التي غنّى عنها علي الرياحي :"يا بوسعيد يا عالي شرفتنا بالنور مقامك عزيز وغالي مشهور بالناظور" . هي المدينة التي أطلقوا عليها "يونان الشرق" لأنه تشبه في تفاصيلها الجزر اليونانية . وهي المدينة الحسناء التي يمتد جمالها ما بين بحر وماء مثل "لوحة من الأبيض والأزرق" ... إنها مدينة سيدي بوسعيد المتفردة في جمالها ومعمارها وتاريخها ... التي تستحق الترشيح إلى قائمة اليونسكو للتراث العالمي.
في سيدي بوسعيد، تلبس كل البيوت الثوب الأبيض وتتزين الأبواب والشبابيك باللون الأزرق في ميزة تعترف باختلاف هذه المدينة التي كانت أول منطقة في العالم يتم إدراجها في قائمة التراث المحمي.
هضبة سيدي بوسعيد مهددة بالانزلاق الأرضي
على سواحل البحر المتوسط، تطل سيدي بوسعيد على عشاقها من أعلى منحدر صخري. وتُنسب تسمية المدينة إلى ولي صالح اسمه أبو سعيد الباجي، عاش فيها للتعبد ونشر التعاليم الصوفية. ولأن "هذه القرية المتميزة تجمع بين الرمزية التاريخية والحضارية وجمال المعمار والخصوصية المتوسطية و المنظومات المائية الفريدة والتنوع البيولوجي" ، فقد دعت وزيرة الشؤون الثقافية حياة قطاط القرمازي والعمل بنسق كثيف لإعداد الملف الفني في أسرع الآجال وتقديمه خلال الأشهر القليلة القادمة لمنظمة اليونسكو لعرضه للتسجيل على لجنة التراث العالمي
وكانت الوزيرة قد أشرفت على جلسة عمل بحضور المسؤول عن البرنامج الثقافي لمكتب اليونسكو في المغرب العربي كريم الهنديلي " للتداول في إمكانية طلب إدراج القرية التاريخية سيدي بوسعيد في قائمة التراث العالمي لليونسكو وذلك في إطار معاضدة الجهود الوطنية المبذولة من قبل عدد من الوزارات والمؤسسات العلمية وبلدية سيدي بو سعيد وولاية تونس من أجل المحافظة على هضبة سيدي بوسعيد التي تتعرض إلى مخاطر الانزلاق الأرضي الذي بات يهدد الهضبة وخاصة بمحيط قصر “النجمة الزهراء” الذي يحتضن مركز الموسيقى العربية والمتوسطية".
ووفقا لبلاغ صادر عن الوزارة فقد "شددت الوزيرة على ضرورة متابعة مشروع حصر عناصر التراث الثقافي غير المادي المتصلة بهذه القرية التاريخية وما تتميز به من مهارات ومعارف موروثة والإسراع برقمنتها، وذلك بصفة موازية لإعداد ملف التسجيل وهو ما من شأنه أن يندرج في إطار إقرار وزارة الشؤون الثقافية سنة 2024 لتكون سنة الجرد".
سيدي بوسعيد من "أفضل وأجمل 20 قرية في العالم"
تأسر ضاحية سيدي بوسعيد الزوار والسياح من كل الأوطان فهي المدينة التي تم تأسيسها على يد الفينيقيين و التي شيدت إبان حكم الحفصيين في العصور الوسطى. وهي المدينة التي سحرت في القرن العشرين الفنانين والمبدعين فشيّد فيها البارون والرسام رودولف ديرلانجي قصره الشهير النجمة الزهراء بين سنتي 1912 و 1922.
وإلى اليوم تعتبر ضاحية سيدي بوسعيد الوجهة الأولى للسياح وفقا لآخر الإحصائيات والتصنيفات العالمية.
واستنادا لإحصائية قام بها عدد من خبراء السياحة في العالم، تم الكشف عن أجمل القرى على مستوى لعام 2023، ونقلتها مجلة "تايم آوت" فقد احتلت قرية سيدي بوسعيد المرتبة العاشرة ضمن قائمة "أفضل وأجمل 20 قرية في العالم".
وكان الموقع الأميركي المتخصص في السفر "ترافل ليمينغ" قد اختار وجهات سياحية في تونس ومن بينها سيدي بوسعيد ضمن قائمة تضم 50 وجهة كأفضل الخيارات أمام المسافرين للعام 2024.