ضمن المرحلة الأولى من بطولة قسم النخبة للأكابر للموسم الحالي، في الوقت الذي انتظر فيه جمهوره الاستفاقة انقاد إلى الهزيمة أمام ضيف الموسم الحالي الإتحاد الرياضي التميمي ضمن منافسات الجولة 14 ومن قبلها تعثر أمام شبيبة الشيحية العائدة حديثا بين النخبة ثم أمام سبورتينغ المكنين، بداية متعثرة ومؤشرات سلبية تفيد ان النحم لن يحقق أهدافه وأن سيناريو مشابها للموسم الماضي في انتظاره في باقي المشوار سيبعده مجددا عن منصة التتويج الغائب عنها منذ 2018 موعد حصوله على البطولة التاسعة في تاريخه.
لم يقدر النجم الساحلي على التدارك مجددا وفشل في النهوض من الهزيمة التي تكبدها للمرة الثالثة على التوالي وهي الخامسة بعد كلاسيكو الترجي الرياضي ثم النادي الافريقي تلك العثرة التي بعثرت أوراق الفريق مبكرا وأجبرت مدربه ثابت محفوظ على المغادرة ظنا أن تلك النتائج السلبية كانت بسببه، لكن اليوم المشكل يبدو أعمق في النجم ويحتاج إلى حل جذري من أجل إنقاذ ما يمكن انقاذه قبل فوات الأوان أكثر.
يتواجد النجم حاليا في المرتبة الخامسة برصيد 29 نقطة وهذا المركز مهدد بخسارته في حال فوز مكارم المهدية بلقائها المؤجل وان لم يستطع التدارك في قادم الجولات التي تنتظره فيها مباريات صعبة دون استثناء، النجم مهدد بنتائج أسوأ في باقي مشوار هذه المرحلة الأولى في حال لم يستعد توازنه وكانت هناك التفافة حوله من كل المحيطين به ولم يكن هناك دعم كاف من جمهوره الذي يبقى دوره مهم.
تحضيرات النجم لم تكن جدية
لم تكن تحضيرات النجم الساحلي في كرة اليد وعلى غرار الكرة الطائرة جدية سواء من ناحية الانتدابات أو السيولة المادية، والمشاكل بانت مبكرا في الفريق الذي لن يكون قادرا في الموسم الحالي أيضا على مقارعة بدرجة أولى الغريمين التقليديين الافريقي والترجي في المراهنة على تتويجات الموسم المحلية فالنقائص عديدة ويصعب تجاوزها بالكيفية المطلوبة حتى في حال تغيير الإطار الفني والتعاقد مع مدرب جديد.
كان حري بالهيئة المديرة للنجم الساحلي أن تقوم بتقييم موضوعي وجدي بعد نهاية الموسم الماضي وتجد الحلول اللازمة التي تساعد فريقها على عودة قوية في البطولة الحالية لكن ذلك لم يحصل والحصيلة تبشر بتلك التي سبقتها ان لم تكن أسوأ، النجم يعيش صعوبات كبيرة منذ مواسم وان ظل الأمر على حاله فإن نتائجه ستكون مخيبة للآمال أكثر فالهزيمة أمام شبيبة الشيحية كانت لأول مرة في تاريخه والعثرة أمام الإتحاد التميمي تبرز عمق الاشكال الموجود في الفريق.
حافط النجم على بعض الركائز مع مجموعة شابة بان بالكاشف أنه مازال ينتظرها الكثير من العمل وأنها لن تقدر على قيادته إلى منصة التتويج مجددا في ظل التفاوت الكبير الموجود بين الفريق وباقي الأندية التي قامت في المقابل بتعزيز صفوفها بانتدابات قيمة حققت المطلوب إلى حد اليوم، النجم يعرف تراجعا كبيرا بسبب تراكم المشاكل خاصة المادية منها التي حالت بينه وبين القيام بانتدابات تقدم الإضافة والتعاقد مع مدرب يقدر على انتشاله من وضعه ويؤمن له عودة قريبة على منصة التتويج.
