مقتل 29195 شخص واصابة 69170 منذ 7 اكتوبر كارثة إنسانية في غزة والمجتمع الدولي يفشل في امتحان وقف اطلاق النار

بالتزامن مع تحذيرات من كارثة إنسانية بسبب سوء التغذية المتفشّي،

والانتشار السريع للأمراض، مع تصاعد عدد وفيات الأطفال في قطاع غزّة، لا يبدو ان حلا وشيكا يلوح في الأفق لإنهاء المحرقة الصهيونية المتواصلة والتي أدت الى مقتل 29195 شخص واصابة 69170 منذ 7 أكتوبر. يأتي ذلك فيما قالت الرئاسة الفلسطينية، إن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول السيطرة الأمنية الكاملة على الضفة الغربية وقطاع غزة، "تحدٍّ للشرعية الدولية". واعتبر الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، أن "تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول السيطرة الأمنية الكاملة على الضفة الغربية وقطاع غزة، تحدٍّ للشرعية الدولية وللمبادرة العربية، واستخفاف بالموقف الدولي والأميركي، خاصة أن العالم بأسره يتحدث عن دولة فلسطينية مستقلة ويسعى إلى الاعتراف بها".

جنوب إفريقيا: إسرائيل تعتبر نفسها غير مقيدة بأفعالها ضد الفلسطينيين

بموازاة ذلك تتواصل المعركة القانونية في المحاكم الدولية ضد مجرمي الحرب الصهاينة . واكد قال سفير جنوب إفريقيا لدى هولندا، فوسيموزي مادونسيلا، امس الثلاثاء، إن إسرائيل تعتبر نفسها غير مقيدة في أفعالها ضد الفلسطينيين.
جاء ذلك خلال ترأسه وفد بلاده خلال جلسة استماع عقدتها محكمة العدل الدولية حول التبعات القانونية للممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأضاف مادونسيلا أن نحو 30 ألف فلسطيني قتلوا خلال آخر 4 أشهر، مؤكدا أن "هذه ليست مجرد إحصائيات بل دماء الشعب الفلسطيني وأشلاؤه".
وأردف متسائلا: "متى ستنتهي عقود الإفلات من العقاب التي عاشتها إسرائيل؟".
وتابع: "على مدى الأيام الـ 136 الماضية، ظل العالم يراقب برعب الهجمات المتواصلة على غزة، يوما بعد يوم".
وأكد أن "وحشية وعنف العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة ضد غزة وانتهاك القانون الدولي، بما في ذلك الأوامر الصادرة عن محكمة العدل الدولية، هي أوضح إشارة إلى أن إسرائيل تعتبر نفسها غير مقيدة في أفعالها ضد الفلسطينيين". وأشار إلى أن التأخر في التوصل إلى حل عادل ومنصف أدى إلى دائرة لا نهاية لها من العنف.
وأضاف أن إسرائيل بمواصلتها احتلال أراضي فلسطين منذ 56 عاما، تتحدى القانون الدولي ومئات قرارات الأمم المتحدة وتتجاهل بشكل تام ردود فعل المجتمع الدولي.
وشدد على أن "فلسطين لها الحق في تقرير المصير، وينبغي السماح لها بممارسة هذا الحق".
ويشارك في جلسات محكمة العدل الدولية التي انطلقت الاثنين، وتستمر حتى 26 فيفري شباط الجاري، أكثر من 50 دولة ستقدم مرافعات بشأن الممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ومن بين تلك الدول تركيا والسعودية والجزائر ومصر والإمارات والأردن، إضافة إلى الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وروسيا والصين، وفق الموقع الإلكتروني للمحكمة.
وفي رأي استشاري مماثل، قضت محكمة العدل الدولية عام 2004 بعدم قانونية بناء الجدار الفاصل في الضفة الغربية المحتلة، وطالبت إسرائيل بإزالته من كل الأراضي الفلسطينية، بما فيها القدس الشرقية وضواحيها، مع تعويض المتضررين، لكن تل أبيب لم تنفذ طلب المحكمة.

