ففي الوقت الذي من المفروض ان تترك السنوات اثرها الإيجابي على مستوى تقدم كرتنا باتت تكشف سقوطها المحير و تراجعها الى الوراء ،فشتان بين بلد كان في الماضي قادرا على تنظيم ابرز التظاهرات العالمية والقارية وبين نفس البلد الذي بات عاجزا في الوقت الحالي حتى عن إيجاد ملعب يحتضن بعض المباريات في البطولة المحلية.
يبدو ان بداية مرحلة التتويج تتجه نحو تأجيل جديد بعدما كانت مبرمجة في وقت سابق ليوم 17 فيفري لكن وجود ملعب حمادي العقربي برادس خارج نطاق الخدمة وعدم إمكانية احتضانه مباراة الترجي والملعب التونسي في افتتاح مرحلة البلاي أوف والتي تم تعيينها فيما بعد في ملعب زويتن لكن رفض فريق باب سويقة بسبب عجز الملعب عن استقبال عدد كبير من جمهوره فتأجلت الجولة برمتها الى 5 مارس القادم...لكن يبدو أن الجولة المذكورة ستتأجل من جديد الى موعد لاحق بما ان نية إدارة الحي الوطني الرياضي تتجه الى غلق أبواب الملعب من جديد. وتشير بعض الاصداء أن لجنة المسابقات التابعة للجامعة التونسية لكرة القدم وبالتنسيق مع الرابطة الوطنية لكرة القدم المحترفة سيُفرض عليها تأجيل انطلاق مرحلة التتويج مرة أخرى نظرا لرفض المشرفين على صيانة ملعب رادس فتح الملعب في هذا التاريخ نظرا لعدم اكتمال نمو العشب الجديد، واعلمت إدارة الحي الوطني الأولمبي كل الأطراف بأن ملعب رادس لن يكون جاهزا قبل 15 مارس وأنه تم فتحه بصفة استثنائية لاحتضان مباراة النجم والترجي الرياضي يوم السبت ويوم 2 مارس القادم لاحتضان مواجهة الترجي والهلال السوداني ويوم 3 من الشهر نفسه لمباراة النادي الافريقي واكاديميكا الانغولي في مسابقتي رابطة الابطال وكأس الكونفدرالية حتى لا تضع الفرق التونسية في مأزق وتجبرها عن البحث عن ملاعب خارج حدود الوطن .
ومن المنتظر ان تشرع إدارة الحي الأولمبي بالانطلاق في إعادة تعشيب الملعب بعد هذه المواجهة وذلك بنوعية عشب جديدة تم جلبها من أوروبا، وهو ما سيحتم غلق الملعب المذكور لفترة لا تقل عن أسبوعين، مبدئياً.
اهل القرار في الجامعة والرابطة في موقف صعب
من المنتظر ان يضع قرار إدارة الحي الوطني الرياضي بغلق ملعب رادس من جديد ، اهل القرار في المكتب الجامعي والرابطة في موقف لا يحسدون عليه فمن جهة من المفترض ان يتم احترام الرزنامة حتى لا يكون هناك ضغط مباريات في الفترة القادمة ومن جهة ثانية تبدو الرؤية ضبابية في خصوص الحلول المطروحة على الطاولة لتجاوز هذا المشكل ،فإذا كان من الممكن منح ترخيص استثنائي للفرق التونسية الثلاث المشاركة في المسابقتين القاريتين للعب في ملعب رادس فذلك غير وارد على المستوى المحلي في مرحلة التتويج إذ ان ملعب حمادي العقربي برادس يحتضن مباريات الترجي والنادي الافريقي في البلاي أوف في ظل عدم جاهزية ملعب الشاذلي زويتن الذي تبين عدم مطابقته للانتظارات والشروط التنظيمية رغم انه لم يفتح ابوابه الا منذ فترة قصيرة بعد غلقه لعدة سنوات.ولعل اتخاذ قرار التأجيل مرة أخرى سيعمق المتاعب ويضع المسؤولين في ورطة كبيرة يجب العمل على إيجاد الحلول العاجلة اليها والحال ان وضع المكتب الجامعي الحالي خاص مع اقتراب نهاية فترته النيابية وتأجيل الجلسة العامة الانتخابية التي كانت مقررة يوم 9 مارس الى موعد لاحق بعد اسقاط كل القائمات المترشحة للانتخابات.
المنتخب والفرق المشاركة قاريا تدفع الضريبة
لا شك ان التأجيل الجديد المنتظر لضربة بداية مرحلة التتويج من شأنه أن يترك تأثيرات كبيرة سيدفع ثمنها دون شك الفرق التي تشارك في المسابقات القارية فهي مجبرة على خوض غمار دور المجموعات الحاسم مع فرق تفوقها حيث نسق المباريات لذلك ليس من الغريب ان تجد صعوبة في إيجاد ثوابتها والخروج بنتيجة إيجابية من المواجهة ولذلك وجد الترجي الرياضي والنجم الساحلي صعوبات في رابطة الابطال كما هو الشأن بالنسبة الى النادي الافريقي في كأس الكاف .كما بات المنتخب الوطني يجد صعوبة كبيرة مع منتخبات يمكن القول إنها مغمورة أو أقل منه على مستوى الإمكانيات.
الفرق الممثلة لتونس قاريا هي المرآة العاكسة لمستوى بطولتنا، وبينما كانت تبسط سيطرتها المطلقة سواء في منتصف التسعينات أو في السنوات التي تلتها على القارة السمراء عندما كان مستوى البطولة المحلية قويا وتنافسيا والبنية التحتية الرياضية في افضل الاحوال باتت في السنين الأخيرة تتجرع مرارة الخيبات المتلاحقة .
العودة لنظام المجموعة الواحدة في بطولة الموسم القادم
اكدت مصادر قريبة من أجواء الجامعة التونسية لكرة القدم أن بلحسن مالوش المستشار الفني للجامعة قدم مقترحاً لنظام البطولة في الموسم المقبل، وسيعرضه على المكتب الجامعي الجديد بعد انتخابه ، فضلا عن تقديم تصورات لتطوير المستوى الفني للبطولة الذي تراجع بشكل ملحوظ خلال المواسم القليلة الماضية.
ومن المنتظر ان يتم حسب مقترح المستشار الفني الغاء نظام المجموعتين في الموسم القادم، بعدما تم اللجوء اليه في الموسمين الأخيرين. ويبدو انه سيتم الإبقاء على بطولة بمجموعة موحدة تضم 14 أو 16 فريقا ، على أن يتوج المتصدر مباشرة باللقب وينزل صاحبا المركزين قبل الأخير والأخير الى الرابطة الثانية.