ليصبح من السلع النبيلة التي لم تعد في متناول الجميع واضحت بعيدة عن قدرات المستهلك التونسي الشرائية ويشهد هذا الموسم مرة أخرى ارتفاعا مشطا في اللتر من زيت الزيتون مما يخرجه من دائرة العادات الغذائية التونسية.
رغم ما أثاره تصريح وزير الفلاحة الأسبق سمير بالطيب من جدل واستهجان حين قال " التونسي لا يستهلك " زيت الزيتون" بكثرة لأنه "ليس من عاداته الغذائية " اصبح سعر اللتر من زيت الزيتون اليوم بين 22 دينار و25 دينار والكلغ من الزيتون يقارب الـ 3 دنانير مع بقاء فرضية الارتفاع او الانخفاض مفتوحة كلما تم تسجيل تقدم في موسم الجني.
يكتسي الزيتون أهمية كبرى في تونس إذ تقدر مساحة الغراسات بـنحو 2 مليوني هكتار مما يؤهلها لتكون الثانية عالميا على مستوى المساحة بعد اسبانيا وهي من ضمن الاربعة الكبار المنتجين لزيت الزيتون.
كما ان تونس من اكبر مصدري زيت الزيتون ففي الموسم 2014/ 2015 كانت تونس أول مصدر لزيت الزيتون في العالم.وتصدر تونس بين 70 و80 % من إنتاجها وتوجه بين 30 و40 ألف طن للاستهلاك المحلي وقد شهد الاستهلاك التونسي لزيت الزيتون تراجعا بعد أن كان في الثمانينات يتراوح بني 60 و50 ألف طن.
وكانت التوقعات الأولية تشير إلى إنتاج 200 ألف طن من الزيت تصبح غير مؤكدة أمام حالة الجفاف الكارثية التي تعيشها تونس .
ويكتسي زيت الزيتون أهمية كبرى في تركيبة الصادرات الفلاحية والغذائية إذ يمثل نحو 50% من الصادرات كما أن ارتفاع الأسعار يساهم في تحسن العجز التجاري إجمالا ففي شهر سبتمبر سجلت أسعار صادرات زيت الزيتون ارتفاعا ب 60.5%.
هذه الأهمية تعطي دفعا للاقتصاد التونسي بتحسن الصادرات كما تعطي وضعية مريحة للميزان التجاري الغذائي والميزان التجاري ككل تتقلص على مستوى الاستهلاك في مقارنة ببقية البلدان المنتجة للزيتون. إذ تفيد إحصاءات المجلس الدولي للزيتون لموسم 2021-2022 بأن تونس حلت في مرتبة الرابعة بين بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمعدل استهلاك 30 الف طن اي بنحو 2.5 لتر للفرد.
ويمثل الاستهلاك التونسي معدل 1% من إجمالي الاستهلاك العالمي . في حين يرتفع الاستهلاك في سوريا والمغرب ولبنان.