراف رسميا" بدولة فلسطينية، فما الدول التي تعترف بـ"فلسطين" بالفعل .
مع العلم أن الجمعية العامة للأمم المتحدة كانت اتخذت قرارا عام 1974 يعترف بحق الشعب الفلسطيني في الحصول على السيادة، واعترفت بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا وحيدا للفلسطينيين، ومنحتها صفة مراقب في الأمم المتحدة.
وفي عام 1988 أعلن المجلس الوطني الفلسطيني، المنعقد في الجزائر، قيام دولة فلسطين. وعملت منظمة التحرير الفلسطينية بعد ذلك على الحصول على اعتراف المجتمع الدولي بالدولة الفلسطينية، واكتساب عضوية الوكالات المرتبطة بالأمم المتحدة.وفي أعقاب الإعلان، اعترفت العديد من الدول، وخاصة الدول النامية في أفريقيا وآسيا، والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي بدولة فلسطين.
وحلت فلسطين محل منظمة التحرير الفلسطينية في الأمم المتحدة، لكن فلسطين لم تحصل على العضوية.
وأصبحت فلسطين "دولة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة" في 29 نوفمبر 2012، بعد التصويت على قرار 67/19 الذي حظي بتأييد أغلبية 138 دولة مقابل اعتراض 9 دول، وامتناع 41 دولة عن التصويت.وانضمت "فلسطين" إلى اتفاقيات اليونسكو في عامي 2011 و2012، لتصبح "فلسطين" عضوا في اليونسكو.
جريمة ''المطبخ العالمي"
ويتزامن المطلب الفلسطيني مع جريمة جديدة نفذها الإحتلال الإسرائيلي ضدّ بعثة "المطبخ العالمي'' في قطاع غزة المحتل أدت إلى مقتل عددا من طاقم البعثة ما ثار تنديدا وغضبا دوليين بعد إقرار الإحتلال بقصف الطاقم أثناء تقديمهم المساعدات. في هذا السياق قال الكاتب الفلسطيني والناشط الحقوقي مصطفى إبراهيم لـ''المغرب'' : 'يتساءل كثيرون لماذا قتلت إسرائيل موظفي الإغاثة المطبخ العالمي الأمريكي في غزة؟ الإجابة واضحة إسرائيل ثور هائج ترك ينطح في كل مكان بدون رادع ولا محاسبة "، وتابع " في هذه الحالة في غزة أطلقت يدي الجيش للقتل دون أي حساب لحياة البشر. وليس مهم ما ذكرته صحيفة "هارتس" عن مصادر في الجيش والاستخبارات: ان موطفي المطبخ العالمي قتلوا بسبب عدم التزام الضباط والجنود بالتعليمات وليس بسبب غياب التنسيق، والجميع يعمل وفق ما يحلو له.وهو نفس سبب قتلها عشرات الآلاف من الفلسطينيين وتعتبرهم (أضرارا جانبية)'' .
وأضاف "الجميع في إسرائيل وفي مقدمتهم السياسيون والخبراء والباحثون والمعلقون العسكريون والسياسيون، يؤيدون ويحرصون ويتحدثون بصراحة وبدون خجل عن ضرورة الحرب، إنهم يكذبون، كما فعلوا ويفعلوا في حرب الإبادة في غزة.منذ ستة اسهر والجواب الإسرائيلي واصح بشكل منهجي تقوم بإعداد قائمة كبيرة بجميع الأعضاء والموظفين المعروفين في حماس وتحاول قتلهم الواحد تلو الآخر. وفي مرحلة ما، تأمل أن تكون قد تخلصت من عدد كاف من الأشخاص المهمين لإحداث انهيار منهجي لحماس ''. وأشار ''وكان الهدف العسكري الإسرائيلي المعلن واضح منذ البداية، وتم تعريفه على هذا الشكل، ولأن الهدف المعلن هو الإبادة، التدمير والقتل، وتسامحت "إسرائيل" مع ما تسميه الأضرار الجانبية بشكل غير مسبوق من الناحية الإنسانية، ولا مشكلة مع قتل أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين عندما يتم قتل وتدمير قادة حماس. وما يهم القيادة العسكرية الإسرائيلية أن الإحصائية في نهاية اليوم العسكري هي عدد القتلى من نشطاء حماس. يعني أرقام أخرى تحسب الموتى! ومع تزايد عدد القتلى في غزة بشكل كبير، ترى إسرائيل أن من واجبها مضاعفة هدفها باعتباره ذريعة ولا مبرر أمامها".
