وأنقرة باعتبار علاقة البلدين بطرفي النزاع ، ممّا يهدّد باندلاع حرب بالوكالة تكون فيها «كارا باخ» ميدانا للنزال بين «القيصر» الروسي و»السلطان» التركي.
وتتنازع أرمينيا واذريبجان حول إقليم «كارا باخ» منذ سنوات طويلة . وتعدّ تركيا شريكا أساسيا لأذربيجان -توطّدت أواصرها وفق مراقبين- عقب الزيارة التي أداها رئيس أذربيجان إلهام عليف سنة 2013 إلى تركيا كأول زيارة خارجية له عقب فوزه بولاية رئاسية ثالثة. وتتعاون أذربيجان مع تركيا خاصة في المجال العسكري.
وربط مراقبون توتر الأوضاع بـ«كارا باخ» بالزيارات الأخيرة التي قام بها مسؤولون أتراك إلى اذريبجان ، في خطوة اعتبرها متابعون ضوءا اخضر لها لهدم اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين الطرفين منذ 1994.
وتحظى أرمينيا بدعم روسيا باعتبارها جمهورية سابقة من الاتحاد السوفياتي، تزايد التعاون العسكري بين الطرفين عقب ضم موسكو لشبه جزيرة القرم. وتملك السلطات الروسيّة قاعدة عسكرية لها في أرمينيا تسمى الفرقة 102 تضم حوالي 5000 جندي. ويرى مراقبون أن أرمينيا هي «الحديقة الخلفية» لموسكو ، خاصة في ظل تنامي حدة التوتر بين روسيا ودول حلف الناتو والغرب بصفة عامة بسبب الأزمة الأوكرانية.
وربط مراقبون المشهد المتفجر في إقليم «كارا باخ» المتنازع حوله ، بالصراع الخفي تارة والمعلن تارة أخرى بين «القيصر» الروسي و«السلطان» التركي ، في إقليم لطالما احتضن مواجهات شرسة بين أرمينيا واذريبجان .
تاريخ الصراع
من جانبه شدّد الباحث اللبناني المختصّ في الشؤون التركية علي مراد في حديثه لـ«المغرب» على ضرورة فهم طبيعة الصراع القديم الجديد في إقليم «كارا باخ» بين أرمينيا وأذربيجان.
وتابع الباحث اللبناني انه «تاريخياً في عشرينيات القرن الماضي، أعطى الاتحاد السوفياتي الإقليم لأذربيجان مع أن غالبية السكان كانوا من الأرمن، الصراع بدأ بعد بداية تفكك الاتحاد السوفياتي، ونشب الصراع بعد أن اتخذت السلطات الأرمينية خطوات لضم الإقليم لها بناء على تصويت أبناء الإقليم الذين فعلاً صوتوا بالانضمام إلى أرمينيا عام 1988، تبعا لذلك رفض الأذريون(نسبة لأذربيجان) نتيجة التصويت .اليوم عاد النزاع إلى الواجهة طبعاً بسبب التدخلات الخارجية، بإمكاننا القول أن الأذريين هم من بدأووا بخرق الهدنة، لأهداف تتعلّق بالصّراع.....