أنه حتى هذه اللحظة ما زالت تُمارس على الشعب الفلسطيني الأعزل كافة أنواع القصف الجوي بواسطة الطيران الحربي الإسرائيلي والطائرات المسيرة دون طيار ،بالإضافة إلى القصف البحري من الزوارق الحربية والقصف البري المدفعي بواسطة الدبابات والمدافع الثقيلة علاوة على الاجتياح البري للجنود والقناصة الإسرائيليين الذين يطلقون النار على كل شيء يتحرك أمامهم .
وعن الوضع الصعب في الأراضي المحتلة قال شرايعة '' ما زال مئات الشهداء تحت أنقاض البيوت بفعل قصف الطيران الإسرائيلي الذي دمرها على رؤوس ساكنيها، وأصبحت رائحة الموت تفوح في الشوارع من الجثث المتحللة إضافة إلى قصف وتدمير كافة المخابز ومحطات توليد الكهرباء وحتى ألواح توليد الطاقة الشمسية تم تدميرها. إضافة إلى تدمير محطات تحلية المياه وحصار المستشفيات وإخراج من فيها من عاملين وطواقم طبية ومرضى والتحقيق معهم واعتقال العديد منهم إضافة إلى قصف المستشفيات وتدميرها وتخريب محتوياتها وتدمير أجهزتها والتي كان آخرها المجزرة البشعة التي تمّ خلالها دفن النازحين والمرضى والجرحى في مستشفى الأمل بجانب الهلال الأحمر الفلسطيني وهم أحياء بعد قصف وتدمير محيط المستشفى. حيث بلغ عدد الشهداء إلى هذه اللحظة ما يقارب الـعشرين ألف شهيد وأيضا استهداف وقتل الصحفيين والطواقم الصحفية بشكل وحشي حتى يتم طمس المجازر التي يرتكبها الاحتلال بحق الناس الأبرياء والأطفال العزل''.
أما بخصوص أوضاع اللاجئين والنازحين أجاب محدّثنا : '' هم يعيشون في العراء دون أي مسكن أو مأوى بعد قصف منازلهم وتهجيرهم من مناطق سكناهم إلى مناطق أخرى في جنوب قطاع غزة بحجة أنها مناطق آمنة وتم إسكان البعض منهم والقلة القليلة في مخيمات متكونة من الخيم والبلاستيك، والتي دمر معظمهما بفعل الأمطار والرياح وأصبحت المياه تغمر الأرض فيها والنسبة الأكبر من النازحين واللاجئين في مراكز الإيواء والمدارس التي لم تسلم أيضا من قصف طائرات ومدافع الاحتلال لها وتدميرها على رؤوس سكانها إضافة إلى انقطاع مياه الشرب وعدم توفرها مما يجبر النازحين إلى شرب المياه المالحة. وعدم توفر المواد الغذائية الأساسية وارتفاع أسعارها إذا توفرت فعلى سبيل المثال بلغ ثمن كيلوا الملح ما يقارب الخمسة دولارات الذي كان يباع في الوضع الطبيعي بنصف دولار وكيس الطحين ما يقارب المئتي دولار والذي كان في الوضع الطبيعي يباع بسعر خمسة وعشرون دولار إضافة إلى النقص الكبير في المواد الغذائية وعدم توفر الوقود والغاز ومن ناحية أخرى تفشي العديد من الأمراض بين النازحين واللاجئين نتيجة للازدحام وانعدام النظافة في مراكز الإيواء والمخيمات''.
وبخصوص المشهد المقبل وهل هناك أية بوادر لهدنة قريبة أجاب محدثنا:'' هذا الموضوع برأيي الشخصي صعب التحقيق وذلك بسبب الطرفين فحركة حماس والمقاومة تقول لا توقف عن القتال وتبادل أسرى إلا بوقف كامل لإطلاق النار ولا تفاوض دون وقف كامل ونهائي لإطلاق النار، وإسرائيل من جهتها لا تريد أي هدنه لأنه من وجهة نظرها أن الهدنة من شأنها إعطاء الفرصة للمقاومة من اجل إعادة ترتيب صفوفها وتمركزها في مواقع ذات أهمية أكثر''.
وبخصوص توسع رقعة العدوان الإسرائيلي ليصل إلى الضفة الغربية قال شرايعة: ''أما في الضفة الغربية فلا يقل الوضع سوءا عن قطاع غزه فكل يوم هناك اجتياح من جيش الإحتلال الإسرائيلي للمدن والقرى والمخيمات الفلسطينية وارتقاء عشرات الشهداء يوميا في كافة مناطق الضفة الغربية وتدمير للمباني والطرقات وتخريب ممنهج للبنية التحتية في الضفة الغربية، إضافةً إلى الاعتقالات اليومية للشبان الفلسطينيين وإغلاق معظم الطرق الرئيسة ما بين المدن والبلدات والقرى الفلسطينية وإقامة العديد من الحواجز الاستفزازية على هذه الطرقات ''.
