في ندوة سفارة فلسطين : نخب تونسية وعربية تؤكد انخراطها بإسناد الحق الفلسطيني مساع دولية لتثبيت هدنة دائمة في غزة وتصعيد في القدس يُصعّد الإقتتال

لا تزال المسيرات العالمية والإقليمية والمحلية الداعمة لصمود الشعب الفلسطيني

متواصلة احياء لليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني . وتعدت مظاهر الدعم من المسيرات الوطنية الى الندوات والورشات الفكرية بمشاركة نخب تونسية وعربية اكدت جميعها ان الحق الفلسطيني لا يسقط بالتقادم.

يأتي ذلك فيما تشهد الأوضاع في فلسطين المحتلة وفي غزة والقدس والضفة الغربية تطورات متسارعة، فرغم تواصل الهدنة في قطاع غزة المحاصر ، الا ان الاعمال الانتقامية والاجرامية للاحتلال الصهيوني تتواصل في الضفة الغربية والقدس وصلت الى حد دعوة بن غفير المستوطنين الى حمل السلاح .
وفي الأثناء ، وصلوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الخميس إلى رام الله حيث التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، وذلك بعد وقت قصير من لقائه رئيس وزراء الإحتلال الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في القدس المحتلة ، في زيارة هي الثالثة خلال وقت قصير في مسعى أمريكي ودولي لإرساء هدنة طويلة الأمد في ظلّ حرب محمومة بين حماس وإسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 .
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، في زيارته الثالثة للشرق الأوسط منذ بدء الحرب إن الجهود مستمرة لإطالة أمد الهدنة.وأضاف "شهدنا خلال الأسبوع الماضي تطوّرا إيجابيّا للغاية هو عودة الرهائن إلى ديارهم ولم شملهم بأسرهم. هذا يجب أن يستمر اليوم."كما أنّها (الهدنة) مكّنت من زيادة المساعدات الإنسانيّة التي تصل إلى المدنيين الأبرياء في غزة والذين هم في أمس الحاجة لها. إنها مهمة، ونأمل أن تستمر".
وأطلق مقاتلو حماس حتى الآن سراح 97 رهينة خلال الهدنة، منهم 70 امرأة وطفلا إسرائيليا، في مقابل إطلاق سراح ثلاث نساء وفتيات فلسطينيات لكل رهينة إسرائيلية، بالإضافة إلى 27 من الرهائن الأجانب.وقبل التوصل إلى الهدنة، قصفت إسرائيل المنطقة لمدة سبعة أسابيع. وتقول السلطات الصحية الفلسطينية إنه تأكد استشهاد أكثر من 15 ألفا من سكان غزة، 40 بالمائة منهم أطفال. وهناك 6500 مفقود ما زال الكثير منهم تحت الأنقاض.
تصعيد في القدس
من جهتها تبنت حركة "حماس" منفذي عملية إطلاق النار في مدينة القدس المحتلة، الخميس، أدت إلى مقتل 3 إسرائيليين وإصابة 13 آخرين، وقالت "حماس" في بيان: "نزف إلى شعبنا الفلسطيني العظيم وأمتنا العربية والإسلامية شهيديها القساميين الشقيقين مراد محمد نمر (38 عامًا) وإبراهيم محمد نمر (30 عامًا)، من بلدة صور باهر البطولة، منفذي العملية الفدائية صباح اليوم في مستوطنة راموت بالقدس المحتلة".
الحركة شددت على أن "العملية جاءت كرد طبيعي على جرائم الاحتلال غير المسبوقة من مجازر وحشية في قطاع غزة وقتل للأطفال في جنين (شمال الضفة الغربية)، والانتهاكات الواسعة التي يتعرض لها أسرانا في سجون الاحتلال، واستمرار انتهاكاته في المسجد الأقصى المبارك ومنع المصلين من الوصول إليه".
وأضافت الحركة: "على المحتل أن يتحسس رأسه في كل مدينة وقرية وشارع وزقاق، فأبطال شعبنا مستنفرون للثأر لدماء الشهداء وصد العدوان".