فشل الهدنة
يأتي ذلك مع دعوات لـ26 دولة عضو في الاتحاد الأوروبي إلى "هدنة إنسانية فورية" في غزة، مطالبة إسرائيل بالإحجام عن أي عمل عسكري في رفح.
وأعدت الجزائر نصا جديدا عرض على مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف "فوري" لإطلاق النار. لكنّ مشروع القرار يواجه بفيتو من الولايات المتحدة، حليفة إسرائيل.
ويطالب مشروع القرار بـ"وقف إنساني فوري لإطلاق النار يجب على جميع الأطراف احترامه". ويُعارض النصّ "التهجير القسري للمدنيّين الفلسطينيّين"، في حين أنّ إسرائيل كانت تحدّثت عن خطّة لإجلاء المدنيّين قبل الهجوم البرّي في رفح ودعت إلى إطلاق سراح جميع الرهائن.
ووفقا لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، يوجد نحو مليون ونصف مليون شخص في رفح التي زاد عدد سكانها ستة أضعاف منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس في 7 أكتوبر. وتقع هذه المدينة عند الحدود المغلقة مع مصر وتتعرض يوميا لضربات يشنها الجيش الإسرائيلي الذي قال إنه يستعد لشن هجوم بري فيها.
ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو رفح بأنها "المعقل الأخير" لحماس قائلا إنه مصمم على مواصلة الهجوم "حتى النصر الكامل".
وليل الاثنين الثلاثاء تركز القصف الإسرائيلي على شرق قطاع غزة ومدينة خان يونس وفقا لصحافي في وكالة فرانس برس.
وبعد نحو عشرين أسبوعا من الحرب، باتت تقارير المنظمات الإنسانية حول الوضع في قطاع غزة تثير قلقا متزايدا.
أطفال مهددون
وقالت وكالات الأمم المتحدة إنّ الغذاء والمياه النظيفة أصبحت "نادرة جدا" في القطاع الفلسطيني المحاصر، وإنّ جميع الأطفال الصغار تقريبا يُعانون أمراضا مُعدية.
وقال تيد شيبان، نائب المدير التنفيذي لليونيسف، إنّ غزّة على وشك أن تشهد "انفجارا في وفيات الأطفال التي يُمكن تفاديها، ما من شأنه أن يُضاعف مستوى وفيات الأطفال الذي لا يُطاق أصلا".
ويتأثّر ما لا يقلّ عن 90 في المئة من الأطفال دون سنّ الخامسة في غزّة بواحد أو أكثر من الأمراض المُعدية، وفق تقرير صادر عن اليونيسف ومنظّمة الصحّة العالميّة وبرنامج الأغذية العالمي.
كمين جديد للاحتلال
أكدت كتائب شهداء الأقصى أنها قصفت تجمعًا لجنود العدو وآلياتهم العسكرية بعدد من قذائف الهاون وصواريخ قصيرة المدى شرق مخيم جباليا. وفي خضم هذه المستجدات أعلنت "حماس" امس الثلاثاء، وصول وفد من الحركة يترأسه رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية إلى القاهرة، لإجراء مباحثات مع المسؤولين المصريين حول الأوضاع السياسية والميدانية في ظل الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ نحو 5 أشهر.
وقالت الحركة في بيان: "وصل الأخ المجاهد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صباح اليوم، إلى العاصمة المصرية القاهرة على رأس وفد من قيادة الحركة وذلك لإجراء مباحثات مع المسؤولين المصريين".
وأضافت أن المباحثات تدور حول "الأوضاع السياسية والميدانية في ظل الحرب العدوانية على غزة والجهود المبذولة لوقف العدوان وإغاثة المواطنين وتحقيق أهداف شعبنا الفلسطيني".
وتأتي زيارة هنية بينما تتواصل المفاوضات بوساطة مصرية وقطرية بين "حماس" وإسرائيل بغية التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى ووقف لإطلاق النار في القطاع، وفي ظل مخاوف دولية وإقليمية من خطورة توسيع تل أبيب عملياتها العسكرية في مدينة رفح المتاخمة للحدود المصرية، والمكتظة بالنازحين الفلسطينيين.
وتتواصل المفاوضات بوساطة مصرية وقطرية بين "حماس" وإسرائيل من أجل التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى ووقف لإطلاق النار في القطاع.
وتصر حماس على "الوقف الكامل للعدوان الإسرائيلي وانسحاب جيش الاحتلال خارج غزة والالتزام بإعادة الإعمار" من أجل التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى.
والثلاثاء الماضي، عقدت جلسة مفاوضات في العاصمة المصرية القاهرة، لكنها انتهت دون تحقيق أي اختراق.
وسبق أن سادت هدنة بين حماس وإسرائيل لأسبوع من 24 نوفمبر وحتى 1 ديسمبر 2023، جرى خلالها وقف إطلاق النار وتبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية محدودة للغاية إلى غزة، بوساطة قطرية مصرية أمريكية.
وتقدّر تل أبيب وجود نحو 134 أسيرا إسرائيليا في غزة، بينما تحتجز في سجونها ما لا يقل عن 8800 فلسطيني، بحسب مصادر رسمية من الطرفين.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".