وتابع محدثنا ''هذه نكبة جديدة يتعرض لها الشعب الفلسطيني وجريمة إبادة جماعية ضد الفلسطينيين على مرأى ومسمع العالم الذي يدعي الديمقراطية والحرية ويتشدق بحقوق الإنسان والعدل والمساواة ،ويمارس أبشع جرائم الحرب بحق الأطفال والنساء بهدف تهجيرهم وإفراغ الأرض الفلسطينية من سكانها الأصليين كما ما حدث في نكبة عام 1948 ''.
''غزة أخطر مكان في العالم للأطفال''
وميدانيا توسعت رقعة العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة في اليوم الـ75 لتطال جنوب القطاع خان يونس ، وذلك في ظلّ ارتباك أممي بعد إرجاء جلسة لمجلس الأمن حول قرار يسعى لإيصال المساعدات إلى القطاع برّا وبحرا وسط مساع حثيثة لعقد الجلسة .
ومن جهة أخرى جاء في صريحات عن مسؤول في منظمة ''اليونيسيف'' أنّ قطاع غزة "هو أخطر مكان في العالم للطفل"، وفق ما قاله جيمس إلدر المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسف، مضيفا أنه يوما بعد يوم "يتعزّز هذا الواقع الوحشي'' ويتزامن .
وأكد أنّ الأطفال وأسرهم "ليسوا آمنين في المستشفيات أو في الملاجئ. وهم بالتأكيد ليسوا آمنين فيما يسمى بالمناطق الآمنة". وأوضح أن الأمم المتحدة قالت منذ أكثر من شهر إن تلك المناطق الآمنة لا يمكن أن تكون آمنة أو إنسانية عندما يتم الإعلان عنها من جانب واحد.وأضاف أنه "بموجب القانون الدولي، يجب أن يتمتع المكان الذي يتم إجلاء الناس إليه بموارد كافية للبقاء على قيد الحياة، بما فيها المرافق الطبية والغذاء والمياه". ونبه إلى أنه في ظل ظروف الحصار الحالية، فإن توفير الإمدادات الكافية لتلك المناطق أمر مستحيل، مضيفا "لقد رأيت بنفسي هذا الواقع".
وأضاف "تلك المناطق عبارة عن بقع صغيرة من الأراضي القاحلة، أو زوايا الشوارع، أو مبان نصف مبنية، بلا ماء ولا مرافق ولا مأوى من البرد والمطر".
وأشار المتحدث باسم اليونيسف كذلك إلى عدم وجود صرف صحي في تلك "المناطق الآمنة المزعومة". وقال إنه يوجد في المتوسط حوالي مرحاض واحد لـ 700 طفل وعائلة في قطاع غزة حاليا، مضيفا أن نقل العائلات إلى أماكن لا يوجد بها مراحيض، يدفع عشرات الآلاف من الأشخاص إلى اللجوء للدلاء أو التغوط في العراء.
وأكد أنه بدون المياه والصرف الصحي والمأوى، "أصبحت هذه المناطق الآمنة المزعومة مناطق موبوءة بالأمراض". وأفاد إلدر بأن حالات الإسهال عند الأطفال تزيد عن 100 ألف حالة، وأن حالات أمراض الجهاز التنفسي الحادة بين المدنيين تزيد عن 150 ألفا، مضيفا أن "كلا الرقمين سيكونان أقل من الواقع الفادح".
وحذر المتحدث باسم اليونيسف من أنه مع ارتفاع معدلات سوء التغذية بين أطفال غزة، "أصبحت أمراض الإسهال مميتة". وقال إن أكثر من 130 ألفا من الأطفال الأكثر ضعفا في غزة الذين تتراوح أعمارهم بين أقل من عام و23 شهرا، لا يحصلون على الرضاعة الطبيعية المنقذة للحياة وممارسات التغذية التكميلية المناسبة لأعمارهم، بما في ذلك مكملات المغذيات الدقيقة.
وأضاف إلدر أنه "في ظل مثل هذا السيناريو - وبدون وجود ما يكفي من المياه الصالحة للشرب والغذاء والصرف الصحي التي لا يمكن تحقيقها إلا من خلال وقف إطلاق نار إنساني، فإن وفيات الأطفال بسبب الأمراض يمكن أن تتجاوز أولئك الذين قتلوا في عمليات القصف".وقال إن الآباء "يدركون بشكل مؤلم" أن المستشفيات ليست خيارا لأطفالهم المرضى، لأن المستشفيات إما تتعرض للقصف، أو لأنها مكتظة بالأطفال والمواطنين الذين يعانون "من جروح الحرب المروعة".
وشدد المسؤول الأممي على أن وقف إطلاق النار الإنساني الفوري والدائم هو السبيل الوحيد لإنهاء قتل وجرح الأطفال، ووفياتهم بسبب الأمراض، وتمكين التسليم العاجل للمساعدات المنقذة للحياة التي تشتد الحاجة إليها.
