وسط مطالب بفرض عقوبات وحظر تسليح على إسرائيل استئناف مفاوضات تبادل الأسرى على وقع انقسام اسرائيلي والمقاومة تقترب من فرض شروطها

عادت للواجهة مظاهرات داخل "اسرائيل" للمطالبة بالموافقة على صفقة لتبادل الأسرى

بين حكومة الإحتلال وحركة المقاومة الإسلامية حماس ، في وقت تشهد فيه حكومة بنيامين نتيناهو انقسامات عميقة وجذرية تزيد من فرص نجاح مبادرة حماس الجديدة لوقف إطلاق النار وفرض شروط المقاومة، علاوة على ضغوط متزايدة تمارسها عائلات المحتجزين مطالبة نتنياهو بقبول مقترح وقف إطلاق النار. ويراهن المجتمع الدولي على إرساء وقف لإطلاق النار خلال الفترة المقبلة بهدف وضع حد لحرب الإبادة الجماعية التي تشنها سلطات الٱحتلال في قطاع غزة دون رادع أو رقيب .

من جانبها أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، الأحد، ارتفاع حصيلة الحرب الإسرائيلية على القطاع إلى 31 ألفا و645 قتيلا، و73 ألفا و676 إصابة منذ 7 أكتوبر الماضي.

وأضافت الوزارة في بيان: "ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 31645 شهيدا و73676 إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي".
وأوضحت أن "الاحتلال الإسرائيلي يرتكب 9 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة (لم تحدد المناطق)، وصل منها للمستشفيات 92 شهيدا، و130 إصابة خلال ال 24 ساعة الماضية".
وطالبت عائلات الرهائن الإسرائيليين في غزة الحكومة بالإسراع في الإفراج عنهم بعد مقتل عدد منهم «عن طريق الخطأ» بنيران جنود إسرائيليين ، وذلك في فشل إستخباراتي إسرائيلي جديد وضع الحكومة الإسرائيلية المتطرفة بقيادة بنيامين نتنياهو أمام ضغط شعبي غير مسبوق قد يدفعه مجبرا للرضوخ لهدنة في غزة بشروط المقاومة لكبح غضب الشارع وحفظا لماء الوجه.
وأسفرت العملية النوعية التي شنتها حماس يوم 7 أكتوبر المنقضي عن مقتل 1140 شخصا، إضافة إلى اتّخاذ نحو 240 رهينة لا يزال 129 منهم محتجزين في غزة فيما أطلق سراح الباقون بموجب اتفاق هدنة بين حماس والإحتلال دامت 7 أيام وأطلق خلالها سراح أكثر 300 أسير فلسطيني.
وردت إسرائيل على الهجوم الأسوأ في تاريخها بعملية جوية وبرية على غزة، ورغم تعهدها بالقضاء على حركة حماس و إعادة الرهائن ،إلا أنها لم تنجح إلى اليوم في وقف تقدم المقاومة.
ويرى مراقبون أن إمكانية التوصل لهدنة جديدة بات رهين الضغط الداخلي في اسىرائيل وأيضا الضغط الدولي وسط دعوات لوقف المجازر الصهيونية.
تبادل الأسرى أم إبادة حماس؟..