هايل الفاهوم : "فلسطين هي عنوان السلام والاستقرار"
على صعيد آخر أكد سفير دولة فلسطين بتونس هائل الفاهوم، لدى افتتاحه الفعالية التي أقيمت بقاعة "شهداء حمام الشط" بالسفارة بحضور عدد من سفراء الدول العربية الشقيقة ورؤساء المنظمات العربية بتونس وبمشاركة عدد من المؤسسات والشخصيات التونسية ، على هامش الإحتفال باليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني أن الفلسطينيين يقفون صامدين أمام محاولات تزييف التاريخ والجغرافيا التي فشلت أمام تمسك شعبنا بحضارته وتاريخه وحقوقه وبأخلاقه وبقيمه التي أسقطت هذه الإستراتيجيات ،والآن التفاعل الكوني مع هذا الحق بدأ يأخذ حيزا هاما لحقوق الإنسانية جمعاء '' ، مضيفا أن ''فلسطين هي عنوان السلام والاستقرار ليس للمنطقة فحسب بل للعالم قد يكون الرقم الفلسطيني في إطار المعادلة الدولية رقم صغير جدا لكن هذا الرقم رقم أساسي للتوازنات الإقليمية''.
وشدد على ضرورة أن تتحمل الأمم المتحدة مسؤولياتها، عبر تنفيذ قراراتها المتعلقة بفلسطين، وأبرزها حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، ورفضها المطلق للتهجير ولجرائم الإبادة الجماعية بحق أبناء شعبنا في قطاع غزة الذي أكد صموده ومقاومته من أجل الحرية والاستقلال .
وأضاف الفاهم أن من يدعون أنهم يساندون حقوق الإنسان مستمرون في وضع ميزانيات ضخمة لدعم توسيع الاستيطان على أرض فلسطين ، متابعا أن ''هناك دول لم تمارس الضغط المطلوب واستمرت في دعم الكيان الإسرائيلي وهي تسمي نفسها قوى عظمى . القانون الدولي سلاح ذو حدين فإما يكون مفيد إذا استخدم في مساره الصحيح ،وإما يكون سلبيا بسبب علاقاته بالسلطة والنفوذ سيما إذا تمّ استخدامه كأداة هيمنة في يد الدول التي تعتبر نفسها مهيمنة ،كما يمكن استخدامه على نحو استراتيجي للنهوض بقضايا التحرّر ففي صورة تم تفعيل القانون الدولي سوف نلمس أنه أكثر عرضا لحقوق الشعب الفلسطيني ولكن في الواقع يجب أن نكون أكثر انتقادا للقانون باعتباره يعكس توازن غير عادل ويسير من قبل القوى التي تعتبر نفسها هي الأساس في تطبيق هذا القانون بالشكل الذي يتماشى مع مصالحها '' وفق تعبيره.
وأضاف ''غير أنّ الغريب في الأمر أنّ جميع الدول الأعضاء والمشاركة في صياغة قرارات الشرعية الدولية والساهرة على إنفاذها والتي من المفترض أن تكون مواقفها منسجمة مع ما تتبناه وتدعيه من محافظة على القوانين والقيم الإنسانية تأتي مواقفها مختبئة وراء تعابير رمادية أو متردّدة أو صامتة عندما يتعلّق الأمر بإنفاذ جميع القرارات المتعلق بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال وتقرير المصير وإنهاء الإحتلال على أرض فلسطين وإيقاف الاستيطان الممنهج ".
وتابع ''عندما نقول يعدّ الحق الفلسطيني حق كوني إنساني يمثل حقوق البشرية جمعاء ماذا نعني ؟ الحق الفلسطيني هو معركة للإنتصار لحقوق الإنسانيّة جمعاء ولإثبات سلطة القانون الدولي في إنهاء الاحتلال الصهيوني وإيقاف الانتهاكات والجرائم ضدّ الشعب الفلسطيني التي نراها على أرض الواقع صورة وممارسة ،الحق الفلسطيني ليس حقا فلسطينيا وعربيا فحسب بل هو حق عالمي يمثل صراع السلطة وعدالة القانون الدولي مع خبث السياسة ومصالح الدول المهيمنة. إذا سقط الحق الفلسطيني فإن النتيجة الحتمية هي تلاشي وضياع حقوق البشرية جمعاء وستنتهي معه منظومة الشرعية الدولية والعدالة والقيم والحقوق التي تنادي بها جميع دول العالم ''.
