الحرب على غزة في يومها الـ103.. تصاعد خطر التهجير القسري يسرّع جهود وقف الحرب تغيرات جديدة في المنطقة في ظل الصراع القائم

أثار التصعيد الدراماتيكي الذي تعيشه المنطقة جراء الحرب

المندلعة في غزة منذ السابع من أكتوبر ، مواقف دولية متزايدة ودعوات لضرورة وقف الحرب قبل أن تتسع رقعة التوترات وتلقي بظلالها على المنطقة برمتها . وفي سياق الجهود الدولية لوقف الحرب وكأول مقترح تتقدم به بصفتها عضوا غير دائم في مجلس الأمن لعهدة 2024 – 2025، دعت الجزائر، إلى عقد جلسة مفتوحة لمجلس الأمن يوم الجمعة حول خطر التهجير القسري، الذي يتعرض له سكان قطاع غزة الفلسطيني. جاء هذا التحرك ليشكّل أول مبادرة للجزائر في مجلس الأمن من خلال الدعوة إلى جلسة مفتوحة تناقش خطورة التهجير القسري للفلسطينيين وخاصة سكان غزة، وما يترتب عنه من آثار سلبية على القضية الفلسطينية العادلة. يشار الى ان التوترات في البحر الأحمر شهدت تطورا ملحوظا وشدا وجذبا بين جماعة الحوثي من جهة والتحالف الدولي بقيادة أمريكا من جهة أخرى وسط مخاوف من تفجّر الأوضاع وتوسّع رقعة الحرب. وارتفع عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع إلى "24 ألفا و285 شهيدا و61 ألفا و154 مصابا"، منذ 7 أكتوبر الماضي في اليوم الـ 102 للعدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة".وأفادت وزارة الصحة بأن "الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 15 مجزرة ضد العائلات في قطاع غزة راح ضحيتها 158 شهيدا و320 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية".

وأضافت "ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم".وخلّفت الحرب الإسرائيلية المدمرة ضدّ قطاع غزة "كارثة إنسانية غير مسبوقة" وتسببت بنزوح أكثر من 85 بالمائة من سكان القطاع خلال 3 أشهر، وهو ما يعادل 1.9 ملايين شخص، وفق بيانات صادرة عن السلطات الفلسطينية والأمم المتحدة.
توترات متسارعة
وفي سياق التوترات التي خلفتها حرب غزة استدعت بغداد أمس الثلاثاء سفيرها في طهران للتشاور وندّدت بضربات إيرانية بصواريخ باليستية استهدفت إقليم كردستان العراق وسوريا المجاورة، وضعتها الجمهورية الإسلامية في إطار "الحق المشروع" في الدفاع عن أمنها بعد هجمات طالتها في الآونة الأخيرة.

وتأتي هذه الضربات في سياق الوضع المتوتر في الشرق الأوسط على خلفية الحرب في غزة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية حماس المنضوية ضمن "محور المقاومة" ، ومخاوف من اتساعها إلى نزاع إقليمي شامل.
وأعلن الحرس الثوري ليل الإثنين الثلاثاء أنه استهدف بصواريخ باليستية "مقرات تجسس وتجمع الجماعات الإرهابية المناهضة لإيران في المنطقة"، مؤكدا تدمير "مقر لجهاز الموساد الصهيوني" في إقليم كردستان، وتجمعات لتنظيم داعش الإرهابي في سوريا.وندّدت وزارة الخارجية العراقية في بيان بـ"الاعتداءات" على إربيل عاصمة إقليم كردستان المتمتع بحكم ذاتي، واستدعت سفيرها في طهران للتشاور.وقالت "استدعت وزارة الخارجية سفير جمهورية العراق لدى طهران نصير عبد المحسن، لغرض التشاور على خلفية الاعتداءات الإيرانية الأخيرة على أربيل، والتي أدت إلى سقوط عدد من الشهداء والمصابين". من جهة أخرى أدانت ألمانيا وفرنسا،أمس الثلاثاء، الهجمات الصاروخية التي شنتها قوات الحرس الثوري الإيراني على مدينة أربيل العراقية مساء الاثنين.
وقالت الخارجية الألمانية في منشور على منصة إكس: "هذه الهجمات تنتهك وحدة أراضي العراق وتعرض استقرار المنطقة برمتها للخطر".وأضافت: "ندين بشدة هذه الهجمات الصاروخية غير المسؤولة التي شنتها إيران على أربيل الليلة الماضية، ونعلن تضامننا مع أقارب الضحايا" وفق الأناضول.
بدورها أدانت الخارجية الفرنسية الهجمات بشدة، وقالت في بيان: "هذه الهجمات انتهاك واضح لسيادة العراق وهي مثيرة للقلق وغير مقبولة وتهدد استقرار وأمن العراق".وشدد البيان على وجوب وقف الهجمات الإيرانية على أربيل، مؤكدا تضامن باريس مع حكومة إقليم كردستان شمال العراق.

