رغم تمديد هدنة غزة ...الاعتقالات الانتقامية تتواصل توسّع إستيطاني في الضفة يقبر حل الدولتين ويشعل جبهة الصراع

على الرغم من التمديد في الهدنة المعلنة في قطاع غزة المحتل بيومين إضافيين ،

إلاّ أن الإحتلال يستمر في تنفيذ سياسته الإنتقامية عبر استهداف الضفة الغربية وتكثيف حملة الاعتقالات ضد متساكنيها ، وترتفع حدة التحذيرات من اشتعال جبهة الضفة الغربية في حال واصلت إسرائيل السياسة ذاتها. وحذرت تقارير دولية من مخاطر وسيناريو اشتعال جبهة صراع ثانية في الضفة الغربية المحتلة بسبب ارتفاع وتيرة المداهمات وهجمات الجنود والمستوطنين الإسرائيليين التي تستهدف مدن ومخيمات الضفة المحتلة. كما ان مشروع الميزانية الإسرائيلية المعدلة، عن تخصيص أموال إضافية لتعزيز أنشطة الاستيطان في الضفة الغربية من شأنه ان يقبر نهائيا حل الدولتين، الذين يطالب به المجتمع الدولي.

ووفق تقارير إعلامية فقد نفذت قوات الإحتلال الإسرائيلي في الأيام القليلة المنقضية عمليات مداهمة واعتقالات متكررة ومتزايدة في الضفة الغربية المحتلة في تصعيد اعتبره مراقبون جاء كرد إنتقامي من الإحتلال على الهدنة في قطاع غزة . من جانبها أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية، ما ورد في مشروع الميزانية الإسرائيلية المعدلة، عن تخصيص أموال إضافية لتعزيز أنشطة الاستيطان في الضفة الغربية.واعتبر بيان للوزارة، أن التوسع الاستيطاني، يقوض فرص حل الدولتين، الذين يطالب به المجتمع الدولي.
من جانبها أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أن "حل الدولتين الذي من شأنه إحلال السلام في الشرق الأوسط يتطلب وضع حد لعنف المتطرفين في المستوطنات غير القانونية بالضفة الغربية المحتلة".
وفي مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو في كندا قالت فون دير لاين إن الشعب الفلسطيني وجيرانه العرب يحتاجون إلى ضمانات بعدم حدوث تهجير قسري، ومنظور صالح للحياة عبر دولة فلسطين مستقلة تضم غزة والضفة الغربية، وتحكمها إدارة فلسطينية متجددة، ولهذه الغاية يجب إنهاء العنف غير المقبول للمتطرفين في الضفة.
ورحبت رئيسة المفوضية ببدء الهدنة الإنسانية المؤقتة في غزة التي تنص على تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية "حماس". وقالت "أود أن أشكر من جعلوا هذا ممكنا، وخاصة الرئيس الأميركي جو بايدن، وإسرائيل وقطر ومصر على جهودهم الدؤوبة"، وفق تعبيرها.
وتصاعدت اعتداءات المستوطنين على سكان المدن والقرى الفلسطينية تزامنا مع الحرب الإسرائيلية على غزة، كما زادت قوات الاحتلال من وتيرة اقتحاماتها للمدن والمخيمات في الضفة، حيث استشهد أكثر من 230 فلسطينيا برصاص الاحتلال منذ السابع من أكتوبر الماضي.
ورغم دعمها المعلن لإسرائيل، فإن عددا من الدول الأوروبية ومن بينها فرنسا نددت بعنف المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية ووصفته بأنه "سياسة إرهاب" تهدف إلى تهجير الفلسطينيين، فيما وصفت صحيفة "الغارديان" البريطانية الوضع في الضفة الغربية "بالنكبة الجديدة" نظرا لما يتعرض له الفلسطينيون من تصاعد للعنف على يد المستوطنين.
سياسة الإستيطان .. معضلة القضية
ويعتبر الإستيطان الإسرائيلي المحموم في الأراضي المحتلة من أكثر الملفات أهمية في مسار القضية الفلسطينية ، إذ يبقى هذا التوسع الذي يقوم به الإحتلال بوتيرة متسارعة منذ سنوات مثيرا للجدل بين إسرائيل والفلسطينيين والمجتمع الدولي . إذ تواصل تل أبيب التوسع الاستيطاني رغم الرفض الدولي والمطالب بوقف الآلة الاستيطانية عن التوسع.
