في حوار لـ''المغرب'' أن الضربات الأمريكية البريطانية الأخيرة ضد جماعة الحوثي باليمن، جاءت لثلاث أسباب السبب الأول هو تعهد الولايات المتحدة الأمريكية منذ بداية الحرب في قطاع غزة بأنها سوف تردّ على أي طرف ثالث سيتدخل في هذا الصراع وبالتالي شاهدناها ترد على جماعة الحوثي الموجودة في اليمن وجماعات أخرى موجودة في سوريا والعراق أيضا .
وأضاف "السبب الثاني وهو حماية طرق التجارة الدولية فما فعلته جماعة الحوثي أضر بمصالح إسرائيل ولكن أيضا أضر بمصالح الولايات المتحدة الأمريكية وأطراف أخرى لذلك عمدت واشنطن للردّ بشكل مباشر على جماعة الحوثي . السبب الثالث وهو تطبيقي الحقيقة للتحالف الذي أنشأته أمريكا وهو تحالف ''الإزدهار'' والذي معني بحماية الأمن والإستقرار في البحر الأحمر ... كل ذلك من تداعيات الحرب في غزة والتي سيكون لها تأثير على المنطقة برمتها وعلى إعادة ترتيب أوراق المنطقة ماقبل عملية طوفان الأقصى هو بالتأكيد مختلف عما بعدها وسوف يتحدد بشكل كبير وفق لآلية وكيفية انتهاء الحرب الموجودة في قطاع غزة حاليا'' .
وأكد محدّثنا أن الحرب في قطاع غزة بالفعل توسعت إلى مايشبه الصراع الإقليمي ،صحيح أنه ليس هناك مواجهة مفتوحة بين إيران ومحور المقاومة من جهة وإسرائيل من جهة أخرى لكن هناك مناوشات نشهدها منذ الأيام الأولى للحرب مابين حزب الله وإسرائيل ، تدخل أيضا جماعة الحوثي وبعض الهجمات في سوريا والعراق من ميليشيات تتبع إيران ، لكن إلى حدّ الآن هناك صراع مُتحكم به لم يخرج عن السيطرة ولا أتوقع الحقيقة أن يخرج عن السيطرة وفق تعبيره.
وتابع محدّثنا " ليس من مصلحة إيران كما ليس من مصلحة إسرائيل أو الولايات المتحدة الأمريكية الدخول في مواجهة مفتوحة لكن ذلك لا يعني بالضرورة أن هذا الإحتمال غير وارد ، يمكن أن يكون تداعيات لضربات عسكرية يكون تأثيرها كبيرا وبالتالي هذا الاحتمال وارد إلى حد الآن طالما أن الحرب ماتزال مستعرة في قطاع غزة ''، وأشار إلى أنّ ''المنطقة تغيرت بشكل كبير ، الحرب في قطاع غزة ساهمت إلى حد كبير في مسألتين أساسيتين أعادت القضية الفلسطينية إلى واجهة الأحداث في المنطقة بعد أن تراجعت خلال السنوات الأخيرة على الأقل منذ اندلاع مايسمى ثورات الربيع العربي تراجع حضورها بشكل كبير ، أما المسألة الثانية فهي تراجع قطار التطبيع الذي كان قد بدأ على امتداد السنوات الماضية وبالتالي المنطقة في مرحلة إعادة تشكيل إذا جاز التعبير '' على حد تعبيره.
واختتم محدثنا ""ماهي ملامح هذه المنطقة الملامح الجديدة هذا لم يتحدد بعد ، هذا بحاجة لمزيد من الوقت وبحاجة لمعرفة النتائج الحقيقية للصراع القائم ، هل ستستطيع إسرائيل حسم المعركة لصالحها هل ستستطيع حماس الثبات وكونها جزء من المنظومة السياسية في المنطقة خلال المرحلة القادمة ؟ إيران التي أصبحت جزءا ولاعبا رئيسيا في المنطقة كيف سيكون دورها ... كل هذه عوامل سوف تؤثر بشكل أو بآخر في صياغة ملامح المنطقة من جديد ".