منافسة كبيرة في الانتظار
تنتظر النجم منافسة كبيرة في باقي مشوار الموسم الحالي بطولة وكأسا ومن جميع الفرق دون استثناء، والفريق ان لم يستطع اعداد العدة كما يجب في فترة التوقف خلال ديسمبر المقبل وان لم يشرع بداية من الجولة القادمة في التدارك فإنه سيعيش أسوأ موسم له وسيكون من الصعب عليه المراهنة على بطاقة مرحلة التتويج التي بانت بعض الشكوك بخصوصها مع النتائج الطيبة للاتحاد التميمي ومكارم المهدية ونادي جمال واقتراب سبورتينغ المكنين من المراكز الثمانية الأولى.
يبقى التواجد في مرحلة التتويج ثم «السوبر بلاي أوف» والأدوار المتقدمة في سباق الكأس ضرورة بالنسبة للنجم وحصيلة مغايرة ستزيد من متاعبه ليس في الموسم الحالي فقط وإنما في القادم أيضا مهما كانت الجهود التي ستبذل، فمنصة التتويج ستكون هدفا صعب المنال في ظل الإستقرار الكبير الذي يعيشه بدرجة أولى الافريقي والترجي اللذان بات يوجد فيهما رصيد بشري ذو مستوى فني عالي جدا يصعب تجاوزه.
التدارك ممكن
ستركن البطولة الوطنية في ديسمبر المقبل إلى راحة وستفسح المجال للمنتخب الوطني للأكابر للاعداد والمشاركة في بطولة افريقيا للأمم المقررة في مصر من 17 إلى 27 جانفي 2024 المؤهلة لاولمبياد باريس ومونديال 2025، والفرصة ستكون متاحة أمام النجم الساحلي لمراجعة النقائص الموجودة ومحاولة ايجاد حلول لها سواء تعلق الأمر بالرصيد البشري او الإطار الفني.
توجد في النجم عناصر طيبة قادرة على تقديم الإضافة اللازمة في حال توفرت لها الظروف الملائمة للعمل خاصة من الناحية المادية التي من الأساسيات للنجاح من عدمه، النجم ينتظره عمل كبير في باقي المشوار من أجل العودة إلى المنافسة وتلافي هزائم مع فرق يفوقها الكثير على كل المستويات.
يظل من الضروري اليوم أن يعود النجم إلى مستواه المعهود وأن ينافس ويراهن على التتويجات المحلية شأنه شأن باقي الفرق فهو من الركائز في البطولة ومن الدعائم للمنتخب الأول والشبان على حد السواء، وتراجع نتائجه لن يخدم كثيرا كرة اليد التونسية التي هي في حاجة إلى كل الأندية وإلى مستوى بطولة أفضل فنيا يقودها إلى تحقيق نتائج ايجابية والذهاب خطوات أخرى إلى الأمام على درب التألق ومحاكاة العالمية مثل ما هو موجود في المنتخب المصري الذي ستكون المهمة صعبة أمامه في «كان» المنتظرة من أجل اللقب القاري وبطاقة الأولمبياد على حد السواء.
التبعية لفرع «القدم» زادت من معاناة النجم
بات من الضروري اليوم تخلص الفرق التي هي في ارتباط وثيق من الناحية المادية مع ما يوجد في فروع كرة القدم من هذه التبعية حتى تستطيع الحفاظ على استقرارها وتكون هناك ميزانية خاصة بها تساعدها على الإعداد كما يجب لكل موسم، فالنجم وعلى غرار أكثر من فريق آخر باتت هذه التبعية عائقا أمامه وبسببها يعيش ما هو عليه اليوم بعد عجزه عن إيجاد السيولة الكافية التي تساعده على القيام بانتدابات اللازمة التي تبقى الأساس لنجاحه محليا خاصة.
أعطيت الأولوية في النجم لفرع «القدم» بدرجة أولى وهذا لم يخدم مطلقا فريق كرة اليد المهدد بنتائج سيئة جدا ان لم تتدارك الهيئة المديرة الأمر وتنقذ المجموعة مبكرا، التدارك يظل قائما أمام النجم ان وجد الدعم الكافي والالتفافة المطلوبة من جمهوره بدرجة أولى الذي يبقى دوره مهم لدفع فريقه إلى الأمام كل ما كانت هناك عراقيل تقف أمام تحقيقه لنتائج في مستوى التطلعات.