إلى أكبر المهرجانات العالمية في تنافس مع كبار المخرجين حول العالم على أهم ألقاب الفن السابع. هي المخرجة/ النجمة التي تقف في الصفوف الأولى في تنافس على جوائز "كان" و"الأوسكار" و"سيزار"...
في كل مرة، تنجح أفلام كوثر بن هنية في لإقناع واقتلاع أكبر الجوائز في أعرق مهرجانات السينما. وهذه المرة، فاز فيلمها "بنات ألفة " بجائزة "سيزار" الفرنسية لأفضل فيلم وثائقي.
كوثر بن هنية فخر السينما التونسية والعربية
في باريس أضاء نجوم عالميون حفل «سيزار» في دورته 45 مساء الجمعة 23 فيفري 2024، إلا أنّ مخرجتين تونسيتين صنعتا الاستثناء وهما: كوثر بن هنية التي فازت بجائزة أفضل فيلم وثائقي طويل عن «بنات ألفة» والمخرجة الكندية من أصول تونسية منية شكري التي نالت جائزة أفضل فيلم أجنبي عن فيلمها «بسيط مثل سيلفان».
في الوقت الذي ينتظر فيه التونسيون بتشوّق كبير الإعلان عن جوائز الأوسكار يوم 10 مارس 2024 بعد أن بلغ فيلم "بنات ألفة" القائمة النهائية المختصرة، جاء فوز هذا الفيلم بجائزة سيزار ليكون مصدر فخر السينما التونسية والعربية على حد سواء.
وسبق لفيلم "بنات ألفة" لكوثر بن هنية والذي تم عرضه لأول مرة في مهرجان "كان" السينمائي أن حصد باقة من الجوائز المهمة على غرار جائزة "العين الذهبية" وجائزة "السينما الإيجابية" وجائزة "التنويه الخاص" من جمعية فرنسوا شالي في مهرجان "كان" وجائزة أفضل فيلم وثائقي بمهرجان جوثام الدولي وجائزة الشرق في مهرجان البحر الأحمر السينمائي....
في مزج بين الروائي والوثائقي، اقتبس فيلم "بنات ألفة" موضوعه من القصة الحقيقية لألفة الحمروني، وهي أم لأربع فتيات، تنضم اثنتان منهما (رحمة وغفران شيخاوي) إلى "داعش" ، وتهربان إلى ليبيا لينتهي بهما المطاف سجينتين هناك، بينما تكافح الأم لإنقاذ ابنتيها من السجن، والحفاظ على سلامة ابنتيها الأخريين. وفيلم "بنات ألفة" من بطولة هند صبري، ومجد مستورة، بالإضافة إلى مشاركة بطلات القصة الحقيقيات: ألفة الحمروني وابنتيها آية وتيسير شيخاوي، وتستعين المخرجة بالممثلتين نور خوري وإشراق مطر لأداء دورَيْ الابنتين الغائبتين.
وبعد فوزه بجائزة سيزار الفرنسية هل سيضرب فيلم "بنات ألفة " موعدا جديدا مع النجاح في شهر مارس المقبل عند الإعلان عن جوائز الأوسكار في هوليود؟
تونسيون فازوا بجوائز "سيزار"
في حفل سيزار في باريس لم تكن كوثر بن هنية التونسية والعربية الوحيدة التي صفق لها العالم بفضل فوزها بجائزة أفضل فيلم وثائقي طويل عن «بنات ألفة»، بل نجحت أيضا المخرجة الكندية من أصول تونسية منية شكري في حصد جائزة أفضل فيلم أجنبي عن فيلمها «بسيط مثل سيلفان». ويتحدث هذا الفيلم عن الأستاذة الجامعية"صوفي" التي كانت تعيش حياة هادئة مع زوجها قبل أن تلتقي بالعامل "سيلفان" بعد قدومه لترميم بيتهما الصيفي...
وسبق أن فاز ممثلون ومخرجون وموسيقيون تونسيون بجوائز سيزار على غرار الممثل التونسي سامي بوعجيلة الذي سنة 2021 بجائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم "بيك نعيش" للمخرج التونسي مهدي البرصاوي. ويروي الفيلم قصة زوجين « فارس » (سامي بوعجيلة) و »مريم » (نجلاء بن عبد الله ) كانا يعيشان حياة عادية مع ابنهما عزيز البالغ من العمر 11 سنة، قبل أن تتحول حياة العائلة إلى مأساة على إثر سطو مسلح ...
وفي سنة 2015 حصل فيلم "تمبكتو "للمخرج الموريتاني عبد الرحمن سيساكو على سبع جوائز "سيزار" ومنها جائزة أفضل موسيقى التي فاز بها التونسي أمين بوحفة وأفضل تصوير التي فاز بها التونسي سفيان الفاني ... و يروي فيلم "تمبكتو " حدث اجتياح مسلحين متطرفين لمدينة في مالي كانت تعيش بهدوء وسلام لتتحول حياة سكانها إلى جحيم بسبب ممنوعات الجماعات المتطرفة التي تمنع الموسيقى والتلفزيون ولعبة كرة القدم.
أما في عام 2005 فقد حقق فيلم "المراوغة" للمخرج الفرنسي من أصول تونسية عبد اللطيف كشيش المفاجأة بفوزه بأربع جوائز "سيزاز "وتدور أحداث في مدرسة ثانوية بالضاحية الباريسية حيث يعمل الطلاب على تقديم مسرحية للكاتب المسرحي "ماريفو"...
خلال تسلمها جائزة سيزار الفرنسية:
كوثر بن هنية تدعو إلى وقف مذبحة غزّة
وجَهت المخرجة التونسية كوثر بن هنية خلال تسلم جائزة "سيزار" في باريس دعوة لوقف إطلاق النار في غزة. وقالت صاحبة فيلم "بنات ألفة" إن "وقف قتل الأطفال أصبح مطلبا جذريا" مشددة على أن "المذبحة يجب أن تتوقف". على مسرح الأولمبيا في باريس في حفل سيزار الـ49 ، صدحت كوثر بن هنية قائلة : "نعلم جميعا أن الأفلام لا تغير العالم، لكنها تغير علاقتنا بالعالم... إنه أمر فظيع للغاية ولا يمكن لأحد أن يقول إنه لا يعرف ما يحدث في غزة إنها أول مذبحة يتم بثها على الهواء مباشرة ونشاهدها على هواتفنا".