وختم حديثه ''فلسطين هي الثابت والأساسي في كافة التوازنات الإقليمية والدولية، فلا أمن ولا استقرار دون استعادة الحق الفلسطيني،فالإحتلال هو السبب الرئيسي والأساسي في العنف والكراهية والعنصرية ''.
نصرة الحق الإنساني
من جهته أكد رئيس المعهد العربي لحقوق الانسان عبد الباسط بن حسن بأن ما شهده العالم خلال الأسابيع الأخيرة من جرائم إبادة وجرائم ضد الإنسانية ، طرح سؤالا أخلاقيا كبيرا على الضمير الإنساني ومسألة أساسية و"ايتيقية" أخلاقية أساسية وهي ان الاحتلال والاستعمار مظهرين ضد الطبيعة الإنسانية وضد "أنسنة" عالمنا . وأضاف :"لذلك اليوم "أنسنة" عالمنا تمرّ أولا وقبل كل شيء بأن تتحمل الدول الكبرى والتي لها سلطة القرار الدولي مسؤوليتها وان توقف هذه الجرائم وهده الإبادة ثم ان تبدأ المجموعة الدولية في مسار سياسي حقيقي وفعلي للاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني في الاستقلال وفي تقرير المصير" واعتبر ان هذه هي المداخل الحقيقة لأنسنة مجتمعنا حتى لا تعاد مثل هذه الجرائم وفق قوله .
تضامن عربي
قال محمد صالح بن عيسى رئيس مركز جامعة الدول العربية بتونس على هامش إحياء سفارة دولة فلسطين لدى تونس، اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني،'' نحن هنا للتأكيد على التضامن مع الشعب الفلسطيني في نضاله العالمي من أجل استعادة كافة حقوقه المشروعة غير القابلة للمساومة وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير وتجسيد دولته الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الكاملة عاصمتها القدس الشرقية وفق لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية ، اليوم هو اليوم الذي يوافق ذكرى قرار الأمم المتحدة لسنة 1947 وما ترتّب عليه من إنشاء دولة الاحتلال دولة "إسرائيل'' ، وما أعقبها من جريمة تطهير عرقي متكاملة الأركان ارتكبها العصابات الصهيونية في مظلمة تاريخية مستمرة مازال يتعرض لها الشعب الفلسطيني منذ عقود وتتكرر مشاهدها وفصولها اليوم قتلا وتنكيلا وتهجيرا ".
وتابع ''وقفتنا التضامنية اليوم تأتي في ظرف استثنائي تعيشه غزة والعالم المسلم نشهد فيه عدوانا إسرائيليا همجيا ووحشيا ضد الشعب الفلسطيني في داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، خاصة قطاع غزة المحاصر منذ 17 عاما والذي يتعرّض منذ شهر أكتوبر المنقضي لسلسلة متواصلة من أبشع وأوسع جرائم الحرب ". وأكد بن عيسى أن المجتمع الدولي يعجز عن وقف هذه الهجمة الإسرائيلية المَقيتة على أكثر من 2.3 مليون فلسطيني من أهالي القطاع معرضون للموت المحقق إما قصفا بالطائرات أو جوعا بسبب قطع الإمدادات الغذائيّة ومنع دخول المساعدات أو تعطل الأجهزة الطبية نتيجة نفاد الوقود .
وتابع "توشك المساعدات الإنسانية المقدمة إلى قطاع غزة على النفاد، وهناك حاجة ملحّة إلى تقديم مزيد من المساعدات لدعم الشعب الفلسطيني في ظلّ تزايد حجم الاحتياجات بوتيرة متسارعة يوميا، بما يجعل المساعدات المتوفرة حاليا لا تفي بالاحتياجات المطلوبة''.
