ويعمق متاعبها ويزيد من تقهقرها سنوات ضوئية الى الوراء مقارنة بدول كانت في السابق تحلم بمواجهة الفرق والمنتخبات التونسية باتت منشآتها الرياضية افضل بكثير مما يوجد في تونس بل وهل يحق لنا الحديث عن منشآت رياضية في تونس والحال ان جل الملاعب خارج نطاق الخدمة ؟ ملعب حمادي العقربي الذي كان يسمى 'درة المتوسط ' فقد بريقه ومكانته كواحد من أجمل ملاعب القارة السمراء وهو آخر ملعب تم تشييده بالبلاد التونسية قبل 23 سنة وملعب المنزه الذي كان شاهدا على افضل المباريات في تاريخ كرة القدم التونسية على مستوى الأندية والمنتخبات لا تزال ابوابه موصدة أمام الجمهور الرياضي لأجل غير معلوم...
رغم ان سباق الرابطة المحترفة الأولى ركن الى الراحة منذ ما يزيد عن الشهر فاسحا المجال لمنافسات كأس أمم افريقيا ،فإن استئناف النشاط في 17 من شهر فيفري الحالي سيحمل معه المشاكل من جديد بالنسبة الى كل من الترجي الرياضي والنادي الافريقي الذين يبدوان مقبلين على متاعب تعيدهم الى سنوات سابقة لما اضطر الفريقان الى إجراء مواجهة الدربي في ملعب مصطفى بن جنات بالمنستير لا سيما ان ملعب حمادي العقربي برادس سيغلق ابوابه. وسيفتح الملعب المذكور ابوابه بصفة استثنائية، يوم 24 فيفري لاحتضان مباراة النجم الساحلي والترجي الرياضي ضمن الجولة الخامسة من دور مجموعات مسابقة دوري أبطال أفريقيا، وكذلك يوم 3 مارس المقبل لاستقبال مباراة النادي الإفريقي ومنافسه أكاديميكا الأنغولي لحساب الجولة الأخيرة من دور مجموعات كأس الاتحاد الافريقي.
ولا تعد هذه المرة الأولى التي يعيش فيها الفريقان هذا الاشكال ففي ديسمبر 2022 وجدت العاصمة نفسها بلا ملاعب في ظل استحالة اللعب في أي من ميادينها في تلك الفترة.
الترجي والنادي الافريقي يستقبلان منافسيهما في زويتن
سيكون ملعب الشاذلي زويتن مسرحا للقاء الاجوار بين الترجي الرياضي والملعب التونسي في مفتتح مرحلة التتويج من الرابطة المحترفة الأولى لموسم 2023-2024 لاستحالة اجراء المواجهة بملعب حمادي العقربي برادس بسبب اشغال الصيانة وهو الذي شهد في الجزء الأول من الموسم نسقا ماراطونيا اثّر على حالة ارضيته بما انه احتضن مباريات الترجي والنادي الافريقي المحلية والقارية ومباريات النجم الساحلي القارية وكذلك مباريات المنتخب الوطني ...
وخلف اختيار ملعب زويتن لاحتضان المواجهة ردود فعل عديدة خاصة من جمهور الترجي الرياضي الذي يرفض مسرح المباراة ،بما أنه لا يتسع لاكثر من 12 الف متفرج وهو اقل من عدد المشتركين في فريق باب سويقة.
كما سيحتضن ملعب الشاذلي زويتن بدوره مباراة الجولة الثانية من مرحلة التتويج بين النادي الافريقي والاتحاد المنستيري...
رفض 'الكاف' كشف الخور
في تونس خلال السنوات المتعثرة التي تلت 2011 أدى ضعف الإمكانيات واضطراب الحوكمة إلى تأثر البنية التحتية. ورغم الجهود المبذولة لتدارك الوضع منذ ذلك الحين تبقى التجهيزات المتوفرة دون حجم الانتظارات... لكن رغم عديد النقاط السلبية التي تغذي نظرتنا التشاؤمية لمستقبل الرياضة التونسية فلم نكن نظن أننا سنصل الى يوم يصفعنا فيه الاتحاد الافريقي رافضا تأهيل كل الملاعب التونسية لاحتضان المباريات القارية وحتى ملعب حمادي العقربي برادس فقط تم تأهيله بشروط.
في شهر ديسمبر 2023 ،رفض الاتحاد الافريقي لكرة القدم بعد المعاينة ، اعتماد ملعب سوسة الأولمبي لاحتضان مباريات النجم الساحلي في مرحلة المجموعات من مسابقات الأندية 2023-2024.
واعتبر الهيكل القاري أن الملعب الأولمبي بسوسة "غير مؤهل لاستقبال المباريات الإفريقية بسبب جملة من النقائص وعدم مطابقته للمواصفات الدولية والافريقية للملاعب"،داعيا إلى مواصلة برنامج التهيئة واقتناء المعدات اللازمة ورغم ان 'الكاف' برمج زيارة ثانية للملعب منذ مدة للاطلاع على تطور الاشغال فإنه لم يلحظ تقدما ملحوظا مما جعله يرفع راية الرفض من جديد ومعه قررت المحكمة الابتدائية بسوسة فتح تحقيق في شبهة فساد تتعلق بأشغال ملعب سوسة.
وقال المتحدث بإسم المحكمة في تصريحات اعلامية، إنه يتعين على المحققين التحقيق على وجه التحديد في العقود الممنوحة لأعمال التهيئة والنفقات المتكبدة ونوعية التدخلات.
وقد انطلقت أشغال تهيئة الملعب الأولمبي بسوسة سنة 2019 بتمويل أولي يبلغ 32 مليون دينار ليصل بعد ثلاث سنوات من العمل إلى ميزانية 60 مليون دينار.
ومنذ المباراة الأولى التي أجريت على الملعب الجديد، تم تسليط الضوء على العديد من الإخفاقات المتعلقة بالسعة المحدودة للملعب و"أخطاء التصميم" التي جعلت من الصعب متابعة المباريات في الملعب.
وواجه ملعب مصطفى بن جنات بدوره الرفض من الاتحاد الافريقي في جانفي من السنة الماضية ، وبرر الكاف موقفه بكون الملعب المذكور قديم وهندسته المعمارية تجاوزها الزمن ويتطلب الامر اشغالا كبيرة حتى يكون الملعب مطابقا للمواصفات. وطلب الهيكل القاري من مسؤولي الاتحاد المنستيري ضرورة القيام بتحسينات كبيرة ثم الغلق الفوري للملعب ومباشرة الأشغال المطلوبة.
سلطة الاشراف تعلن العجز
لم يخف وزير الشباب والرياضة كمال دقيش، في تصريحات إعلامية سابقة عدم قدرة الدولة بمفردها على مواصلة الاستثمار في البنية التحتية الرياضية، في ظل الأزمة التي تمر بها المالية العمومية، مشيرا إلى أن المشاريع التي تنفذها الدولة حاليا، هي مشاريع مبرمجة منذ سنوات.
وقال وزير الشباب والرياضة، إن الدولة تسعى في الفترة الحالية إلى التعويل على مساهمة القطاع الخاص في إنقاذ المنشآت الرياضية في ولايات البلاد الـ24.