جهود دولية

من جانبها قالت وزارة الخارجية القطرية، الثلاثاء، إن التوترات في البحر الأحمر لا يمكن حلها إذا تم تجاهل إنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.وأضاف متحدث الخارجية ماجد الأنصاري، في مؤتمر صحفي بالدوحة، أن "تصاعد التوترات في البحر الأحمر فرعٌ من التوتر في غزة، ولا يمكن حلها إذا تجاهلنا إنهاء الحرب على القطاع".وحذّر من أنه "إذا لم يتم إيقاف الحرب في غزة فإن التداعيات الإقليمية ستستمر، أما إذا انتهت الحرب فسينخفض التوتر في الإقليم بشكل كبير".
وكرر الأنصاري تأكيد موقف قطر الذي أعلنه رئيس الوزراء وزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في كلمة خلال جلسة حوارية بمنتدى دافوس الاقتصادي العالمي في سويسرا، الثلاثاء، بأن "الخيارات العسكرية لن تأتي بأي حلول إيجابية بشأن التوتر في البحر الأحمر".
وأضاف متحدث الخارجية أن "التوتر في البحر الأحمر لن يحل بشكل عسكري أمني، بل بشكل سياسي من خلال إيقاف الحرب في غزة"، مبيّنا أن "كل تداعيات الحرب في المنطقة ستتراجع"، بما في ذلك بالبحر الأحمر.
كما طالب المجتمع الدولي باتخاذ "قرار واضح لوقف الحرب في غزة فورا"، ونقل تأكيد رئيس الوزراء "استمرار وساطة قطر المشتركة" تحقيقًا لهذه الغاية.
من جانبه أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري، أمس الثلاثاء، أن تحقيق وقف إطلاق النار "يظل هو السبيل الأمثل لإنهاء المأساة الإنسانية في قطاع غزة".جاء ذلك خلال استقبال شكري، سيجريد كاخ، كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة، وذلك في أول زيارة تقوم بها للمنطقة عقب توليها المنصب بموجب قرار مجلس الأمن 2720 ، لتسهيل وتنسيق ومراقبة عملية إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة ، وفق المتحدث باسم الخارجية أحمد أبو زيد.

وقال المتحدث في بيان صحفي إن مناقشات الوزير شكري والمسؤولة الأممية "تناولت بشكل مستفيض الأوضاع الإنسانية الكارثية في قطاع غزة، والتقييمات ذات الصِلة بتردي عمل المنظومات الخدمية والإنسانية في القطاع". كمام استمع وزير الخارجية إلى عرض تفصيلي لرؤية المنسقة الأممية لكيفية تنفيذ المهام الموكلة إليها وأولوليات تحركها خلال المرحلة القادمة.
وأضاف المتحدث أن الجانبين أكدا في مناقشاتهما على "حتمية زيادة تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة على نحو كاف يُلبي الاحتياجات الملحة لسكان القطاع، فضلاً عن دعم استمرار عمل المنشآت الخدمية والمستشفيات ووكالات الإغاثة لتقديم خدماتها لأبناء الشعب الفلسطيني".
وأكد وزير الخارجية المصري دعم مصر للدور المنوط بالمسؤولة الأممية، وحرصها على تقديم كافة التسهيلات لتمكينها من أداء مهامها، وضمان التنفيذ الكامل لبنود قرار مجلس الأمن، بما في ذلك سرعة تدشين آلية تابعة للأمم المتحدة لتسريع إرسال شحنات المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، مشدداً على ضرورة التزام إسرائيل بتسهيل وعدم إعاقة عمل المسئولة الأممية.
كما أعاد شكري التأكيد على "التزام مصر الراسخ منذ بدء الأزمة، بالعمل على استدامة إنفاذ المساعدات الإنسانية إلى القطاع، على الرغم من العراقيل المتعمدة التي يضعها الجانب الإسرائيلي".
وأعربت المسؤولة الأممية عن تقديرها للجهود التي تبذلها مصر لتقديم وإيصال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، ودبلوماسيا من خلال الدفع بطرح قرار مجلس الأمن في هذا الشأن، فضلاً عن تسهيل استخدام معبر رفح من قبل وكالات الإغاثة الأممية لإدخال المساعدات والإمدادات الحيوية لسكان القطاع، مؤكدة الحرص على مواصلة التنسيق والتشاور مع الجانب المصري لضمان تنفيذ مهامها.
ووفق البيان، من المقرَّر أن تقوم المسؤولة الأممية بزيارة مطار العريش ومعبر رفح اليوم الأربعاء، وذلك في إطار الجهود التنسيقية التي تضطلع بها مع كافة الأطراف على مسار تدشين الآلية الأممية المعنية بتسريع دخول المساعدات إلى قطاع غزة.

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115