على العناصر الإرهابية التي تسللت الى المنطقة قصد السيطرة عليها و اقامة امارة بها في ما بعد.
ثمان سنوات مرت على أحداث بنقردان، وما تزال ذكرى نجاح الوحدات الامنية والعسكرية في التصدي للعناصر الارهابية التي حاولت في عملية غادرة السيطرة على الجهة قائمة.
وقد انطلقت منطقة بنقردان من ولاية مدنين منذ اول امس السبت الموافق لـ2 مارس الجاري في تظاهرات إحياء الذكرى الثامنة للملحمة تحت عنوان "ملحمة بنقردان ملحمة الابطال".
طيلة الـ8 سنوات التي مرت تمكنت المحكمة الابتدائية بتونس من اصدار الاحكام في حق المتهمين والذين تجاوز عددهم الـ90 شخص، وماتزال القضية منشورة حاليا لدى محكمة الاستئناف في انتظار البت.
القضاء على اكثر من 55 ارهابيا والقبض على عدد اخر
ملحمة بنقردان تعود اطوارها الى فجر 7 مارس 2016، حيث حاولت مجموعة من العناصر الإرهابية، بالتنسيق مع الخلايا النائمة بالبلاد التونسية التسلل الى التراب التونسي قصد السيطرة عليها وإقامة إمارة فيها. وقد جدّت انذاك مواجهات بين العناصر الارهابية ووحدات مشتركة بين الأمن والجيش الوطنيين دامت لمدّة أسبوعين تقريبا تمّ خلالها القضاء على 55 عنصرا إرهابيا من بينهم 36 مسلحًا، وتم إلقاء القبض على عدد هامّ من المشتبه بهم. كما تمّ تسجيل استشهاد 12 شخصا من بين الوحدات الأمنية والعسكرية الى جانب 7 مدنيين.
وقد تولت -اثر ذلك- الوحدات الامنية والعسكرية القيام بجملة من العمليات الاستباقية بمختلف الجهات، اسفرت عن مقتل عدد هامّ من العناصر الإرهابية المتورطة في احداث بنقردان من بينهم 4 عناصر إرهابيّة مصنفة بالخطيرة وهم كلّ من نجم الدّين بن محمّد الضّاوي غربي ونجيب بن خشيرة بن عمارة المنصوري ووليد بن عمارة بن محمّد السديري ولسعد بن علي بن إبراهيم دراني.
هذا وقد كلّلت الحملة بإيقاف العنصر الإرهابي المصنّف بالخطير جدّا عادل بن ضوّ الغندري، وهو من مواليد 6 جوان 1986 وأصيل المنطقة ، والذي أثبتت الابحاث ضلوعه وتورطه في العديد من العمليات الإرهابية التي شهدتها البلاد التونسية.
وبتطور الأبحاث والتحريات تمكنت الوحدات الأمنية، بالتنسيق مع النيابة العمومية بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب من الكشف على عدد هامّ من مخازن الأسلحة التي تجاوزت تقريبا الـ17 مخزنا آنذاك كانت تحتوي على كميّات كبيرة من الأسلحة بمختلف أصنافها إلى جانب كميات كبيرة من الذخيرة والقنابل اليدوية والصواعق والأسلحة الحربية والألغام الأرضية ضد العربات وقاذفات صواريخ نوع «آر-بي-جي»... ومن أهم المخازن التي تمّ الكشف عنها مخزن الوراسنية الواقعة في ضواحي بن قردان من ولاية مدنين، ومخزن بمنطقة «شارب الراجل» طريق جرجيس من معتمدية بن قردان، وأخر بمنطقة الحنية من معتمديّة بن قردان.
أحكام ابتدائية بالاعدام
وكانت الدائرة الجنائية المختصة بالنظر في القضايا الارهابية بالمحكمة الابتدائية بتونس قد أصدرت في 4 مارس 2022 احكام في شأن المتهمين في قضية الحال من أجل جملة من التهم المتعلقة بالتآمر على امن الدولة والانضمام إلى تنظيم إرهابي والإضرار بالممتلكات العامة أو الخاصة أو بالموارد الحيوية أو بالبنية الأساسية أو بوسائل النقل أو الاتصالات أو بالمنظومات المعلوماتية أو بالمرافق العمومية وغيرها من الجرائم المنصوص عليها بالقانون الأساسي عدد 26 لسنة 2015 مؤرخ في 7 أوت 2015 المتعلق بمكافحة الإرهاب ومنع غسل الأموال، إضافة الى تهمتي القتل العمد ومحاولة القتل العمد طبقا لأحكام المجلة الجزائية.
وقد شملت الابحاث في قضية الحال 96 متهما أحيل من بينهم اكثر من 40 عنصر ارهابي بحالة ايقاف فيما تمت احالة عدد اخر بحالة سراح.
وقد قضت هيئة المحكمة بالاعدام في حق 16 متهما، والسجن بقية العمر لـ15 اخرون.
هذا وقد قضت بالسجن لمدة 30 سنة لمتهمين اثنين، و27 سنة لمتهمين اثنين اخرين.
كما قضت بسجن 7 متهمين لمدة 24 سنة وبسجن 3 آخرين لمدة 20 سنة.
هذا وقد تراوحت بقية الاحكام بين 15 سنة و4 سنوات سجن في حق باقي المتهمين المقضي في حقهم بالإدانة.
من جهة أخرى فقد قضت هيئة المحكمة بعدم سماع الدعوى في حق بعض المتهمين .
وقد تولّت النيابة العمومية الطعن في الحكم الصادر في قضية الحال. هذا وقد باشرت الدائرة الجنائية المختصة بالنظر في القضايا الارهابية بمحكمة الاستئناف بتونس منذ السنة الفارطة في النظر في القضية وتمّ تأجيلها الى شهر مارس الجاري.