الأزمة المالية
في الأثناء ، قال رئيس الحكومة الفلسطينية محمد اشتية، امس الثلاثاء، إن الاتفاق مع النرويج لتحويل أموال المقاصة التي تحتجزها إسرائيل "لا يعطي فلسطين حقها الكامل في أموالها ولا يحل الأزمة".
جاء ذلك في بيان صادر عن مكتب اشتية، في مستهل اجتماع الحكومة الأسبوعية بمدينة رام الله بالضفة الغربية، وسط أزمة مالية حادة تعصف بالسلطة الفلسطينية.
وأضاف: "بشأن تحويل أموال المقاصة، ما زالت إسرائيل تحتجز كامل أموالنا.. حتى هذه اللحظة لم تقم بتحويل أية مبالغ لنا" منذ نوفمبر/تشرين ثاني الماضي.
وتقوم إسرائيل بجمع الضرائب نيابة عن السلطة الفلسطينية مقابل واردات الفلسطينيين على السلع المستوردة، وتسميها "أموال المقاصة"، بمتوسط شهري 220 مليون دولار.
وتعتمد السلطة الفلسطينية على أموال المقاصة من أجل دفع رواتب موظفيها، وبدونها لن تكون قادرة على الإيفاء بالتزاماتها تجاه فاتورة الأجور، وتجاه نفقات المؤسسات الحكومية.
إلا أن إسرائيل علقت تحويل المقاصة للجانب الفلسطيني عقب الحرب على غزة في 7 أكتوبر 2023، فيما قررت استقطاع مبلغ 74 مليون دولار شهريا منها، كانت تحولها السلطة الفلسطينية إلى غزة، بدل رواتب موظفيها هناك، وجزء يخصص لشركة كهرباء غزة.
وزاد اشتية: "تم الاتفاق مع النرويج أن تستلم قيمة المبالغ التي نحولها لقطاع غزة.. وفق هذا الترتيب اشترطت إسرائيل أن لا يتم إرسال أية مبالغ لنا من الأموال المحتجزة والمحولة للنرويج، ولم تقم إسرائيل بتحويل المبالغ للنرويج".
وتابع: "هذا الترتيب لا يعطينا حقنا في كامل أموالنا، وعليه فإن هذا الأمر لا يحل لنا الأزمة المالية.. مجمل الاقتطاعات مقابل ما كنا نحوله لغزة وستنقله إسرائيل للنرويج يبلغ 800 مليون شيكل (223 مليون دولار)".
كانت وزارة الخارجية النرويجية قالت أنها ستتكفل بنقل أموال المقاصة التي تجبيها إسرائيل نيابة عن السلطة الفلسطينية، والتي أوقفت إسرائيل نقلها بعد 7 أكتوبر الماضي.
وأشارت الوزارة في بيان، إلى أنّ إسرائيل ستنقل أموال المقاصة للنرويج التي بدورها ستنقلها إلى للسلطة الفلسطينية باستثناء الأموال المخصصة لقطاع غزة. وأكدت أنّ هذا الإجراء المؤقت سيلعب دورا في تجنيب انهيار السلطة الفلسطينية ماليا.
غارتان إسرائيليتان على جنوب لبنان
وفيما يتعلق بالجبهة الشمالية مع لبنان ، نفذ الطيران الحربي الإسرائيلي، امس الثلاثاء، غارتين على مناطق في جنوب لبنان، بعد تكثيفه عمليات الاستطلاع طوال الليلة الماضية على عدد من البلدات الجنوبية، وفق وكالة الأنباء اللبنانية.
وأفادت الوكالة (رسمية) بأن الطيران الحربي الإسرائيلي نفذ الثلاثاء "غارة على الأطراف الجنوبية لبلدة ميس الجبل، وغارة ثانية على بلدة حولا في قضاء مرجعيون"، دون الكشف عن سقوط أي خسائر بشرية أو مادية.
وأشارت إلى أن الطيران الاستطلاعي الإسرائيلي "كثف طوال الليلة الماضية، وحتى صباح اليوم، من تحليقه فوق قرى قضاءي صور وبنت جبيل (جنوب)، وسط استمرار إطلاق القذائف الحارقة والقنابل المضيئة ليلا، فوق قرى القطاعين الغربي والأوسط".
وكان الطيران الحربي الإسرائيلي "أغار بعد السابعة من مساء أمس (+2 تغ)، على بلدات مروحين وعيتا الشعب وبيت ليف، فيما أدى القصف إلى أضرار جسيمة في المنازل والمزروعات والبنى التحتية، وخاصة شبكتي الكهرباء والمياه"، بحسب المصدر ذاته.
وفي السياق، رصدت الوكالة اللبنانية "تزايد نزوح سكان القرى المتاخمة للحدود اللبنانية - الفلسطينية".
وفي تطور لافت مساء الاثنين، استهدف الجيش الإسرائيلي بلدة الغازية قرب مدينة صيدا جنوب لبنان على بعد 50 كلم من الحدود، قال إنها "بنية تحتية لحزب الله"، ما أسفر عن 14 مصابا معظمهم عمال سوريون وفلسطينيون، فيما نفى صاحب الشركة المستهدفة ارتباطها بأي نشاط مسلح، وفق بيان باسم جهة تسمّي نفسها "حركة شباب لبنان" أوردته وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، علما أنه لم يسبق تواتر اسمها في مصادر لبنانية.
وعلى وقع حرب إسرائيلية مدمّرة على قطاع غزة، ذهبت بتل أبيب إلى محكمة العدل الدولية للمرة الأولى منذ تأسيسها بتهمة "الإبادة الجماعية"، تشهد الحدود الإسرائيلية اللبنانية منذ 8 أكتوبر 2023، تبادلا لإطلاق النار بين جيش الاحتلال الإسرائيلي من جهة، و"حزب الله" وفصائل فلسطينية من جهة أخرى، أدّى إلى سقوط قتلى وجرحى على طرفي الحدود.

 

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115