خلال إحياء ذكرى اغتيال حشاد..تحدثا عن المؤسسات العمومية والشركات الأهلية والتصنيفات وإعادة الأموال المنهوبة: هل تكون هذه المحادثات الخطوة أولى لعودة العلاقات بين الرئيس واتحاد الشغل؟

يبدو أن إحياء الذكرى الـ71 لاغتيال النقابي فرحات حشاد

مناسبة لإعادة العلاقة ولو نسبيا بين رئيس الجمهورية قيس سعيد والأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل بعد فترة طويلة من الجفاء والقطيعة وغياب اللقاءات المباشرة، موكب إحياء الذكرى والذي تمّ أول أمس بضريح الشهيد بالقصبة بالعاصمة وبحضور عدد من أفراد عائلة الشهيد يتقدمهم نجله نور الدين حشاد وأعضاء بالمكتب التنفيذي للاتحاد والمعتمد الأول المكلف بتسيير ولاية تونس وعدد من أعضاء الديوان الرئاسي، كان بمثابة الخطوة الأولى لتحسين العلاقة بين سعيد والطبوبي، ليتحدث رئيس الدولة خلال الموكب عن الحركة النقابية والتي تمثل جزء من الحركة الوطنية كما تحدث أيضا عن جريدة الشعب التي يصدرها الاتحاد.
الطبوبي بدوره تحدث عن توجه الاتحاد للبحث عن مجموعة من المؤرخين من أجل العمل على كتابة تاريخ الحركة النقابية بصفة موضوعية وبعيدا عن الشخصنة، كما لم يغفل الطبوبي عن الحديث عن المؤسسات العمومية والتضحية من أجل إنقاذ المرفق العمومي وإصلاحه، ليرد عليه رئيس الجمهورية "أنه للأسف منذ 15 أوت 1986 بدأ التفريط في المؤسسات العمومية..وهناك شخص طيلة 20 سنة مهمته تصفية شركة وماذا يصفي؟ يصفي في البلاد..المؤسسة العمومية تبقى عمومية وليست مؤسسة خاصة والراحل الهادي نويرة الذي كان رمز الليبرالية هو على يسار اليسار اليوم..تونس ليست للبيع وليست للإيجار وسياستنا يصنعها التونسيين ولا تصنع لا في جنيف ولا في مؤتمرات عالمية، يصنعها التونسيين بإرادتهم وبإمكانياتهم وقادرين على الخروج من الوضع الذي تعيش فيه البلاد..".
إصلاح المؤسسات العمومية من الفساد
كرر رئيس الجمهورية خلال محادثته مع أعضاء المكتب التنفيذي لاتحاد الشغل في موكب إحياء ذكرى اغتيال النقابي فرحات حشاد أننا قادرون على خلق الثروة، داعيا من استولى على أموال الشعب دون وجه حق إلى استرجاعها، فأموال الشعب يجب أن تعود إلى الشعب، كما تحدث رئيس الجمهورية عن تصنيفات الوكالات الدولية وتساءل على أي أساس تتم التصنيفات؟، قائلا" تصنيفات هذه الوكالات تتم على أساس أنك تلميذ نجيب أو أنك متوسط ولا بدّ من بذل مجهود أكبر، المجهودات نحن نبذولها أما التصنيف نحن نضع مقاييس هذا التصنيف بناء على إرادة الشعب التونسي..تاريخنا أعمق بكثير وإرادتنا أعمق بكثير من القوى التي تريد إلحاق الضرر بنا...إصلاح المؤسسات العمومية ضروري أولا من الفساد التي تفشى فيها، حيث أنه في مؤسسة واحدة تّم انتداب 1500 شخصا دون إطار قانوني، وهذه المؤسسة تشغل حوالي 8 آلاف عامل...لا بدّ من إعادة أموال الشعب المنهوبة والتي تقدر بالمليارات...وطننا يبقى دائما مستقلا ولن نرتهن لأي إن كان ولن نفرط ولو ذرة واحدة في استقلالنا...".
تصحيح مسار الثورة
تحدث سعيد أيضا مع أعضاء المكتب التنفيذي لاتحاد الشغل عن الشركات الأهلية والتعطيلات الإدارية التي تحول دون تكوينها إلى جانب الاستيلاء على أراضي الدولة على غرار منطقة الجريد والاستيلاء على 800 هكتار، مشددا على أن الثورة الفكرية موجودة ولكن تمّ إجهاضها من قبل قوى الردة واللوبيات ولا بدّ من تصحيح مسار الثورة حتى لا تكون مجرد شعارات وطنية يتم الاحتفال بها كل سنة، مشيرا إلى أننا نحتاج إلى رؤية يخلقها الشعب ولا بدّ من خلق ثقافة النصر والتحدي والتاريخ يتقدم وسيحقق الشعب التونسي كل المقاصد.
تقارب المواقف في أبرز الملفات
محاور عديدة تم التطرق إليها في لقاء سعيد مع اتحاد الشغل أهمها المؤسسات العمومية والتشديد على ضرورة إصلاحها وعدم التفريط فيها، نقاشات أثبتت على أن المواقف بين الطرفين هي اليوم متقاربة، تقارب المواقف في أبرز الملفات قد يكون الخطوة الأولى لإعادة العلاقات بين الرئيس والأمين العام للاتحاد بعد توتر استمر لأشهر عديدة والتي تعمقت مع رفض رئيس الجمهورية للمبادرة التي كان قد تقدم بها اتحاد الشغل للخروج من الأزمة، الأيام والأسابيع القادمة قد تخفي عدة تطورات في علاقة الاتحاد مع رئاسة الجمهورية وكذلك مع رئاسة الحكومة والتي بدورها توصف بالمتوترة أمام انعدام الحوار بين الطرفين، فالاتحاد عاد للتحرك من جديد ومطالبة الحكومة بتفعيل الحوار الاجتماعي وتطبيق الاتفاقيات العالقة واستئناف المفاوضات في الوظيفة العمومية والقطاع العام.

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115