حيث استشهد وأصيب عدد من الفلسطينيين، فجر الاثنين أول أيام شهر رمضان، في سلسلة غارات إسرائيلية استهدفت منازل بمناطق متفرقة من القطاع . ويتزامن التصعيد مع غموض يكتنف مفاوضات الهدنة المؤقتة بين إسرائيل وحماس ، إذ توقفت اجتماعات القاهرة، قبل أيام عقب مغادرة وفد حركة حماس ''للتشاور'' دون الإعلان عن موعد استئنافها وهو ما اعتبره مراقبون فشلا مبدئيا في مساع التوصل إلى وقف لإطلاق النار.
وتتوسط كل من أمريكا وقطر ومصر في مفاوضات الهدنة منذ بداية شهر جانفي المنقضي وسط خلافات تعرقل التوصل إلى هدنة. وأدى اتفاق سابق في شهر نوفمبر 2023 إلى وقف القتال لمدة أسبوع أطلقت خلاله "حماس" سراح ما يزيد على 100 من المحتجزين لديها، في حين أطلقت "إسرائيل" سراح نحو 300 أسير من الأسرى الفلسطينيين.
وميدانيا وفي ظل التصعيد الإسرائيلي فجر أول أيام رمضان، استشهد أمس 3 وأصيب عدد آخر جراء قصف الطائرات الإسرائيلية منزل عائلة بركات في حي الجنينة شرقي مدينة رفح ، كما شنت المدفعية قصفاً عنيفاً على المناطق الشرقية لمدينة رفح، إضافة لاستهداف أرض زراعية قرب الحدود المصرية الفلسطيني في حي السلام بالمدينة نفسها وفق تقرير نشرته ''الأناضول''.وهزت انفجارات عنيفة المناطق الجنوبية لمدينة خانيونس (جنوب) جراء قصف جوي استهدف أراض زراعية ومنازل خالية.
وفي شمالي القطاع، قال جهاز الدفاع المدني الفلسطيني، في بيان مقتضب، إن طواقمه تمكنت من انتشال عدد من القتلى والجرحى بعد استهداف الطائرات منزل عائلة أبو ناصر في بلدة بيت لاهيا.كما قصفت الطائرات عدة منازل في مخيم الشاطئ، غربي المدينة، وحي الصبرة (جنوب)، دون الحديث عن وقوع إصابات، وفق مصادر محلية فلسطينية.
أرقام كارثية
وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، في أول أيام شهر رمضان، ارتفاع حصيلة قتلى الحرب الإسرائيلية على القطاع إلى 31 ألفا و112 منذ 7 أكتوبر 2023.وقالت الوزارة في بيان، "ارتفع عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع إلى 31112 شهيدا و72760 مصابا".وأكدت أن "72 بالمائة من ضحايا العدوان الإسرائيلي أطفال ونساء".
وعن ضحايا سوء التغذية والجفاف في قطاع غزة، أوضحت الوزارة أن "عدد شهداء سوء التغذية والجفاف في القطاع 25".وجراء الحرب وقيود إسرائيلية، بات سكان غزة ولا سيما محافظتي غزة والشمال على شفا مجاعة، في ظل شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، مع نزوح نحو مليوني فلسطيني من سكان القطاع الذي تحاصره إسرائيل منذ 17 عاما.
ويحل شهر رمضان هذا العام، بينما تواصل "إسرائيل" حربها المدمرة ضد قطاع غزة رغم مثولها أمام محكمة العدل الدولية، أعلى هيئة قضائية في الأمم المتحدة، بتهمة ارتكاب جرائم "إبادة جماعية" في حق الفلسطينيين.وبالإضافة إلى الخسائر البشرية تسببت الحرب الإسرائيلية بكارثة إنسانية غير مسبوقة وبدمار هائل في البنى التحتية والممتلكات، ونزوح نحو مليوني فلسطيني من أصل حوالي 2.3 مليون في غزة، بحسب بيانات فلسطينية وأممية.
كارثة تلوث بيئي تتفاقم في غزة
من جهته حذر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان من كارثة تلوث بيئي تتفاقم في قطاع غزة مع تواصل الهجمات العسكرية الإسرائيلية في إطار جريمة الإبادة الجماعية المستمرة ضد المدنيين الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وحثّ الأورومتوسطي، في مداخلة شفهية خلال مناقشة البند الثالث من أجندة اجتماعات مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في الدورة (55) المنعقدة في جنيف، المجلس والدول الأعضاء فيه على الضغط على إسرائيل لوقف هجماتها العشوائية فورًا في قطاع غزة ومحاسبتها على الجرائم والانتهاكات الجسيمة.
وقال "محمد المغبط"، مدير المكتب الإقليمي للمرصد الأورومتوسطي في بيروت في الكلمة التي ألقاها خلال حوار تفاعلي مع المقرر الخاص المعني بمسألة التزامات حقوق الإنسان المتعلقة بالتمتع ببيئة آمنة ونظيفة وصحية ومستدامة إنّ آلاف الفلسطينيين يقبعون تحت ركام منازلهم في غزة، بعد أن دمرتها الغارات الإسرائيلية دون سابق إنذار، فيما لا يُعرف مصيرهم حتى اليوم، وفي الوقت الذي تبقى فيه عشرات الجثث مدفونة تحت المباني المهدمة، ويواجه الدفاع المدني صعوبات في الوصول إليهم.
جهود لوقف الحرب
من جهته أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري ، أمس الإثنين ، ضرورة تكثيف كافة الجهود من أجل التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار في قطاع غزة باعتباره الهدف ذو الأولوية القصوى، وأهمية تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2720 الخاص بعمل الآلية الأممية لتنسيق ومراقبة دخول المساعدات، والتغلب على العوائق التي تضعها إسرائيل.
جاء ذلك خلال استقبال الوزير شكري وفد غرفة التجارة الأمريكية بالقاهرة، والذي يعتزم زيارة العاصمة الأمريكية واشنطن خلال الشهر الجاري.وذكر أحمد أبوزيد المتحدث باسم الخارجية المصرية، في بيان صحفي ، أن وزير الخارجية حرص على استعراض أبرز التطورات في العلاقات المصرية- الأمريكية، وما تشهده المرحلة الحالية من تشاور وتنسيق بين الجانبين حول القضايا الاقليمية والدولية وأبرزها سبل التعامل مع الأزمة في غزة وتداعياتها.