ومن الجانب القانوني ووفق القانون الدولي يعتبر ماتقوم به إسرائيل خرقا غير مسبوق لكل الإتفاقيات والقوانين والمواثيق والمعاهدات الدولية ، إذ تعد سياسة الإستيطان التي يمارسها الإحتلال من أهم العراقيل التي تقف حائلا دون أمام مساعي إقامة دولة فلسطينية .والضفة الغربية من الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967 ويمارس الفلسطينيون حكما ذاتيا محدودا فيها في ظل سيطرة عسكرية إسرائيلية مستمرة منذ عقود.
ووفقا لتقرير للجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة فإن ما يقل قليلا عن 700 ألف مستوطن يعيشون في 279 مستوطنة في أنحاء الضفة الغربية والقدس الشرقية بعد أن كان عددهم 520 ألفا في 2012.
ووفق تقارير إعلامية نشرتها "سكاي نيوز عربية'' فمنذ توليها مهامها في جانفي صادقت حكومة نتنياهو الائتلافية المكونة من أحزاب قومية ودينية على خطط لأكثر من سبعة آلاف وحدة جديدة معظمها في عمق الضفة الغربية، وعدّلت قانونا مهد الطريق أمام عودة بعض المستوطنين إلى أربع مستوطنات بعد إخلائها.
تمديد الهدنة
وقالت حركة حماس إنها اتفقت مع قطر ومصر على تمديد الهدنة مع إسرائيل يومين بالشروط نفسها لوقف إطلاق النار السابق الذي استمر أربعة أيام، ذلك بعد إعلانها "العمل على قائمة جديدة للمحتجزين" تمهيداً للإفراج عنهم.
وقال مسؤول في حماس وفق رويترز إنه تم الاتفاق مع الأشقاء في قطر ومصر على تمديد الهدنة الإنسانية المؤقتة يومين آخرين حتى الساعة السابعة صباح الخميس بالشروط نفسها للهدنة السابقة.
وفي وقت سابق ، أعلنت الحركة أنها ستبذل جهدا "لتمديد الهدنة وفقا للعدد المتوفر من المحتجزين المدنيين".وقالت الحركة إن "الإفراج عن الأسرى العسكريين مرتبط بالإفراج عن كل الأسرى الفلسطينيين وإنهاء الحصار".وأبدى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ترحيبه باحتمال إطلاق سراح 10 أسرى مقابل كل يوم إضافي من الهدنة.
الأسرى المقرر الإفراج عنهم
وفي السياق، أعلنت حركة حماس أنها تسلمت قائمة الأسرى المقرر الإفراج عنهم اليوم الإثنين من سجون اسرائيل تشمل 3 أسيرات وهن ياسمين تيسير عبد الرحمن شعبان من جنين ونفوذ جاد عارف حماد من القدس وعطاف يوسف محمد جرادات من جنين. كما شملت القائمة 30 طفلا أسيراً سيعلن عنها لاحقاً.
وأكد مكتب نتنياهو تسلم قائمة المحتجزين لدى حماس المقرر الإفراج عنهم بالدفعة الرابعة، مشيراً إلى وجود إشكاليات كبيرة في القائمة ومفاوضات مكثفة لتغييرها. وقال مصدر مطلع لـ"رويترز" إن الوسطاء القطريين يعملون مع إسرائيل وحماس لحل القضايا وتجنب حدوث تأخير.
وفي وقت سابق، نقلت شبكة "سي.إن.إن" CNN الأمريكية ، عن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، جوناثان كونريكوس، اتهامه حركة حماس الفلسطينية بخرق بنود الهدنة بين الجانبين لإطلاقها سراح مراهقة وإبقاء والدتها محتجزة.
واتفقت إسرائيل وحماس على تبادل 50 أسيراً من الذين تحتجزهم الحركة في غزة مقابل 150 من الأسرى الفلسطينيين لدى إسرائيل خلال هدنة مدتها أربعة أيام، بدأت الجمعة. وهذا أول توقف للصراع منذ اندلاعه قبل سبعة أسابيع.

قال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي، جو بايدن ورئيس وزراء الإحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تحدثا هاتفياً، واتفقا على "مواصلة العمل لتأمين إطلاق سراح جميع الأسرى".وقال البيت الأبيض في بيان "تم الاتفاق على أن العمل لم ينتهِ بعد وأنهما سيواصلان العمل لتأمين إطلاق سراح جميع الأسرى"، مضيفاً أنهما اتفقا أيضا على البقاء على اتصال وثيق خلال الأيام المقبلة.

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115