تجربة الربط الكهربائي التزامني بين شبكات نقل الكهرباء بالجزائر وتونس وليبيا،تجربة تمت بنجاح لمدة 24 ساعة وينتظر أن يقع عقد إجتماع تنسيقي ثلاثي يجمع الأطراف المعنية خلال الأسبوع الجاري للنظر في إجراء تجربة ثانية قد تستمر لمدة زمنية أكبر قد تصل إلى شهر.
وقد أوضح مدير مركز التحكم في المنظومة الكهربائية شكري بوشوشة في تصريح "للمغرب" أن التجربة المزمع إجرائها قد يقع على إثرها متابعة التطورات التقنية وجمع البيانات وتحليلها و النظر في التحسينات إن تطلب الأمر وقد يقع تباعا الغلق النهائي للتجربة يليها إحداث سوق كهرباء بين الدول الثلاثة وقد أكد بوشوشة أن تونس تتطلع لانطلاق السوق مع بداية العام المقبل وذلك في حال لم تطرأ عراقيل تقنية تعيق بلوغ الأهداف المرسومة التي تتضمن فتح باب الانضمام لباقي مختلف دول المغرب العربي على غرار المغرب وموريتانيا أو توسيع سوق الكهرباء لتصل إلى مصر.
وبين بوشوشة أن التجربة التي تم إجراؤها وقع بموجبها الربط التزامني بين المنظومة الكهربائية التونسية والمنظومة الكهربائية الليبية والمنظومة الكهربائية الجزائرية على الجهد العالي 225 ألف فولت وهو مايسمح بتبادل بين 400و500 ميغاواط في اللحظة، ويمكن الربط التزامني من استثمار إمكانات الربط المتاحة للمنظومات الكهربائية لكل من تونس والجزائر وليبيا ،حيث يمكن للمنظومات الكهربائية الثلاثة أن تعمل في آن واحد ،كما سيكون للربط الثلاثي إمكانية التبادل الكهربائي بين البلدان الثلاثة في أي وقت.
وأضاف بوشوشة أن التبادل يمكن المنظومات الكهربائية الثلاثة من تدارك النقص الذي يمكن يضرب إحدى المنظومات لاسيما في أوقات الذروة على غرار ماحصل في الصائفة المنقضية ولجوء تونس إلى الجزائر لتغطية النقص وقد أشار محدثنا أن من خلال الربط التزامني سيمكن تونس من إستمثار كل من المنظومة الكهربائية الجزائرية والمنظومة الليبية ،مضيفا أن أيام الراحة الأسبوعية مختلفة بين تونس وليبيا والجزائر وهوما يتيح لتونس شراء أوبيع الكهرباء لجيرانها في مختلف الأوقات مع العلم أن التبادل التجاري بين الدول المعنية سيساهم في تقليص كلفة الكيلواط عند الإنتاج.
وقال مدير مركز التحكم في المنظومة الكهربائية أن الربط التزامني للمنظومات الكهربائية سيمكن من إستثمار الطاقات المتجددة خاصة وأن تونس تستهدف بلوغ مساهمة الطاقات المتجددة بنسبة 30% في إجمالي إنتاج الكهرباء مع نهاية 2030 ،حيث سيمكن الربط التزامني من إستثمار مختلف أصناف الطاقات البديلة خاصة الطاقة الريحية،حيث يمكن أن تأتي طاقة ريحية مهمة أثناء الليل بالتزامن مع أحمال ضعيفة يمكن أن يقع تسويق الإنتاج والأمر ذاته للبلدان الثلاثة حسب حاجياتها وطاقة إنتاجها.
وأكد بوشوشة أن البنية التحتية جاهزة ومخولة لتأمين التبادل الطاقي بين البلدان الثلاثة وقد تكون تونس المستفيد الأكبر بحكم أن تونس تتوسط العبور في حال وجود تبادل طاقي بين ليبيا والجزائر والعبور سيكون له عمولة وتباعا ستحقق تونس إيرادات جراء عبور الكهرباء بين ليبيا والجزائر.
جدير بالذكر الى أن نشرية الوضع الطاقي لوزارة الصناعة و الطاقات المتجددة قد أظهرت أن تونس قد سجلت ارتفاعا في واردات الكهرباء من الجزائر حيث ساهمت في تغطية %11 من الحاجيات الوطنية من الكهرباء إلى غاية سبتمبر 2023 وقد تم توريد 1938 جيغاواط ساعة من الجزائر وليبيا.