من جهته قال د . خيام الزعبي الكاتب والأكاديمي بجامعة الفرات لـ" المغرب " أن السؤال المطروح اليوم هو الى أين يتجه الكيان الصهيوني؟ إلى صفقة إطلاق سراح المختطفين أم التقدم من أجل تحقيق هدفه الأول المعلن من هذه الحرب هو إبادة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" طمعاً بالانتقام منها لترميم هيبة إسرائيل ورئيس وزرائها "نتنياهو" واعادة ثقة الإسرائيليين به وبجيشه؟
تابع ''بالمقابل لم يتوقف الرئيس الأمريكي بايدن وأركان إدارته منذ بدء العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، عن إظهار دعمه الكبير واللامتناهي للكيان الصهيوني، حتى بات البعض ينظر إلى واشنطن على أنها طرف رئيسي بالحرب، والتساؤل الذي يثار هناهو: لماذا لا تقوم أمريكا بتحرير أسرى الكيان الصهيوني على الرغم من تفوقها العسكري والتكنولوجي؟"
وأضاف محدثنا : "إن سير المفاوضات التي تجري الآن بين قادة حركة حماس وإسرائيل برعاية عربية وغربية تواجه عقبات كثيرة، منها معارضة أمريكا لهذه المفاوضات التي لا ترغب في نجاحها ، لذلك إطلاق سراح المختطفين الاسرائيليين ذريعة أمريكية إسرائيلية لاستمرار العدوان الهمجي على غزة، ومن هنا تنظر أمريكا الى هذه الحرب من المنظار الاستراتيجي من خلال القضاء على حركة المقاومة الفلسطينية وتفكيك منظومتها العسكرية، كما تريد إدارة بايدن الفوز بالانتخابات القادمة من بوابة الحفاظ على أمن اسرائيل وإطالة أمد هذه الحرب" وفق تعبيره. و تابع" على الطرف الأخر وجه بايدن الجيش الأميركي لإنشاء رصيف بحري مؤقت في البحر المتوسط على ساحل غزة، لإيصال المزيد من المساعدات، فظاهره مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة المحاصر وباطنه تشجيع هجرة الفلسطينيين طوعاً إلى أوروبا، وإلغاء أي دور لمعبر رفح البري على الحدود مع مصر، ما يعني تحكم إسرائيل بكافة منافذ غزة وإنهاء أي سيادة للفلسطينيين على المعابر" .

الميناء الأمريكي العائم ..أية أهداف؟

وبخصوص إعلام الرئيس الأمريكي إنشاء ميناء عسكري في غزة قال الزعبي " إن إقامة الميناء الأمريكي العائم قبالة غزة يؤكد أن إدارة بايدن لم تبحث أي حلول لإنهاء الحرب على غزة، بل تناقش وتبحث سبل إطالة الحرب ضد فصائل المقاومة الفلسطينية وحماس وتثبيت الوجود الأميركي بالقطاع بما يخدم المصالح الإسرائيلية وتحقيق ما لم تستطع إسرائيل إنجازه بالحرب".
وأكد "الأهم في الحرب على غزة أن المقاومة إمتلكت إرادة المواجهة، فكان الصمود والتصدي، وكانت المعجزات التي تجسدت فعلاً، مقاومة قلبت المعادلات وأجهزت على المخططات التي رصدها أعداء فلسطين لتدمير إرادة الحياة"

