لتحتفل بإضاءة الأركاح وبإنارة العقول طيلة أربعة عقود احتضنت آلاف التجارب والجماليات واستقبلت أهم المخرجين المسرحيين ... من 2 إلى 10 ديسمبر 2023 تحتفي أيام قرطاج المسرحية بمرور أربعين سنة على تأسيسها (1983 - 2023) وترفع شعار " بالمسرح نحيا ... بالفن نقاوم" باعتبار أن المسرح هو فن المقاومة وفن الحياة بامتياز منذ عهد الإغريق إلى اليوم.
أكثر من 60 عرضا من 28 بلدا من مختلف القارات في انتظار عشاق المسرح في مختلف أقسام المهرجان التي تتوزع كما يلي: المسابقة الرسمية (11 عرضا) والعروض الموازية (24 عرضا) ومسرح العالم (18 عرضا) وتعبيرات مسرحية في المهجر (4 عروض).
عودة "الأيام" إلى حضن "الأب"
تبلغ أيام قرطاج المسرحية في سنة 2023 عمر النبوة. عند عتبة سنّ الأربعين يقف المهرجان مفتخرا بإنجازات سابقة ومتباهيا بمكاسب مهمة ومتطلعا إلى تحقيق الأفضل في المستقبل. هي 40 سنة من التأسيس ومن مراكمة التجارب والخبرات يستذكرها المعرض التوثيقي بعنوان " 40 عاما تحت الأضواء" احتفاء بمرور أربعين سنة على تأسيسها. ويسلط هذا المعرض الأضواء على مختلف المحطات التي ميزت هذه التظاهرة على امتداد العقود الأربع، من تجليات ركحية ومن تحولات جمالية ومن رهانات فكرية وثقافية ومن قضايا اجتماعية وإنسانية.
ولعل من أهم مستجدات الدورة 24 لأيام قرطاج المسرحية هو عودتها للانتظام تحت إشراف مؤسسة المسرح الوطني التونسي بعد سنوات من الخروج من بيت الأب المؤسس.
وقد يكون في إشراف مؤسسة المسرح الوطني على تنظيم أيام قرطاج المسرحية بعض من الضمانة لاختيار عروض ذات جودة فنية وجمالية تليق بتاريخ المهرجان العريق ولتحديد بوصلة الخيارات
'' الفيرمة '' و''الهروب من التوبة '' يمثلان تونس في المسابقة الرسمية
هي مسرحيات متعددة الجماليات ومتنوعة المشارب الفنية والفكرية ستتنافس على جوائز أيام قرطاج المسرحية في دورتها 24. وفي المسابقة الرسمية يتطلع المسرح التونسي إلى التتويج على منصة الفوز ممثلا في مسرحيتي : '' الفيرمة '' للمخرج غازي الزغباني وإنتاج فضاء الأرتيستو و''الهروب من التوبة'' لعبد الواحد مبروك وإنتاج مركز الفنون الدرامية والركحية بتوزر.
وتضم قائمة المسابقة الرسمية: ''تراب الجنون '' من الجزائر و''صمت '' من الكويت و "أنتڤوني'' من الأردن و ''شمس '' من المغرب و" حكم نهائي '' من مصر و'' ترحال - أرواح مهاجرة '' من سوريا و"أغنية الرجل الطيب " من الإمارات و'' أمل '' من العراق و"مسكن - لوحة تاريخية إيفوارية " من الكوت ديفوار.
ويرأس المدير السابق لأيام قرطاج المسرحية وحيد السعفي لجنة تحكيم المسابقة الرسمية التي تضم الأعضاء: بيّار صعب من لبنان ونعيمة زيطان من المغرب و جواو برانكومن الرأس الأخضر و أوديل كاتيز من رواندا.
في اعتراف بالجميل وتحية إكبار وإجلال للفنانين، تهدي الهيئة المديرة للمهرجان برئاسة الأستاذ معز المرابط ورود التكريم إلى ثلة من أهل الفن الرابع من تونس والعالم العربي وإفريقي،ا وهم وزير الشؤون الثقافية الأسبق والأستاذ المسرحي عبد الرؤوف الباسطي والممثلة ناجية الورغي والممثلة المصرية سوسن بدر والثنائي اللبناني روجيه عساف وحنان الحاج علي (مسرح دوار الشمس بيروت) وكذلك الثنائي الإيراني أمين زندكاني وإلهام إينالي حميدي، إلى جانب الفنان العرائسي المالي " يايا كوليبالي "... ولن تنسى أيام قرطاج المسرحية، استذكار الأسماء التي فقدها المشهد الثقافي التونسي على غرار منصف شرف الدين ومحمد كدوس وريم الحمروني والأسعد محواشي...
"جيتي كاب" سوق للمسرح
تشتهر قرطاج بمسرحها الروماني وبمينائها البونيقي، وهي التي على أرضها تقاطعت الحضارات وتمازجت الثقافات... ولأنها كانت تمثل مركزا تجاريا حيويا في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، فإنها شكلت على مر تاريخها رمزا لمدينة التبادل والانصهار الثقافي. وبمناسبة الاحتفال بمرور أربعين سنة على تأسيس أيام قرطاج المسرحية، يطلق هذا المهرجان الدورة الأولى من "جيتي كاب": أول سوق مخصص للتبادل وللدمج بين الفن والتجارة في المدينة.
يتواصل سوق "جيتي كاب" في الفترة الممتدة من 4 إلى 7 ديسمبر 2023 في إطار الدورة 24 لأيام قرطاج المسرحية. ويهدف إلى دعم التعاون الدولي وتوسيع شبكات التبادل بين الفنانين من العالم العربي والإفريقي وبين محترفي فنون العرض من جميع أنحاء العالم. بناء على دعوة مفتوحة، يسجل المشاركون حضورهم في هذه اللقاءات ويقدمون مشاريعهم بالإضافة إلى عرض المسرحيات المختارة كجزء من برمجة أيام قرطاج المسرحية.
وتهتم الندوة العلمية الدولية لأيام قرطاج المسرحية بموضوع " المسرح وجمهوره اليوم أو اكتمال الفعل المسرحي "ويتطرق المشاركون في مختلف مداخلات الندوة إلى مسألة التلقي للجمهور في الفن الرابع وآفاق انتظاراته من الفعل المسرحي.
100 نزيل من السجون إلى ركح أيام قرطاج المسرحية
ضمن قسم « مسرح الحرية » من برمجة أيام قرطاج المسرحية، يتواصل للدورة السابعة الانفتاح على إبداعات نزلاء السجون في مجال الفن الرابع بالشراكة مع الهيئة العامة للسجون والإصلاح. من خلال عرض ثمانية أعمال من إنتاج نوادي المسرح في المؤسسات السجنية، يتنافس النزلاء على ثلاث جوائز. حوالي 100 نزيل سيغادرون المؤسسات السجنية ليتحولوا إلى فنانين على ركح دار الثقافة المغاربية ابن خلدون بالعاصمة.