ولكن قد يهدينا الفن التشكيلي 100 وجه ولون وشكل للرسم على البيض ! هي فكرة طريفة ونبيلة الغايات والأهداف جاءت ببادرة من الناشط الثقافي ومؤسس شبكة مكتبات "culturel" حسن جعيّد. وهم 100 فنان تشكيلي تونسي سيرسمون على بيضة من مادة الخشب أشكال وأعمال فنية ستذهب مداخيلها إلى "الجمعية التونسية لقرى الأطفال س وس".
لأول مرّة في تونس، يجتمع 100 فنان تشكيلي في معرض جماعي للرسم على محمل غير معتاد الشكل والخامة تحت إشراف "كوميسار"المعرض الفنانة أميرة زيلي . هي رؤى وأفكار سيترجمها الفنانون إلى إبداعات مرسومة على محامل من الخشب في شكل بيضة. يحمل هذا المعرض عنوان "oeuf orique " وسيتواصل من 27 جانفي إلى 11 فيفري 2024 في مكتبة " Culturel" بفضاء "اللؤلؤة الزرقاء" في ضاحية قمرت .
لقاء بين الرسم والأدب من أجل الطفولة
"إنّ الحياة أتت من بيضة" هكذا تقول الأسطورة في الحضارات القديمة التي اتخذت البيض رمزا للولادة وللخصب ولاستمرار الحياة. وتشير المراجع التاريخية إلى أنّ البيض اقترن بالاحتفال بالربيع وبالحياة ، وأنّ " المصريين قديما عرفوا تلوين البيض، واعتادوا إهداءه للأصدقاء كرمز للحياة المتجددة، حيث أنهم كانوا يؤمنون أن الأرض نفسها فقست من بيضة عملاقة". وفي تونس الآن وهنا، يقول رجل صاحب مبادرة معرض " "oeuf orique" أنّ اختيار شكل البيضة كمحمل للعمل الفني يعود إلى جمالية هذا الشكل في التزويق وفي الديكور إلى جانب التذكير برمزيته الحضارية والتاريخية. ويضيف حسن جعيّد في تصريح لـ"المغرب" بالقول:" إنّ الهدف من تنظيم هذا المعرض الجماعي الذي يضم أكثر من 100 فنان تونسي هو تقريب عالم الفن التشكيلي من عالم الأدب والكتب في سبيل هدف أسمى وهو المساهمة في تمويل ميزانية "الجمعية التونسية لقرى الأطفال س وس" وفي الأخذ بيد الأطفال فاقدي السند. وفي خروج عن فضاءات المعارض الفنية التقليدية داخل الأروقة المغلقة، ستحتضن مكتبة " Culturel" بقمرت هذا المعرض الجماعي الذي سيتم افتتاحه يوم 27 جانفي الجاري على الساعة الرابعة مساء وسيتواصل إلى غاية يوم 11 فيفري 2023 انطلاقا من الساعة التاسعة صباحا إلى الساعة السابعة نصف مساء . "
وسبق أن اختارت مكتبة"Culturel" الفنان التونسي الكبير نجا المهداوي لتزيين واجهاتها بزخرفة الخطّ العربي كما استعانت في تصميم ديكورها الداخلي بالفنانة التشكيلية "صديقة كسكاس".
ويذكر أنّ الجمعية التونسية لقرى الأطفال س وس التي توفر الرعاية حاليا لحوالي 2500 طفلا فاقدا للسند، تسعى إلى تعميم خدماتها على 5000 منتفعا بنهاية سنة 2024 وإلى إحداث قريتين جديدتين بالإضافة إلى قراها الأربعة في قمرت وسليانة والمحرس وأكودة. وهو ما يستدعي انخراط عدد أكبر من المؤسسات الاقتصادية و الجمعيات والرياضيين والفنانين والمواطنين في دعم جهود هذه القرى التي تنتشل الطفولة من اليتم والجوع والشوارع...