ضغط الشارع

وتظاهر آلاف الإسرائيليين، في أنحاء البلاد، ضد الحكومة الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو، وللمطالبة بإبرام صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، إن عائلات الأسرى المحتجزين في غزة، تظاهروا أمام مقر وزارة الدفاع في منطقة الكرياه بمدينة تل أبيب، للمطالبة بإبرام فوري لصفقة تبادل أسرى للإفراج عن أبنائهم.
كما أغلق عشرات الإسرائيليين أحد مقاطع شارع أيالون الحيوي وسط مدينة تل أبيب، للمطالبة بالإفراج عن الأسرى المحتجزين في غزة، من خلال إبرام صفقة تبادل، كما ذكرت الهيئة.
وبدأ آلاف الإسرائيليين بالتوافد نحو ساحة كابلان وسط مدينة تل أبيب للمشاركة بالتظاهرة المركزية المطالبة بإجراء انتخابات مبكرة، وإبرام صفقة تبادل أسرى، بحسب صحيفة "يديعوت أحرنوت".
وأشارت "يديعوت أحرنوت" إلى أن مئات المتظاهرين أيضًا تجمهروا أمام منزل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في مدينة قيسارية (شمال).
وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها "نتنياهو، أنت مذنب"، بحسب الصحيفة.
ومن المتوقع أن تزيد وتيرة التظاهرات في أنحاء الأراضي المحتلة خلال الساعات اللاحقة.
وتتظاهر عائلات المحتجزين في قطاع غزة، بشكل شبه يومي، للمطالبة بإبرام صفقة تفضي إلى الإفراج عن أبنائهم.
استئناف المفاوضات
ووفق تقارير إعلامية يغادر الوفد الإسرائيلي لمفاوضات تبادل الأسرى مع حماس ووقف إطلاق النار في غزة إلى قطر اليوم الاثنين، وفق ما أوردت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، السبت.
وقالت الهيئة إنّ "مجلس الوزراء الحربي لم يجتمع (السبت)، وبالتالي من غير المتوقع أن يغادر الوفد المفاوض الإسرائيلي إلى قطر قبل الاثنين".ونقلت الهيئة عن مصدر سياسي في الحكومة لم تسمه قوله: "لا توجد خطة لعقد اجتماع مجلس الحرب الليلة، سيتم عقده مساء الأحد".
وأشارت الهيئة إلى أنه "وبناء على موعد اجتماع مجلس الحرب فلن يغادر الوفد برئاسة رئيس الموساد ديفيد برنياع إلى الدوحة قبل يوم الإثنين".
ويعتزم الوفد الإسرائيلي التوجه إلى قطر لمناقشة إبرام صفقة تبادل أسرى محتملة مع حماس.
والجمعة، كشف مصدر فلسطيني مطلع وفق الاناضول ، أن حركة "حماس" قدمت مقترحا للوسيطين القطري والمصري من أجل التهدئة بغزة يتضمن 3 مراحل تستمر كل مرحلة 6 أسابيع" يتخللها تبادل للأسرى وعودة للنازحين لشمالي غزة وإعلان وقف دائم لإطلاق النار بالمرحلة الثانية.
وتتوسط قطر ومصر بمساعدة الولايات المتحدة، بين إسرائيل وحماس، من أجل التوصل إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار بغزة وتبادل الأسرى.
وتقدّر إسرائيل وجود أكثر من 125 محتجزا في غزة، بينما تحتجز في سجونها ما لا يقل عن 8800 أسير فلسطيني، بحسب مصادر رسمية من الطرفين.
وسبق أن سادت هدنة بين حماس وإسرائيل لأسبوع من 24 نوفمبر حتى 1 ديسمبر 2023، جرى خلالها وقف إطلاق النار وتبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية محدودة للغاية إلى غزة، بوساطة قطرية مصرية أمريكية.

"رايتش ووتش" تحذر

من جهة أخرى طالبت منظمة "هيومن رايتش ووتش" الدولية،أمس الأحد، المجتمع الدولي بفرض عقوبات على إسرائيل لعدم امتثالها لأمر محكمة العدل الدولية باتخاذ إجراءات احترازية في قطاع غزة لمنع حدوث "إبادة جماعية".

وقالت المنظمة عبر حسابها على منصة "إكس"، إن "على الدول فرض عقوبات موجهة وحظر تسليح على إسرائيل، لتمتثل للأمر الصادر عن محكمة العدل الدولية".
وأشارت المنظمة إلى أن تل أبيب "لم تمتثل لأوامر المحكمة ولم تعمل على إيصال المساعدات والخدمات الأساسية إلى الفلسطينيين في قطاع غزة".
محكمة العدل الدولية طلبت نهاية جانفي الماضي، من إسرائيل اتخاذ جميع التدابير لمنع أي أعمال يمكن اعتبارها إبادة جماعية.
كما طلبت منها ضمان عدم قيام الجيش الإسرائيلي بأي أعمال إبادة، ومنع أي تصريحات أو تعليقات عامة يمكن أن تحرض على ارتكاب إبادة جماعية في غزة.
القاهرة تستضيف قمة مصرية أوروبية

أعلنت الرئاسة المصرية، امس الأحد، عن عقد قمة مصرية أوروبية ، لرفع مستوى العلاقات إلى "الشراكة الاستراتيجية"، وبحث الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
جاء ذلك في بيان لمتحدث الرئاسة، أحمد فهمي، وسط ترقب لضخ تمويلات أوروبية جديدة لمصر، وفق تقارير صحفية نقلتها وكالة الأنباء الرسمية.
وقال فهمي إن القاهرة تستضيف الأحد، قمة مصرية أوروبية، ستشهد ترفيع العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية والشاملة.
وأوضح أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، سيستقبل كلا من رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي أورسولا فون دير لاين، ورئيس وزراء بلجيكا الرئيس الحالي للاتحاد الأوروبي ألكسندر دي كرو، ورؤساء دول وحكومات قبرص الرومية وإيطاليا واليونان والنمسا.

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115