وأضاف ''ندعو للوقف النهائي لإطلاق النار والتوقف عن سياسة الإفلات من العقاب وضرورة ملاحقة المسؤولين الإسرائيليين في المحاكم الإسرائيلية على ارتكابهم جرائم حرب ضد الشعب الفلسطيني، وفي هذا الإطار نرحب بالشكاوي الرسمية التي قدمتها عديد الدول إلى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية السيد كريم خان للتحقيق في ضرورة محاسبة كافة المسؤولين الإسرائيليين بهذه الجرائم ، كما نذكر بقرار القمة العربية الإسلامية الأخيرة بتكوين وحدة للعمل التحقيقي حول انتهاكات القانون الدولي واستعدادا للمرافعات التي ستُقدَم للمحكمة الجنائية الدولية''.
وأكد بن عيسى ''إننا نعيش مرحلة قاسية في تاريخ القضية الفلسطينية التي تسعى قوة الاحتلال الصهيوني المتطرفة لتصفيتها والقضاء على أية فرصة متبقية لتحقيق الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة عبر الإصرار على حرمان الشعب الفلسطيني من استعادة حقوقه المشروعة في الحرية والإستقلال والاستمرار في هذه الحرب العدوانية والتي أدّت إلى حدّ الآن إلى استشهاد وإصابة الآلاف غالبيتهم من النساء والأطفال ، فتجاهل التحذيرات الدولية للكيان الصهيوني بضرورة وقف جرائمه هو الذي أدى إلى تدهور الوضع بصورة خطيرة جدا وهو ما يتطلب رفع سقف الدعوات الدولية وإجبار الإحتلال على الإنصياع للدعوات الدولية ، والمطلوب اليوم من المجتمع الدولي إرساء وقف دائم لإطلاق النار وتوفير حماية دولية للشعب الفلسطيني ".
الحق الفلسطيني لا يسقط بالتقادم''
في الأثناء قال نقيب الصحفيين التونسيين زياد الدبار خلال مشاركته في الندوة التي نظمتها كل من سفارة دولة فلسطين في تونس والجمعية التونسية للأمم المتحدة بمناسبة إحياء اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، في كلمته أنّ نجاح إحياء هذا اليوم في مختلف العالم سيعكس مدى اتجاه البشرية نحو الأنسنة عوض الوحشية.
وشدد النقيب على "أنّ ما حدث طيلة الأسابيع الماضية لايعكس هذا التفاؤل حيث قدّمت كبرى الدول التي كانت إلى الأمس تتشدق بحقوق الإنسان دروسا في دعم قتل المدنيين وتهديم المباني على رؤوس المدنيين وقطع الماء والدواء،والكهرباء،على أكثر من مليوني مواطن في غزة".
وأكد نقيب الصحفيين على أنّ هذا السياق الصعب لا يمكن إلا أن يزيدنا إيمانا بقواعد ومعايير حقوق الإنسان أكثر من أي وقت مضى، والتي تدعو إلى عدم التمييز والمساواة والعدالة وحظر جرائم الحرب والتطهير العرقي وكذلك تقرير المصير لجميع الشعوب المحتلة، معتبرا أن تنكر القوى والعواصم الغربية الأمريكية لهذا النموذج الأخلاقي يدل على أنها استخدمت الديمقراطية وحقوق الإنسان كأدوات لهذا النفاق.
كما تعرض النقيب إلى الاستعمال الفج لوسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي على مستوى واسع للتضليل حول ما يحدث في غزة وباقي الأراضي الفلسطينية من تقتيل جماعي وتشريد وتهجير في حرب إبادة وتطهير، مشددا على استهداف الصحفيين وعائلاتهم ووسائل الإعلام في استهداف للحقيقة.
وقد اختتم النقيب كلمته بالتأكيد على أنه "رغم هذا الاختلال في موازين القوى وازدواجية المعايير في كل المستويات إلا أن صمود الشعب الفلسطيني في غزة وكل الأراضي الفلسطينية قد فتح طريقا للشعب الفلسطيني قوامه أنه لا سقوط للحق الفلسطيني بالتقادم، وأن الحق الفلسطيني يسترد بالمقاومة وبمزيد من المقاومة، وهو ما نحترمه ونتبناه ونبذل كل مجهوداتنا في سبيل دعمه".

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115