لتتواصل إلى غاية 22 ديسمبر الجاري، حملة استعدت لها الهيئة العليا المستقلة للانتخابات بشريا ولوجستيا من أجل ضمان كل السبل لإنجاح هذه المرحلة وعدم التشويش عليها استعدادا للموعد الانتخابي المقرر يوم 24 ديسمبر الجاري سيما وأن هذه الانتخابات تختلف عن الانتخابات السابقة على مستوى عدد الدوائر الانتخابية البالغة 2155 دائرة، ووفق ما أكده الناطق الرسمي باسم الهيئة محمد التليلي المنصري في تصريح له لـ"المغرب" فإن الهيئة واستعدادا لهذه المرحلة قامت بعدة انتدابات ، حيث انتدبت أكثر من 2500 عون على مستوى كامل تراب الجمهورية وتمّ تكوينهم في قواعد الحملة وقواعد التمويل.
وأضاف المنصري أنه تمّ أيضا تكوين أعضاء الهيئات الفرعية لمدة يومين حول رقابة الأنشطة ورقابة التمويل مع إجراء في نفس الوقت دورات تكوينية للضابطة العدلية وممثلين النيابة العمومية في كل الولايات حول قواعد الحملة والجرائم الانتخابية وكيفية التعامل والتدخل أثناء الحملة والعلاقة التي تربط بين الضابطة العدلية والهيئة والنيابة وتحديد الصلاحيات ومجالات التدخل، وتمّ تجميعهم في كل من تونس وصفاقس وسوسة وقفصة. وقد أحدثت الهيئة منظومة داخلية جديدة لحصر المخالفات المتعلقة بالجرائم الانتخابية ورفعها حينيّا إلى مجلس الهيئة قبل ورود المحضر الورقي، وذلك حتى تتمكن الهيئة المركزيّة لاحقا من إحالة المحضر من عدمه على أنظار النيابة العمومية.
وحدات رقابة
استعدادا لمرحلة الحملة الانتخابية، قامت هيئة الانتخابات قامت بدورات تكوينية في كلّ الجهات للمترشّحين للانتخابات المحلّية ووضحت كلّ الجرائم المتعلّقة بالانتخابات والحملة الانتخابيّة كما فسرت لهم قواعد احترام الحملة والتمويل وضرورة مسك الحسابات واحترام المترشحين فيما بينهم واحترام السلط العمومية حتى لا يقعوا في إشكاليات، أما بالسبة لرقابة تغطية وسائل الإعلام للحملة الانتخابية، أكد محمد التليلي المنصري أن الهيئة خصصت كالعادة وحدات رقابة على مستوى مركزي، وحدة رقابة الصحافة المكتوبة ووحدة رقابة الصحافة الالكترونية ووحدة رقابة وسائل الاتصال السمعي والبصري ووحدة رقابة الفضاء المفتوح وقد تمّ في هذا الصدد انتداب أعوان وتكوينهم من قبل مختصين في الميدان، مشيرا إلى أن وسائل الإعلام التي تريد أن تقوم بتغطية الحملة يجب أن تحترم القواعد الموضوعية من خلال عملية القرعة واحترام مبدأ المساواة بين المترشحين في علاقة بقاعدة الإنصاف.
هيئة الانتخابات والهايكا
وعن علاقة هيئة الانتخابات والهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري "الهايكا"، أكد الناطق الرسمي باسم الهيئة أن المرسوم عدد 8 لسنة 2023 قد سحب من الهايكا مسالة القرار المشترك مع هيئة الانتخابات الذي ينظم مراقبة وسائل الإعلام والتنسيق بشكل عام بينهما، مشيرا إلى أن هذا المرسوم أعطى الصلاحية الكاملة لهيئة الانتخابات من أجل رقابة التغطية الإعلامية للحملة الانتخابية، فالهيئة قانونيا هي الوحيدة المخولة لرقابة التغطية الإعلامية لوسائل الاتصال للحملة الانتخابية. وفي المقابل فقد أكد هشام السنوسي، عضو مجلس الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري في تصريحات إعلامية بأن الهيئة ستقوم بدورها في مراقبة انتخابات المجالس المحلية المقررة ليوم 24 ديسمبر الجاري، وفق ما يضبطه المرسوم عدد 116 لسنة 2011 المتعلق بحرية الاتصال السمعي والبصري وبإحداث هيئة عليا مستقلة للاتصال السمعي والبصري، وطبقا لصلاحيات الهيئة الواردة في كراسات الشروط المنظمة لعمل وسائل الإعلام السمعية والبصرية. ويشار إلى أن الهيئة راسلت وسائل الإعلام لتقديم مخططاتها التفصيلية للهيئة قبل يوم 2 ديسمبر، ووفق ما أكدته الهيئة فقد تم قبول بعض المراسلات من قبل وسائل الإعلام الوطنية والعمومية والخاصة والجمعياتية.
ويذكر أن المرسوم عدد 8 الصادر في 8 مارس 2023 والمتعلق بتنقيح قانون الانتخابات والاستفتاء، نص على إلغاء تشريك الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري والتنسيق معها في مراقبة الحملة على وسائل الإعلام الواردة في القانون الأساسي عدد 16 لسنة 2014 المتعلق بالانتخابات والاستفتاء وإسناد هذه المهمة حصريا إلى هيئة الانتخابات .
انتداب رؤساء وأعضاء مكاتب
وفيما يتعلق باستعدادات الهيئة لهذه المرحلة، قال المنصري إن الهيئة تقوم حاليا بعدة أعمال لوجستية على غرار طباعة الأوراق الانتخابية إلى جانب العمل على انتداب رؤساء وأعضاء مكاتب الاقتراع وسيبلغ عددهم في حدود 40 ألف .