حيث هبط مع نهاية نوفمبر 2023 إلى 723 مليون دينار بعد إن كان عند مستوى 2 مليار دينار ويأتي تقلص بدعم من تراجع قيمة فاتورة توريد الحبوب من جهة وإرتفاع عائدات زيت الزيتون من جهة أخرى.
وقد سجل الميزان التجاري الغذائي خلال شهر نوفمبر فائضا بقيمة 196 مليون دينار وهو الفائض الثالث بحساب الأشهر المسجل خلال العام الحالي ،حيث تم تسجيل فائض خلال شهر فيفري وشهر جويلية وقد صعدت نسبة تغطية الصادرات بالواردات 146.8 في المائة خلال شهر نوفمبر .
وتبين معطيات المرصد الوطني للفلاحة تطورا لافتا في واردات السكر من حيث القيمة والكمية، فقد صعدت الكميات بنحو 52 في المائة مع موفى نوفمبر 2023، حيث تم توريد 370.2 ألف طن وهو مايعادل حجم الاستهلاك السنوي لتونس من مادة السكر بإنتاج محلي و توريد اما عن قيمة الورادات من هذه المادة فقد سجلت رقما قياسيا بلغ 713 مليون دينار اي بزيادة بنحو 72 % عن نوفمبر 2022 و الى جانب تطور الكميات فقد لعب ارتفاع الاسعار في السوق العالمية دورا اضافيا في ارتفاع كلفة واردات مادة السكر ،فقد صعد سعر الكلغ بنحو 14 في المائة .
وقد صعدت مكانة واردات السكر في إجمالي الواردات الغذائية الى 10.4 % مع العلم أن إجمالي الواردات الغذائية قد تراجعت قيمتها بسبب إنخفاض واردات القمح الصلب والزيت النباتي .وكانت منظمة الأغذية والزراعة العالمية “فاو”، قد أفادت بأن أسعار السكر العالمية قد ارتفعت إلى أعلى مستوى لها منذ 13عاما في سبتمبر الماضي مع تأثير ظاهرة النينيو المناخية على الإنتاج.وقالت المنظمة التابعة للأمم المتحدة، إنه بينما استقرت أسعار المواد الغذائية العالمية ككل الشهر الماضي، قفز مؤشر الفاو لأسعار السكر بنسبة 9.8% مقارنة بشهر أوت، وهو أعلى مستوى منذ نوفمبر 2010.
كما واصل مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار السكّر في الارتفاع حيث صعد بنسبة 1.4 بالمئة من شهر إلى آخر، حيث تجاوز متوسطه في نوفمبر مستواه المسجّل في الشهر نفسه من العام الماضي بنسبة 41.1 بالمئة، وذلك نتيجة المخاوف المتزايدة بشأن توافر الكميات المتاحة للتصدير على المستوى العالمي وسط تدهور توقعات الإنتاج في بلدين اثنين من البلدان المصدّرة الرئيسية، وهما تايلند والهند، بسبب الجفاف الشديد في أحوال الطقس نتيجة ظاهرة النينيو.
وترتبط ظاهرة النينيو، وهي نمط مناخي يحدث في المتوسط كل سنتين إلى 7 سنوات، عادة بارتفاع درجات حرارة سطح المحيط في وسط وشرق المحيط الهادئ الاستوائي.وبدأت هذه الظاهرة، التي يمكن أن تستمر ما بين 9 إلى 12 شهرا، في جويلية، وفقا للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة.
لئن تعتبر الحبوب ذات الثقل الأكبر على مستوى الواردات الغذائية ،حيث تمثل قيمتها مايزيد عن 40 % من إجمالي الواردات الغذائية ،فإن ذلك لا يمكن أن يحجب التطور المهم الذي باتت تشهده واردات السكر لا سيما في ظل ارتفاع أسعار السلع الغذائية في السوق العالمية وتراجع قيمة الدينار وكانت وزارة التجارة قد قامت في أكثر من مناسبة في الترفيع في أسعار السكر بهدف مجابهة المنحى التصاعدي للاسعارفي السوق العالمية لاسيما و أن مادة السكر لها تبعات على ميزانية الدولة من خلال تخصيص نفقات بما يعادل 10 مليون دينار سنويا خلال السنوات الاخيرة و في المقابل لايزال نسق الانتاج المحلي ضعيفا وبعيد عن تلبية نصف الحاجيات الوطنية وهو مايجعل من مخاطر استنزاف الموارد المالية سواء من جانب ميزانية الدولة او المستهلك التونسي عرضة لمخاطر ارتفاع الاسعار في السوق العالمية التي تشهد منحا تصاعديا في الاسعار بنسق مستمر.