وأكد محدثنا "ليس هناك أي مبرر للقتل الجماعي والتدمير إلا الإصرار على أن الهدف العسكري يسمح بكل شيء من مجزرة تدمير مستشفى الشفاء وارتكاب مقتلة جماعية فيه إلى قتل 14000 طفل ، هذا هو الهدف، لا شيء آخر يهم، كلما كنت مهووسًا بشكل إجرامي أكثر، كلما ارتكبت المزيد من القتل. قصف الطائرات الحربية الإسرائيلية قافلة الإغاثة الأمريكية لأنها اعتقدت أنها ستقتل أحد أهدافها التي لا تعد ولا تحصى''.
وأضاف إبراهيم "إسرائيل مستمرة في الإبادة والكذب وتدعي أنها لم تقتل أي مدني خلال الأسبوعين اللذين استغرقتها تدمير مستشفى الشفاء، فكل ما تقوله إسرائيل كذب'' .
التصعيد في لبنان
وفي سياق التصعيد الذي تشهده جبهة لبنان ، قال ابراهيم أن إسرائيل تخطط للحرب في لبنان وتتصرف بعنجهية. وتبحث عن الشرعية لاجتياح الجنوب اللبناني بذريعة إبعاد المقاومة اللبنانية عن الحدود. وتابع ''هكذا يفسر الهجوم على السفارة الإيرانية في دمشق، وهي نفذت في السابق عدة هجمات ضد أهداف إيرانية في سوريا ،إيران كالعادة تعبر عن غضبها، لكن هذه المرة كالمرات السابقة قدرتها على فتح حرب مع إسرائيل ضئيلة للغاية. فهي تمارس سياسة ضبط النفس وكذلك حزب الله فلديهما الكثير لتكسبه من ضبط النفس''.
وتابع ''إسرائيل تسعى وتريد الحرب منذ أشهر. فقد أجبر حزب الله إسرائيل على إخلاء المستوطنين من الشمال، وهذا ما أشعل تصعيدا حادا على الجبهة الشمالية. والآن المستوطنون غير مستعدين للعودة دون تحقيق انتصار وإبعاد حزب الله. وهذه المرة إيران سترد، ربما ليس على الفور، وليس في لبنان. لكن إسرائيل تسعى بكل قوتها أن تبدأ الحرب ضد لبنان ''.
وأكد محدثنا ''لدى إيران وحزب الله كل ما يكسبانه من احتواء سعي ومحاولات إسرائيل لشن حرب ضد لبنان. يقول بعض المحللين الإسرائيليين أن إسرائيل محبطة ويائسة ولم تحقق انتصارا في غزة سوى التدمير والقتل. وإجبار سكان المستوطنات على النزوح من الشمال نحو 100 ألف إسرائيلي، خشبة من إعادة ما جرى في السابع من اكتوبر''.وأضاف ''وبادر حزب الله في مساندة غزة والتصعيد مع إسرائيل لكن بشكل محسوب ومتصاعد، لكن إسرائيل ردت وترد بعنف، صحيح انه محسوب لكنها تسببت في تدمير وقتل المدنيين والغالبية العظمى من الضحايا، ومع مرور الوقت، وتحول غزة إلى مقتلة بشربة، أصبحت الحرب لدى إسرائيل في لبنان مرغوبة أكثر من قبل. إسرائيل تبذل قصارى جهدها لإشعال الحرب. وأصبحت ضرباتها أكثر قساوة ووصلت إلى عمق وأبعد في كل مرة'' وفق تعبيره.